طفل خلف القضبان بجريمة ساقها القدر..

> أم عبدالرحمن: تذكرتا سفر وألفان ريال سعودي تنقذ ابني من السجن

> تقرير/ فردوس العلمي

نقف اليوم أمام حكاية عائلتين جيران وبينهم عِشرة عمر قست عليهم الظروف وفرقت بينهم.. نقف أمام حكاية أمهات جيران فرقت بينهم "رصاصة"، كل واحد فيهن تبكي ضناها، أحدهن تدعو الله أن ينجو ابنها من السجن، والأخرى أن يمن الله بالشفاء على ولدها.
ما أقسى الطفولة حين تحبس خلف القضبان وتكون متهمة بجريمة لم يرتب لها؛ بل ساقها القدر والمكتوب!.. وما أقساها حين تهدد طفلاً آخر بالإعاقة.

رصاصة فرقت الأصدقاء
تشهد محافظة أبين واقع أسرتين تعيشان مأساة موجعها. أم عبدالرحمن تتمنى أن يخرج ابنها من ظلمات السجن إلى النور، وأم محمد تتمنى أن يشفى ابنها وألا يصاب بعاهة تعكر صفو حياته.
الفتى عبدالرحمن (16 عشراً) اتهم بجريمة لم يتعمدها، وسُجن في السجن المركزي بزنجبار ليعيش مع متهمين آخرين بجرائم أكبر من عمره، عبد الرحمن سُجن بسبب ارتكابه مشكلة مع صديقه محمد عندما أصيب الصديق برصاص راجع أطلقها عبدالرحمن وهما في حالة تدريب على القنص، كما أخبرتني أم عبدالرحمن.

مصيبة ساقها القدر
عائلة عبدالرحمن لم يكن في بالها أن هذا المصيبة في انتظارهم وستقع على رأسهم خاصة وأنها وأسرة محمد المصاب جاران عزيزان على بعض، لكن عندما يكون الوجع كبيراً يدمي قلب الأمهات؛ فكل أم تبكي ضناها.
عائلة عبدالرحمن تسكن في مدينة زنجبار منطقة السوق العام محافظة أبين؛ وهي عائلة يرسم الفقر ملامحه على كل أجزاء المنزل بوجع بيت شبه خالٍ من الأثاث.

تتحدث أم عبدالرحمن بألم عما يعانيه ضناها وطفلها الصغير عبدالرحمن خلف قضبان سجن زنجبار المركزي، وتقول والحزن يملأ عينيها: "ابني تحمل قضية ساقها القدر له والحمد لله على كل حال"، وحسب قولها إن ابنها وصل للسجن بسبب إحداث عاهة بصديق عمره.

وأضافت: "كان ابني عبدالرحمن مع صديقه محمد في إحدى النقاط في محافظة أبين، حيث كانا يتدربان على القنص بالقرب من النقطة، وعندما قام عبدالرحمن بتصويب سلاحه جاءت الطلقة فوق الحجر وارتدت لتصيب يد صديقه محمد، وتم إسعافه إلى المستوصف في أبين من قِبل أفراد النقطة التابعين لها، وللأسف لم يقبل، وطلبوا نقله إلى محافظة عدن".

وتابعت: "ثم قام أفراد النقطة ونقلوه إلى مستشفى أطباء بلا حدود، وبعد المعاينة والكشف تبين أن الإصابة تسببت في قطع شرايين اليد".
وأشارت أم عبدالرحمن إلى أن "أسرة المصاب طالبت بسجن ابنها عبدالرحمن، ولم نعترض، فكل أم تحتاج أن تطمئن على ولدها وحق ولدها، ولكن ما يوجع قلبي أن عبدالرحمن والابن محمد المصاب أصدقاء وتربوا مع بعض في حي واحد".

"حكمت علينا الظروف"
تواصل سرد مأساة ولدها قائلة: "الحمد لله صديق ابني تعالج وخرج من المستشفى بعد أن مكث فيها حوالي شهر، وحصل على العلاج وعُمل له عملية جراحية، لكن ما زال محمد يعاني من الحادثة، حيت تركت الإصابة أثراً في يده، ونحن ظروفنا صعبة؛ فزوجي بلا عمل، ونقتات من معاش لا يُسمن ولا يُغني من جوع".

بيت أسرة عبدالرحمن شبه خالٍ من كل شيء إلا الحزن امتلأ به المنزل، تراه في كل زوايا المنزل، وسكن في وجه إخوته، ترى مرارة الحزن في عيونهم، وفي فكر والده وقلب أمه يرتل آيات الذكر والدعاء؛ لكي يخرج عبدالرحمن من سجنه، وأن يُشفى محمد من إصابته، فهذه الأم تبكي مرتين؛ مرة لولدها عبد الرحمن، وأخرى لصديق ولدها محمد، وحسب قولها: "كانا لا يفترقان، والآن الرصاصة فرقتهما".

وتضيف: "نحن - كما ترين - حالياً محتاجون لكل شيء، ومحمد صديق ابني محتاج إلى عملية جراحية، وعلينا أن نوفر له تذكرتي سفر ومبلغ ألفين ريال سعودي للمساهمة مع أسرة محمد في نقل محمد للأردن لتلقي العلاج، وأن تُشفى يده، وبهذا يخرج ابني من السجن، ما لم سيبقى طول عمره بالسجن، وتضيع حياته".

"انقدوا ابني من السجن"
واختتمت أم عبد الرحمن كلامها، قائلة: "وهذا حكم أم محمد بعد أن وسطنا أناساً لكي يخرج عبد الرحمن من السجن.. ابني ما زال فتى، وبقاؤه مع كبار السن والمتهمين بتهم كبيرة خطر عليه، وأخاف أن يحصل له شيء، وأتمنى أن يخرج من السجن، وأن يشفى محمد، فحياتنا أصبحت صعبة وأنا أرى ابني خلف القضبان ويداي عاجزتان عن مساعدته".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى