معركة مأرب

> خالد سلمان

> تجري الآن معارك طاحنة في مأرب، بمشاركة الطيران السعودي، معارك بدأها الحوثي، كاسراً بذلك حالة التكهنات عما سيحدث، في هذه المحافظة الهامة لجهة النفط، الثروات، وموقعها الجغرافي المفتوح على التمدد باتجاه أكثر من محافظة.
معركة مأرب تغلق الطريق على كل القراءات السابقة حول صفقات اقتسام، أو محاولة الاتفاق على هدنة غير معلنة، أو حتى إعادة توزيع الثروات ومواقع السيطرة والنفوذ.

الحوثي أراد أن يخرج من حالة اللاحرب واللاسلم، وأن يبادر بالهجوم، لتحقيق أحد أمرين، إما السيطرة الكاملة، أو إدارة حوار سياسي بالذخيرة الحية، تمكنه من أن يحصد مزيداً من النقاط، بنصر عسكري مدفوع ومحصل سياسياً، على طاولة الحوار والتسوية.
لمأرب ما بعدها، أنها ليست حرباً محدودة الأثر، ذات تداع مغلق على المحافظة، بل هي حرب تتخطى مأرب، لتصل بتداعياتها إلى ما دونها وما سواها على امتداد كل الخارطة، وعلى رأس تلك الاحتمالية، بل الحتمية، التوجه جنوباً.

من يكسب معركة مأرب يكسب نصراً، إما سلماً أو حرباً، بإعادة توصيف الأوزان والأحجام، وقوة كل الأطراف في ميداني السياسة والحرب، وإن كان قرار إلغاء الحوثي عسكرياً، والخصم من وزنه، لم يُتخذ بعد، إذ من علامات هذا القرار هو شن حرب شاملة على كل الجبهات، وهو ما لم يحدث، ربما إبقاء مثل هكذا قرار موارب، هو ذات صلة بحسابات إقليمية، وربما بفيتو دولي، يحافظ على سقف منخفض لحرب مسيطر عليها، من قِبل جهات دعم الطرفين المحليين.

إجمالاً مأرب بين المتحاربين تعيد رسم الخارطة، حرباً وسياسة، وربما تسرع بخطى التسوية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى