أزمة الوقود في اليمن تهدد الكهرباء الحكومية

> تقرير/ محمد راجح

> دخلت أزمة الكهرباء في عدن وحضرموت والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية منعطفاً شائكاً يهددها بالتوقف كلياً مع نفاد الوقود وتوسع التقنين الذي أصبح يتجاوز العشر ساعات يومياً، إضافة إلى توجه السلطات الرسمية نحو تطبيق نظام تعرفة الاستهلاك الجديدة بنسبة زيادة تقدر بحوالي 75%.
وأقرت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن زيادة الاستهلاك للفئات التجارية والصناعية والحكومية والزراعية في حساب الكيلو واط ابتداءً من فواتير استهلاك شهر فبراير/شباط الماضي مع استثناء الفئات السكنية من التسعيرة الجديدة.

وحسب مصادر مطلعة فإن الحكومة اليمنية تواجه صعوبة بالغة في توفير الوقود الخاص بمحطات توليد الكهرباء العمومية في مناطق سيطرتها المعتمدة بنسبة تزيد عن 60% على هذه المحطات، بالتوازي مع ارتفاع نسبة الاستهلاك في ظل محدودية الطاقة المتوافرة. وتتصاعد الأزمة مع ضعف الموارد وعدم القدرة على تحصيل الإيرادات العامة خصوصاً من فواتير الكهرباء.

وارتفع سعر الكيلو واط من 30 ريالا إلى 70 ريالا بموجب التسعيرة الجديدة التي لقيت رفضاً كبيراً من قبل مستهلكي الكهرباء ممن شملهم القرار. وفي الوقت الذي عبر فيه مواطنون ومزارعون وملاك المصانع والمحال التجارية عن سخطهم من التسعيرة الجديدة، أفاد خبراء ومسؤولون حكوميون بأن الوقت قد حان لحل مشكلة الكهرباء التي تتصدر قائمة الأزمات التي تعاني منها جميع المناطق اليمنية، بالتوازي مع تحصيل الإيرادات العامة من الضرائب والجمارك وخصوصاً الكهرباء، إذ لا تستطيع الجهات المختصة تحصيلها منذ نحو ثلاث سنوات.

ويشكو المزارع جمال بن كرامة من وادي حضرموت (شرق) من التسعيرة الجديدة للكهرباء والتي ستكلفه كما يقول لـ "العربي الجديد" ضعف ما كان يدفعه، إذ وصل المبلغ المطلوب سداده بالفاتورة الجديدة نحو 20 ألف ريال من 10 آلاَف ريال سابقاً. ويعتمد أغلب المزارعين في حضرموت على الكهرباء بدلاً من الديزل الذي يرونه مكلفاً للغاية في ظل تراجع العائدات من بيع المحاصيل.

ويقول المزارع في منطقة سيئون شمال حضرموت مأمون بانبيل لـ "العربي الجديد"، إن قرار رفع تعرفة الكهرباء إلى جانب أزمة الوقود تسبب في تراجع إنتاجية محاصيله من الطماطم والبصل والنخيل مع اقتراب موسم حصادها وبالتالي قد يتأثر المعروض في الأسواق، وتالياً الأسعار.
ويمر سكان عدن بفترة صعبة بسبب الانقطاعات المتواصلة للكهرباء والتي تزيد على 10 ساعات في اليوم خصوصاً مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة.

كانت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن قد أعلنت عن تنفيذ حملة موسعة وشاملة لقطع التيار الكهربائي عن المتخلفين عن السداد، إضافة إلى دعوتها المتأخرين في الدفع، لسداد "ما تيسر" من أصل الفواتير المتراكمة على المنازل التي تستهلك ما تؤمنه المؤسسة من تغذية، بدون تسديد تكاليف الاستهلاك.
وفي هذا الشأن، يؤكد المسؤول الإعلامي لوزارة الكهرباء والطاقة محمد المسبحي أن الوزارة تبيع الطاقة الكهربائية بخسارة، موضحاً أن الزيادة في التسعيرة استندت إلى قرار وزاري سابق بشأن تحريك التعرفة لفئات الاستهلاك التجاري، نظراً لارتفاع كلفة الوقود عالميا حينها وارتفاع سعر الدولار.

وينتقد خبراء الاقتصاد، التحالف العربي في اليمن لعجزهما عن تطبيع الحياة في "المحافظات المحررة" وحل المشاكل المتعلقة بالخدمات العامة مثل الكهرباء.
ويرى الباحث الاقتصادي وليد مقبل، أن دولتي التحالف حالتا بتعمد دون توفير الخدمات العامة للناس ومساعدة الحكومة اليمنية على إدارة المؤسسات العامة وتطبيع الأوضاع من خلال توفير الخدمات وتحصيل الموارد العامة.
العربي الجديد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى