أبناء عدن ينتفضون ضد العشوائيات المشوهة لجمال عدن

> أكاديمي: الأمن والقضاء والأشغال ومدراء المديريات شجعوا العشوائيات

> تقرير/ فردوس العلمي - وئام نجيب
> استجابة للدعوة التي أطلقها نشطاء وإعلاميون في منصات التواصل الاجتماعي، تجمهر العشرات من المواطنين في العاصمة عدن، صباح أمس الأول الخميس، احتجاجًا وتنديداً بأعمال البسط العشوائي الذي طال الأراضي والمعالم الأثرية والثقافية في المدينة.


الوقفة كانت على سفح جبل شمسان الواقع في عقبة عدن الفاصلة بين مديريتي كريتر والمعلا، وذلك على إثر تقسيم الجبل إلى مخططات وأراض من قِبل متنفذين، حيث رفع المحتجون لافتات تطالب بحماية أراضي عدن ومعالمها الأثرية والثقافية، وبسرعة التحرك لمواجهة أعمال البسط وإزالتها.
«الأيام» التقت بعدد من المشاركين بالوقفة وخرجت بالحصيلة التالية:

عبث ممنهج بمباركة الحكومة
د. فضل الربيعي
د. فضل الربيعي
تحدث لـ«الأيام» د. فضل الربيعي، أستاذ في جامعة عدن، قائلاً: "تفاعلت مع هذه الدعوة المجتمعية التي دعا إليها العديد من الناشطين، لأنه من واجبنا كأكاديميين ومثقفين الوقوف هكذا وقفة للتعبير عن موقفنا من العبث الممنهج الذي يدمر التنمية الحضارية، ونتمنى أن تتواصل هذه الوقفات ويتم التصعيد برفع دعاوى قضائية ضد المتسببين في البناء العشوائي هنا في عقبة عدن".

وأضاف: "إنه من غير الصائب أن يتهم أفراد السلطة المحلية في عدن كافة، إذ أن منهم من هو حريص على المدينة، ولكن ليس لديه الصلاحيات الكافية لاتخاذ القرار، لذا نحن من هنا نطالب الشرفاء في السلطة المحلية بالإفصاح عن موقفهم تجاه ما يحدث وبدورنا سنعمل على مساندته والالتفاف حوله لنتمكن من بتر اليد المخربة"، مؤكداً بأن الجهات الحكومية التي شجعت البناء العشوائي وباركته عديدة في مقدمتها الأمن، والأشغال العامة، ومدراء المديريات، والقضاء.


وحملت الناشطة الحقوقية المحامية، عفراء خالد حريري، السلطة الشرعية العالقة في الرياض المسؤولية كاملة، إذ أنها تنصلت منذ البداية عن مهامها ولم تستطع توفير أبسط الخدمات، لذا لن ولم تقم بأي عمل إزاء العشوائيات التي تعصف بعدن والتي لا تشوه جمالية الصورة الحضارية لعدن فحسب، بل تؤثر على مستوى الخدمات "المياه والكهرباء والطرقات" المتردية في الأصل، كما تزعزع الأمن، حيث لا يستطيع الجهاز الأمني الوصول إلى تلك المناطق، بل وحتى سيارات الإطفاء ما يعني أن حريقاً لو نشب في إحدى العشوائيات سيؤدي إلى كارثة حقيقة، محملة الوصي المتدخل في الشؤون المالية والإدارية بالبلاد، تحالف دعم الشرعية المتمثل بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، تبعات ما يحدث في صمت وتجاهل منهم، وأضافت: "طالما وأنهم لا يستطيعون وقف العبث والفوضى الحاصة في الجنوب وخاصة في عدن، فليدعوا من يستطيع أن يتحمل المسؤولية يقوم بما هو صحيح ويقوموا بدعمه حفظاً لكرامة الإنسان".

محاربة مخطط انتهاك جسدها الجميل
م. فتحي السقاف، مدير عام مؤسسة المياه، طالب الجهات الرسمية بتفعيل القوانين والأنظمة، متمنياً من السلطة المحلية والجهات الأمنية والأشغال، أن تقوم بهدم هذه التدخلات العشوائية التي تخدش جمال عدن وتمحي ملامحها المدنية، وقال: "لم نتوقع أن يتم البناء العشوائي هنا في عقبة عدن وتظهر منطقة جديدة في قلب هذا الجبل"، مؤكداً بأن مشاركته في الوقفة ليس بصفته الرسمية فقط بل كأحد أبناء مدينة كريتر".

محمود العمودي، مواطن، يرى بأن هذا الإجراء مدعوم من جهات حكومية وهو مخطط ومنظم لتشويه عدن وخلط الأوراق، بتشجيع من السلطة المحلية التي سارعت بإيصال خدمتي الكهرباء والماء للعشوائيات.
محمود العمودي
محمود العمودي

بينما وجهت المواطنة تقى نعمان، سؤالاً إلى كل المسؤولين في عدن: للانتقالي، كونه المسيطر على الأرض، وللتحالف باعتباره وسيط الشرعية التي لم تستطع أن تفرض سيطرتها على عدن، قائلة: لماذا عدن يتم تشويهها واللعب بأمنها وتشويه جمالها، لماذا العبث بآثار عدن وبكافة الخدمات والصرف الصحي وكل ما لها صلة بعدن؟!، متى ستتحملون مسؤوليتكم ويكون لكم موقف فيما حدث ومازال يحدث؟!".


من جهة أخرى، اعتبر المواطن محمد العزاني، أن ما يحدث ما هو إلا تقويض وتحجيم لنجاح المجلس الانتقالي الذي حقق نجاحات ملموسة على أرض الواقع.
إيمان زبيدي، مديرة مدرسة، شاركت في الوقفة وقالت: "نحن هنا للحفاظ على معالم عدن المنتهكة باسم العشوائية، فعدن مدنية جميلة وهي جوهرة الجنوب العربي ولا يعقل أن تتم إزالة جبالها وسواحلها بالحفر والكبس والبناء العشوائي، ونتمنى أن يكون هناك رد رادع لكل من يعمل على تشويه هذه المدينة".

نهى البوهي
نهى البوهي
من جهتها، أوضحت الناشطة نُهى البوهي، بأن هذه الوقفة الهدف منها محاربة الفساد الحاصل بعدن منذ 2015م، المؤدي إلى منعطف خطير، وأنه يجب الوقوف أمام السلطات والقول لكل مسؤول في عدن "كفى تغنياً بحب عدن وحمايتها، أين أنتم مما يحدث".

وتابعت حديثها بالقول: "من قام بالبناء العشوائي في عدن له نفوذ، وكما قالها الهالك علي عبدالله صالح وتوعد بجعل مدينة عدن قرية وبالفعل هذا ما حدث، وتم تدمير التعليم والصحة والمعالم التاريخية، والحاصل في عدن الآن هو القتل والبسط والنهب، وفي حال استمر الوضع الراهن، ستأتي علينا فترة ونقول كانت هنا عدن"، مشيرة إلى أن الإطاحة ستتم بكل من شارك بتدمير عدن كما أطيح بصالح الذي استمر حكمه أكثر من 30 عاماً".

عدن ملك لأبنائها وليست غنيمة
المواطن نبيل أحمد قال: "عدن وشغفي بها هو ما دفعني للمشاركة لأول مرة في وقفة احتجاجية، فقد تسبب أبناء من الريف في البناء العشوائي وللأسف أصبحت عدن غنيمة لأصحاب الريف، وبالنسبة إلى مجيء بعض المسؤولين معنا والمشاركة في هذه الوقفة، فذلك حب للظهور فقط وليس له أية فائدة ما لم يتم التنفيذ والضرب بيد من حديد على أرض الواقع".


وأردف بالقول "مشكلتنا الفساد وغياب الجهات المعنية والقيادات التي لم تقم بالدور المناط بها، بل الواقع أن كلاً يرمي على الآخر بالمسؤولية، فأصبح أبناء عدن بلا أب شرعي، وفي الحقيقة عدن مستهدفة كونها منبر الحضارة منذ زمن، وهذا الأمر يستدعي تكاتف كافة أهل عدن خاصة بعد أن طال البناء العشوائي والبسط على أجزاء واسعة من المدينة".

قانون القوة يغلب قوة القانون
رئيسة دائرة المرأة في الحراك الثوري عدن، رضا طه، أكدت على أن عدن هي ملك أبنائها وليست صك ملكية لأي كان، ولكن للأسف من جاء من خارجها استباح فيها القتل والدم والبسط والبناء العشوائي، وأضافت: "نأسف أن تكون القوى الأمنية التي تدعي حماية عدن من البسط والتدمير الممنهج هي نفسها من تقوم بالمشاركة وحماية الباسطين والمتنفذين، فكيف لنا أن نطلب منها إزالة ومنع البناء العشوائي؟".

الكاتب الصحفي أ. نجيب يابلي، لم يتغيب عن الحضور وقال لـ«الأيام»: "لم أتصور أنه سيأتي يوم أن أرى مساكن هنا"، مؤكداً بأنه خلال فترة التواجد البريطاني في عدن كان هناك شيء اسمه "تخطيط مدني"، وكان يمنع حفر الجبال أو كبس البحار.

وتابع: "في كل منطقة بعدن يوجد تخطيط مساكن للطبقة العاملة منذ أيام الإنجليز، فكان يمنع منح تصريح بناء على السواحل أو الجبال، حيث تم تطبيق مبدأ التنمية المستدامة التي تعني أن تأخذ حاجتك وتترك ما تبقى للأجيال القادمة والمطبقة في المجتمعات المتقدمة".

من جانبها، أبدت المواطنة نعمة علي أحمد السيلي أسفها لقلة الجمع المشارك في الوقفة، موضحة بأن (الدحبشة) ليست انتماء، ولكن سلوكاً ضد الأنظمة والقوانين استشرى في عقول الجنوبيين"، فيما أمهل آخرون المجلس المحلي في مديرية المعلا أسبوعاً واحداً لهدم البناء الشعوائي في عقبة عدن، مؤكدين بأنه في حال لم يحدث سيقومون بإزالة تلك الأبنية بأنفسهم مستخدمين قوة السلاح التي باتت لغة سائدة تحكم البلاد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى