> تعيد 20 امرأة الحياة إلى أقدم مصنع يمني للنسيج، ضمن مهمة طارئة في صنعاء قد تساعد على إنقاذ حياة كثيرين حال وصل فيروس كورونا المستجد للبلد الغارق في الحرب والمنهار صحياً بخياطة الكمامات.
لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب حال بلوغه أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بكارثة بشرية في خضم نزاع مسلح متواصل منذ 2014 بين حكومة معترف بها دولياً ومتمردين يسيطرون على العاصمة ومناطق أخرى.
في مصنع الغزل والنسيج الواقع بالقرب من المدينة التاريخية في صنعاء، تنكب اليمنيات العاملات على خياطة الكمامات في سباق مع الوقت.
وأضافت: "أنا مستعدة للعمل وإن مجاناً لأجل صحة بلادنا وأطفالنا ونسائنا".
وسُجّلت في الخليج أكثر من ألف إصابة بالفيروس الذي ظهر في الصين نهاية العام الماضي، معظمهم أشخاص عادوا من إيران، حيث تسبّب الوباء بوفاة المئات.

من ملابس الجيش إلى الكمامات
وفيما أن الدول المجاورة بدأت تتّخذ إجراءات صارمة للحد من انتشار (كوفيد - 19)، وبينها إغلاق المتاجر والمساجد وأماكن الترفيه، يبدو اليمن منذ خمس سنوات وكأنه يخضع لحجر إجباري.
وقال رئيس مجلس إدارة المصنع، عبد الإله شيبان، إنّ "إنتاج الكمامات في الحقيقة ليس وليد فكرة، بل وليد حاجة، وهو جعلنا نفكر بأن نصنع أي منتج بالإمكانيات المتوفرة لدينا".
وأضاف شيبان: "طوّعنا قدراتنا من إنتاج أعمال خياطة مختلفة إلى إنتاج كمامات".

علينا أن نتكاتف
والنساء في المصنع، الذي تعرّض في 2015 لهجمات جوية، لسن موظفات بل مواطنات من سكان العاصمة، دعين للمشاركة في العمل على صناعة الكمامات، وهن يتلقين مبلغاً مالياً لقاء كل قطعة ينتجونها.
وكان المتمردون الحوثيون أغلقوا في وقت سابق من الشهر الحالي المدارس، وعلّقوا حركة الطيران أمام طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، خشية وصول فيروس كورونا المستجد.
ويرى المجلس النرويجي للاجئين أن وصول الفيروس إلى دول تشهد حروباً كاليمن وسوريا قد يؤدي إلى "مذبحة".
وأضاف: "صمدنا أمام الحروب، ونحن قادرون على أن نصمد أمام هذا الوباء أيضاً، وأن نتغلب عليه. علينا أن نتكاتف جميعاً".​