عندما ننتظر البيان رقم1

> في حالةٍ من الذهول تابعتُ كغيري ما حدث في اليومين الماضيين، وما صدمني هو الحادث الأول، وهو إيقاف قيادات من مجلسنا الانتقالي في مطار الملكة علياء بالأردن واعتراضهم من السّفر، وهذا لافت وصادم بالنسبة لشعبنا الجنوبي، والآخر، هو مجيء قائد قوات التحالف (العتيبي) بقواتٍ أخرى تحت مُبرر تأمين مطار عدن! مع أنّ القوات التي فيه متخصصة ومدربة بكثافة في الإمارات في هذا المجال، والصّادم أنّ كل ذلك يحدث من الطرف السعودي وفي يومين متتابعين!

* بيان مجلسنا الانتقالي بشأن الحادث الأول جاء نوعياً ومتفرداً شكلاً ومضموناً عن المألوف، فنحنُ اعتدنا وفي كل الظروف على انتهاج خطاب مُهادن ورغم كل ما يحدث، وهذا توقير للإخوة في الرياض، وللحفاظ على شعرة معاوية، ونحن نعتبرهم قد بذلوا كثيراً هنا، ولكن لكل شيء سقفٌ وحدود، ثمّ إننا الوحيدون الذين ما انفكت دماؤهم تُهدرُ وبسخاءٍ في جبهاتنا الساخنة والمستمرة منذ بداية الحرب وحتى اللحظة، وحتى في الحدود السعودية نفسها، والجماعة في حالة سكونٍ تام، بل وانكساراتٍ واستسلاماتٍ مريبة في جغرافيتهم، وما حدث مؤخراً يقطعُ بذلك.

* كل هذا لافت ومثير ولاشك، وشخصياً قلتُ ومراراً: "لماذا تُهادن الرياض الشرعية وجناح الإخوان فيها ؟!"، حدث هذا حتى قبل تلاعبهم باتفاق الرياض، بل وكل شارعنا الجنوبي مُستنفر ويقفُ عند هذا السؤال والشكوك حوله، فوسائل التواصل الاجتماعي تعج بِِغضبٍ مُنفرط العقال جرّاء كل ما يحدثُ، ورغم أن قيادتنا في الانتقالي تُلح على مواصلة انتهاج حالة المُهادنة، وخصوصاً فيما يخص أشقاءنا في المملكة.

* الجنرال الأحمر، وبعد تقويضه في نهم والجوف وبإذلالٍ، جاء الى سيئون - جنوباً - في هيئة الفاتح المنتصر، وهو لا يخجل طبعاً، وسيفعل أكثر من ذلك، إذ هل هناك ما يُخجلُ أكثر من الهروب من صنعاء برفقة السفير السعودي وبعباءةٍ نسائية؟! كلا.. ولأنّهُ لا يخجل ما انفكّ يتأزّرُ بالبزّة العسكرية كجنرالٍ وهي التي لم يُعطها حقها! لكنّ شعبنا الجنوبي، وحيثُ حطّ جنرال العباية رِحاله في سيئون، وفي مباراةٍ على ملعب سيئون، واحتشدت فيها الألوف المؤلفة من أهالينا هناك، كان علمُ جنوبنا خفّاقاً ويطغى على المشهد في كل الملعب هو وصورة قائدنا عيدروس، وفي هذا ما يكفي إذا كان الجنرال يفهم أصلاً.

* استدعت الشقيقة السعوديا العتيبي قائد قوات التحالف في عدن، وهذا جاء بعد واقعة محاولة استبدال قوة المطار المُستغربةَ من كل شارعنا الجنوبي، ونتمنّى أن تكون رسالة جنوبنا قد وصلت بهذا الصّدد، ووصلَ أيضاً أننا - كجنوبيين - شعبٌ لم يَعد لديه ما يخسرهُ أصلاً، وإيماننا بقضيتنا لا يحدهُ حدود، بل ولأجل ذلك فإننا على استعدادٍ لتحمل كل التّبعات في سبيلها، كما والمُجَرّب لا يُجَرب أصلاً، والخبثُ والمماطلات والعبث السياسي من شرعية لا أرض لها ولا جُذور لن يُحرك ساكناً فينا، ولا ندري لماذا تضع الشقيقة كل حساباتها لِمن لم يحافظ على أرضهِ وشعبه المُمتهن من الحوثي في كل الشمال؟! وهذا عائدٌ لهم ولاشك.

* أيّاً كانت موازين القوى على الأرض، فتمسكنا بقضيتنا الجنوبية قوي بقوة شعبنا الثابت والصامد على الأرض، وكما استقبل شعبنا الجنوبي بيان قيادتنا في الانتقالي على حادثة طيارة الأردن بنوعٍ من الارتياح، فأثقُ بأنهُ سيسعدهُ سماع البيان رقم (1) لقيادتنا بشأن ما يجري على الأرض اليوم من تلاعبٍ وعبث به، وأيضاً من ميوعة مواقف ممن افترضتاهم جاءوا لنجدة هذه الأرض كما يدّعون.. وعندنا يقولون: (الثّوب المبلول لا يهمهُ الرّش)، وهذا صحيحٌ ولا شكّ.. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى