السفير آل جابر في ورطة.. مَن حرر عدن ويحمي حدود المملكة؟

> تنكر السعودية لـ«دماء الجنوبيين» يفجّر «صراعًا مصيريًا» في عدن

> "الأيام" غرفة الأخبار:

رفض قاطع واستنفار عسكري وسياسي وغضب شعبي قوبلت به إجراءات للمملكة العربية السعودية أرادات سحب القوات الأمنية الجنوبية من مطار عدن والزج بقوات أخرى ليست نظامية ومشبوهة الولاء والتوجه.
إجراءات السعودية يُراد منها تمكين الشرعية اليمنية من المرافق السيادية والمنشآت الحساسة في عدن وسحب البساط من تحت أقدام المجلس الانتقالي، وفق مخطط يسعى في الأول والأخير إلى إفراغ العاصمة عدن من قوات الحزام الأمني والتشكيلات العسكرية التي تدعم توجهات الانتقالي نحو مشروع الاستقلال.

مصادر سياسية عزت التصعيد السعودي إلى أنه رسالة من المملكة لحبس نبض الموقف الجنوبي وقياس مدى القوة العسكرية والسياسية والحاضنة الشعبية للمشروع الجنوبي، مشيرة إلى أن التوجه السعودي يسير تحت غطاء اتفاق الرياض وباتفاق وتنسيق مع قيادة الشرعية اليمنية.

الانتقالي الجنوبي أعلن موقفاً صريحاً برفض المشروع السعودي، مؤكداً عدم تخلي قواته عن العاصمة عدن أو تسليمها لجماعات متطرفة وتنظيمات إرهابية تحت مسميات الشرعية واتفاق الرياض، إذ وقف اجتماع استثنائي عقدته رئاسة الانتقالي أمس الأول السبت أمام محاولات تشكيل قوات بديلة غير نظامية لا تنتمي للمؤسسة الأمنية، لإحلالها محل القوات الجنوبية المنضوية تحت إدارة أمن العاصمة عدن.

وأكد الاجتماع "الرفض المطلق لتلك المحاولات والوقوف الدائم إلى جانب كافة القوات التي ساهمت بتحرير العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب من الاحتلال الحوثي، وطهرتها من بؤر الإرهاب الإخوانية، ولا زالت تذود عن حياض الوطن ومنشآته، وتخوض معارك كسر عظم في مختلف جبهات التصدي للحوثي وتأمين الجنوب".

وشدّد الاجتماع على ضرورة استمرار الحملات الأمنية لتطهير عدن والجنوب من الجماعات الإرهابية والخارجين عن القانون وكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الجنوب، ورفع درجة الجاهزية والتأهب واليقظة القصوى لمواجهة أي تهديدات حوثية وإخوانية تستهدف أمن واستقرار محافظات الجنوب، مطالبا كافة أبناء الشعب الجنوبي الوقوف صفاً واحداً إلى جانب القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية الجنوبية والإبلاغ عن أي أعمال مشبوهة، من خلال التواصل المستمر مع ارقام غرف العمليات الأمنية.

ويقول الانتقالي الجنوبي إن القوات الجنوبية التي حررت العاصمة عدن من المد الحوثي والتنظيمات الإرهابية هي أولى بتأمينها والانتشار فيها، لكن الرد جاء سريعا من السفير السعودي محمد آل جابر الذي قال، في تغريدة، إن قوات التحالف هي التي حررت عدن ومحافظات الجنوب، في موقف اعتبره سياسيون أنه استفزاز واضح للتضحيات والدماء الجنوبية التي قُدمت في عدن وعلى حدود المملكة.

تغريدة آل جابر جاءت بمثابة "ورطة" أوقع السفير بلاده فيها، انطلاقا من أن السعودية لم تستطع تحرير قرية واحدة خلال الخمس السنوات من حربها ضد الحوثي شمال اليمن، بل لم تستطع حماية حدودها.. ورطة كان سفير المملكة في غنى عنها، وفقا لما وصفه المسئول في إدارة الشؤون الخارجية بالانتقالي الجنوبي، د. عيدروس نصر النقيب، الذي قال: "لم أكن أتمنى أن يتورط سعادة سفير المملكة السيد محمد آل جابر في حرب التغريدات، وهو ما جره إلى متاهات وأخطاء استفزازية كان في غنى عنها".

وأضاف النقيب في تغريدة على "تويتر": "الجنوبيون لا ينكرون دور دول التحالف في دعم حربهم مع الحوثيين والعفاشيين، لكن القول أن التحالف هو من حرر عدن والجنوب لا يمثل فقط تجاوزاً للحقيقة..".

وفي رد محايد على ادعاءات السفير آل جابر يرى الكاتب الإماراتي، سعد الكعبي، أن مزيداً من هذه المهاترات والادعاءات تصب في مصلحة الحوثي والإخوان، قائلا: "الذهاب في مهاترات مع الجنوبيين وترك الحوثي والأخوان يسرحون ويمرحون في اليمن أمر في غاية الخطورة، يجب ترك الجنوبيين ليقرروا مصيرهم بدلا من مواجهتهم لإرضاء شرعية الفنادق، فهذا أمر معيب.. من حرر المحافظات الجنوبية هم أبناء الجنوب ومن لدية الحق في أدارة الجنوب هم الجنوبيين".

وأضاف: "من وقف معك عندما تخلى عنك الجميع لا يجب تركه في منتصف الطريق.. الجنوبيون وقفوا مع التحالف عندما تأمر عليه الجميع، واليوم لا يجب أن يتركوا لوحدهم، قد يأتي يوم وأنت بأمس الحاجة إليهم".

في السياق ذاته، يقول المحلل العسكري والخبير الإستراتيجي، العميد خالد النسي: "نحن - الجنوبيين - أيضاً سبب في معاناتنا طوال خمس سنوات؛ لأننا كنا صادقين في تحالفنا في مواجهة الحوثي وجماعة الإخوان، وتناسينا أهدافنا، والحمد لله قمنا بواجبنا إلى جانب أشقائنا، وكل الأرض تحررت على أيدينا في الشمال والجنوب، واليوم حان الوقت لتوجيه جهودنا وبقوة نحو أهدافنا ورفع المعاناة عن كاهلنا".

وأضاف النسي في تغريدة أخرى: "الجنوبيون يتعرضون لمؤامرة خبيثة عملت على تقسيمهم وتشتيتهم واستنزافهم وإفقارهم وتجهيل أبنائهم وإدخال مناطقهم في الفوضى، ثم سيوجهون لهم الضربة القاضية وفرض الأمر الواقع، هذه هي الخطة، وهذا هو المخطط، والذي يقول عكس ذلك يكذب، وسيفشلون لأن الشعب اختار طريقه وهو يعلم التحدي والصعاب".

وتابع: "الحياد في ظروف معينة يعتبر خيانة. الجنوب اليوم تحت خطر حقيقي، وهي لحظة فاصلة في تاريخه يكون أو لا يكون، وهو بحاجة لكل أبنائه، فمن كان الجنوب أولاً بالنسبة له؛ فيجب أن يعبر عن هذا بصوت عالٍ من مكانه وتخصصه، ومن كانت مصالحه هي الأهم فليمسك العصا من النصف وأموره طيبة".

استفزاز التضحيات الجنوبية والتنكر لدور المقاومة وتمرد المملكة على الثوابت والمبادئ وبيع النصر الجنوبي للعدو قد يفتح مزيداً من التصعيد بين الحلفاء. واستقدام قوات وجماعات مشبوهة لتمكينها من عدن مشروع من المؤكد أنه سيفجر صراعاً لا حدود له إن أصرت السعودية على تنفيذه، غير أن الموقف الجنوبي سيظل وفياً للتحالف العربي بعيداً عن الانتقاص من تطلعات شعب الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى