هل تبرأ الإصلاح من قيادات الجيش في مأرب والجوف؟

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  هاجم حزب الإصلاح الإسلامي منتقديه بسبب سقوط محافظة الجوف بيد الحوثيين الأسبوع الماضي، واصفاً تلك الانتقادات بأنها "صيحات ونزعات" لا تاريخ نضالي أو وطني لأصحابها.

ورداً على انتقادات اليمنيين للحزب نتيجة سقوط الجوف كمحافظة ظل مسيطراً عليها طيلة الخمس السنوات الماضية بقوات مهولة ولم يصمد في جبهتها سوى ثلاثة أيام ثم سقطت مدوية، خرج الحزب السياسي العريض المهيمن على الشرعية منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015، عن صمته مدافعاً عن نفسه، ومهاجماً اليمنيين الذين وجهوا اللوم الأول عليه بخيانة "الجوف" وكثيراً من اليمنيين والمراقبين كالوا للحزب الشتائم والسباب واتهامهم الصريحة في الهزيمة.

وعبر صحيفته الرسمية "الصحوة نت" خرج الحزب باسم المحرر السياسي، مواجهاً صيحات اليمنيين التي عبروا عنها خلال تعليقاتهم طيلة الأيام الماضية حول نكبة الجوف، وبدلا من طلب العفو والصفح خرج الحزب، فاتحاً النار على اليمنيين وشتمهم ومستنكراً تهجمهم عليه وتخوينه.

وتحت عنوان "الإصلاح.. الفداء اللامشروط"، كتب المحرر السياسي للحزب رده على صيحات اليمنيين وصرخاتهم، قائلا: "في اللحظات العصيبة من تاريخ الشعوب، حين تنهار الدول وتسطو على إرادة الناس عصابة مارقة، وحين تنسد الآفاق وتغدو كل المنافذ معتمة، في هذه اللحظات الحرجة يكون معيار الوطنية الخالصة هو الفداء اللامشروط، ولا يوجد فداء أكثر مجداً ولا عطاء أكثر خلوداً من السخاء بالنفس في سبيل تحرير الأوطان، أمام معيار حاسم كهذا، يتجلى الإصلاح في رأس قائمة التيارات الوطنية ذات الرصيد الأكبر في مخزون الفداء الذي لا يمكن حصره وليس بمقدور أحد المزايدة عليه".

وأضاف: "هذا الكلام ليس حديثًاً إنشائياً قابلاً للتلاعب بمدلولاته، ولا ادعاء مبالغ فيه أو دعوة ملفقة يمكن دحضها، فلغة الدم تخرس ألسن الجميع، وحديث الأرقام مرافعة لا تقبل الشك ولا تحتمل الطعن في قوة حجيتها كبيان كاشف على رصيد النضال الثمين لهذا الحزب. الرصيد الوطني الباعث للشرف والذي يرتفع منسوبه ويتسابق الشرفاء للفداء فيه في كل ملحمة يهتف فيها نداء الواجب، وعند كل اختناق يمر به الوطن وتحتاج فيه الأرض للبطولة؛ كي يُفك أسرها وتتحرر إرادة الإنسان".

وأكد حزب الإصلاح أنه في هذه الوقفة لا يمن على الوطن بما يقدم، ولا يتباهى بالأوجاع والجراح النازفة، مستشهدا بـ "تضحيات حزبنا أكبر من أن تخطئها عين جاحدة أو تبخسها نظرة مضللة؛ لكننا نعيد التأكيد على ما سبق؛ لنجدد عهدنا لهذه البلاد الجريحة ولأبنائها الشرفاء أننا كنا وما زلنا في مقدمة الصفوف، متأهبين على الدوام للدفاع عن أرضنا وحريتنا وكرامتنا وعلى امتداد خارطة الوطن، لا غاية لنا سوى الحرية، ولا هدف سوى الخلاص لهذا الشعب المثخن بالمآسي والجراح".

وقلل حزب الإصلاح من هزيمة الشرعية في الجوف، وقال: "للتأكيد بأن أي تعثر يحدث في سير معركة التحرير أو تراجع هنا أو هناك لأسباب موضوعية تتعلق بطبيعة المعركة العسكرية، وملابساتها العابرة، يجب ألا تمر مروراً عابراً فهي عثرات مؤسفة يتوجب على قيادة القوات المسلحة الوقوف أمامها ومعالجة أسبابها وأخذ الدرس والعبرة منها، والمضي لاستكمال معركة التحرير".

وفي محاولة هروب من مسئولية الحزب عما حدث في الجوف، طالب المحرر السياسي لحزب الإصلاح "قيادة القوات المسلحة بالمراجعة"، معتبراً أن أي "تعثر موضوعي، أو تكتيكي لا يبرر مطلقًا تلك الاستثمارات الرخيصة في عثرات القوات المسلحة، وإطلاق الشائعات من قِبل الأقلام المتربصة، ومحاولات الاصطياد في الماء العكر لتحقيق مآرب تصب محصلاتها في خدمة مشروع الكهنوت الحوثي وتوهن من عضد الجيش؛ الرافعة العسكرية لمشروع اليمن الجديد".

ويصف المحرر السياسي لحزب الإصلاح ألم اليمنيين وفاجعتهم بسقوط الجوف بأنها "أحاديث لثلة من الأشخاص الذين فقدوا مروءتهم وهم يرشقون من يضحي في سبيل كرامة الشعب والوطن بالسهام، ويبتهجون لكل مرارة يتعرض لها المرابطون في الميدان، حيث يمنحون أنفسهم الحق في توزيع أوسمة البطولة والجبن وصكوك الوطنية والخيانة دون أن يتوفر تاريخهم النضالي على أي رصيد يؤهلهم لذلك".

وفي المقابل، خرج المنتقدون بردود أفعال أخرى مستهجنة تهاجم حزب الإصلاح، واعتبار حديث المحرر السياسي أنه من بواعث السخرية والهزأ من حزب احتكر وصادر الشرعية سلطة وقراراً وجيشاً ووظيفة وجيشاً متضخماً على الورق، كما قال مواطنون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى