مراكز الكلى بوادي حضرموت.. 16 عاماً من العمل الإنساني لخدمة مرضى الفشل الكلوي

> تقرير/ خالد بلحاج

> في عام 2003م وُضعت اللبنات الأولى، وتحولت إلى صرح طبي لخدمة مرضى الكلى، وذلك بإنشاء وحدة للغسيل الكلوي بمدينة القطن بتمويل من فاعل خير وبكوادر طبية محلية، واستمرت هذه الوحدة في العمل الإنساني، وفي ديسمبر من عام 2014 تم إنشاء مركز اليسر للكلية الصناعية بمدينة سيئون وتجهيزه بأحدث أجهزت الغسيل بتمويل من مؤسسة صلة للتنمية الجهة الداعمة للمراكز، ليشكل هذان المركزان ثنائية عملاً إنسانياً كبيراً يشهد له القاصي والداني.

مراكز الكلى والمرأة المجهولة
لم يكن د. محمد بامدحج، المغترب في السعودية، يعلم أن جهوده في إقناع بعض رجال الأعمال ستتكلل بالنجاح ذات يوم، بعدما أصابه اليأس من توفير دعم مالي كافٍ لإنشاء مركز متخصص بالكلية الصناعية في وادي حضرموت، نظراً للكلفة المالية الباهظة لمثل هذه المشاريع والمتابعة المضنية لإنجازها، لكن مساعي الرجل الجادة لم تتوقف، وشاطره أحد أصدقائه من خلال الكتابة عن فكرة المشروع لتقع الكتابات الصحفية بيد امرأة فاعلة خير كان لها الدور الكبير في تحمل النفقات الخاصة بإنجاز أول مركز للكلية الصناعية في مديرية القطن بوادي حضرموت، شريطة عدم ذكر اسمها كمتبرعة، ضاربة مثالاً متميزاً لمعنى "الإحسان"، وإنفاق الأيادي البيضاء بمبدأ إنكار الذات.

مركز الكِلية بالقطن
ونزولاً عند رغبة المرأة فاعلة الخير، تم إنشاء المركز في مديرية القطن مطلع عام 2003م، بسعة 22 جهاز استصفاء دموي بتمويل هذه المرأة، وبإشراف جمعية حورة الخيرية الاجتماعية من أجل التخفيف من معاناة المرضى المصابين بالفشل الكلوي في وادي حضرموت، والذين لم يكن يتجاوز عددهم آنذاك 20 حالة فقط.
ونظراً لتزايد أعداد المرضى في وادي حضرموت، تم إنشاء مركز "اليسر للكِلية الصناعية" في ديسمبر عام 2014م، وتجهيزه بأحدث أجهزة الغسيل المتطورة، التي يبلغ عددها (25) جهازاً بدعم وتمويل من مؤسسة صلة للتنمية.

إحصائية
تشير الإحصائيات لعام 2019م إلى أن عدد المرضى المستفيدين بلغ (537) مريضاً ومريضة، منهم مرضى دائمون (401) مريض ومريضة، وزوار (136) مريضاً ومريضة، موزعون على الفئات التالية: الفئة الأولى أقل من 18 عاماً (14) مريضاً، والفئة الثانية من 18 - 50 عاماً (248) مريضاً، والفئة الثالثة أكثر من خمسين عاماً (275) مريضاً ومريضة، وتظهر الإحصائيات أن عدد الذكور المصابين أكثر من الإناث؛ بحيث إن الذكور (377) مريضاً، والإناث (160) مريضة، بينما بلغ عدد الحالات الجديدة منها (215) حالة، وبلغ إجمالي جلسات الغسيل خلال ذلك العام (27126) جلسة؛ منها (25940) دائماً، و(1186) زائراً، فيما بلغت تكلفة الجلسة الواحدة 400 ريال سعودي، ما يعادل "70000" ريال يمني، وتشير الإحصائيات إلى أن المرضى داخل وادي حضرموت (402) مريضين ومريضتين، بنسبة 75 %، والوافدين (135) مريضاً ومريضة بنسبة 25 %.

حملات للتوعية
تزامناً واليوم العالمي للكلى المصادف لـ 12 من مارس من كل عام، تبنت إدارة مراكز الكلى بوادي حضرموت تنفيذ حملات توعوية بمرض الفشل الكلوي، فخلال ستة أعوام متتالية، دشنت 6 حملات توعوية كانت ثمارها جيدة، وساهمت في توعية المرضى بأعراض هذا المرض ومسبباته وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وأهمية الاستصفاء الدموي بحسب القائمين على إدارة المراكز، ونظراً لنجاح تلك الحملات؛ دشنت يوم الخميس 12 من مارس الجاري بمدينة سيئون الحملة التوعوية السابعة تحت شعار "صحة الكلى للجميع، وأهمية الاستصفاء الدموي".

وتهدف الحملة التي تستمر عاماً كاملاً إلى زيادة الوعي لدى مرضى الفشل الكلوي بأهمية الغسيل، يتخللها تنفيذ عدد من المحاضرات التوعوية في المدارس والتجمعات السكانية وتوزيع البروشورات والملصقات الهادفة.

إشادة
وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، عصام حبريش الكثيري، قال: "نشيد بدور مؤسسة صلة للتنمية التي تمد الخير لكل المحتاجين بشكل عام ولطالبي خدمة الاستصفاء الدموي، وأن هذا الخير قد امتد لسنوات عديدة وبإذن الله سيمتد إلى المستقبل، ونشكر مؤسسة صلة وأسرة آل بابكر الكريمة التي امتد خيرها لكل الناس في وادي حضرموت؛ بل وصل خيرها لكل محافظات الجمهورية"، مضيفاً "قد أكملنا الطابق الأول من المركز التخصصي لجراحة الكلى والمسالك البولية، وها هو المبنى سيشطب خلال ثلاثة أو أربعة أشهر، وبعدها يكون التأثيث والتجهيز؛ ليستقبل بعدها المرضى".

تطور ملموس
من جهته، قال المدير العام لمراكز الكلى بوادي حضرموت، مساعد سعيد برويشد: "إن هذه الفعالية أتت ومراكز الكلى بوادي حضرموت تشهد تطوراً ملموساً على جميع المستويات والخدمات الصحية؛ حيث تم تنفيذ الدور الأول من مركز اليسر بتكوين المركز التخصصي لجراحة الكلى والمسالك البولية"، مضيفاً "لقد تلقت المراكز عام 2019م الكثير من الدعم وبناء شراكة حقيقية وفاعلة مع مؤسسة صلة للتنمية ووزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وغيرها من المنظمات التي شكلت رافداً كبيراً للمراكز، وندعو إلى تبني أقوى السبل لتطوير وتنمية الوقاية من أمراض الكلى عن طريق زيادة الوعي والتثقيف الصحي وتكاتف كل الأجهزة الحكومية والمجتمعية والصحية كمنظومة واحدة للوقاية من أمراض الكلى".

واختتم برويشد حديثه قائلاً: "نؤكد أن وادي حضرموت ينعم بتوفر خدمة الاستصفاء الدموي مجاناً لكافة المرضى والمترددين بفضل من الله تعالى، ثم بدعم من أهل الخير ممثلة بمؤسسة صلة للتنمية، ودعم السلطة المحلية ومكتب وزارة الصحة العامة والسكان، وكل الخيرين".

خدمة مباشرة
من جانبه، أشار المدير التنفيذي لمؤسسة صلة للتنمية الجهة الراعية والممولة لمراكز الكلى بوادي حضرموت، علي حسن باشماخ إلى أن "اهتمام مؤسسة صلة بالقطاع الصحي يأتي انطلاقاً من رؤيتها ولأهميته الكبيرة لدى المستفيدين؛ حيث تقدم خدمة مباشرة أو خدمة صحية قبل حدوث المرض من خلال إقامة الحملات التوعوية"، مؤكداً أن "مؤسسة صلة للتنمية تجمعها شراكة فاعلة وشركاء متميزون؛ فهناك شراكة مع السلطة المحلية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة ميد جلوبال الأمريكية.. وغيرها من المنظمات".

كلمة
ستبقى مراكز الكلى هي المنقذ الوحيد بعد الله تعالى لأولئك المرضى الذين ابتلاهم بهذا المرض، وسيظل المرض في تزايد ما لم تكن هناك دراسات وأبحاث حقيقية لمسبباته، ولكن ستظل جهود أولئك الجنود المجهولين في مراكز الكلى ومن خلفهم مؤسسة صلة للتنمية بالشراكة مع مكتب الصحة العامة بالوادي والصحراء، وجهود كل الخيرين البلسم الشافي لجراح أولئك المرضى، وما هذه الحملات التي تتوالى إلا دليل تلك الجهود والحرص على التخفيف من آلامهم ومعاناتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى