ساعة ونصف من سيول الأمطار غيرت وجه عدن

> القطيع وشعب العيدروس منطقتان منكوبتان

>
تقرير/ فردوس العلمي
خلفت السيول أضراراً كبيرة في مساكن المواطنين والبنية التحتية
عندما تتحدث الصورة تخرس الكلمات وتتواري وجعاً وقهراً، عندما يأتي المطر تتعري المدنية وتظهر قباحة الوضع ومدى الإهمال واللامبالاة والعشوائية التي أصابت المدنية بمقتل. منذ عشرات السنين عدن وحدها تدفع الثمن، فعندما يأتي المطر يغتسل المكياج المبهر لجمالية المنطقة لتظهر قبحها مع أول زخة مطر. عدن تلك المدنية المسكينة التي لعب عليها الجميع، فالكل مخطئ فيك وعليك ياعدن، من حرم الناس من امتلاك منازل وأرضٍ تليق بهم كأسر ومن اعتلوا قمم الجبال ومجاري السيل، فكل منهم يبحت عن بقعة تأويه، كلهم ظلموك ياعدن!

يقول أحد المواطنين، إذا كانت الدولة استمرت في بناء الوحدات السكنية التي كان معمول بها قبل الوحدة ما كنا سنرى قمم الجبال وكبس البحار أو البناء في مجاري السيول.
هطل المطر، صباح اليوم في الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة، كان الناس نائمين في منازلهم، أقعدهم الخوف من كورونا.. ظهرت عدن اليوم كعروس غسلت مكياجها لتظهر دمامتها في صبحيتها.

في العيدروس وشعب العيدروس منازل دمرها السيل
في منقطة العيدروس انهارت عدد من المنازل، فمنها انهار حمام المنزل، ومنها جدران المنزل.. في هذه المنطقة تسكن أسر يعلم الله بحالها تعيش في شبه منازل واقعه على خط السيل، كلما جاء المطر يأتي إليهم السيل ضيفاً في وسط منازلهم كضيف ثقيل غير مرغوب فيه.

حكايات موجعة نلتقط لكم بعضها لنرى كيف يعيش الآخرون مأساة ونحن في القرن الواحد والعشرين.

وصفت نفسها بـ (المكلف)، فردوس سيف محمد زيد تتحدث فتسبقها دموعها وهي تحكي مأساتها: "أني حرمة (مكلف) ليس لي أحد انهار حمام منزلي ودخل السيل إلى بيتي وأضاع كل شيء، ليس لي أحد".. تقهرها الدمع وتصمت لبرهة ثم تواصل: "أني مريضة عندي سكر وصمامات القلب بحاجة إلى عملية، معي تقرير للسفر، لم أتمكن من السفر فلم أجد من يدعمني، والآن كملت عليا وانهار بيتي ولولا الجيران كنت مت في هذا السيل".

حرم سليم قالت: "كنا نيام وزهدنا بالمطر عندما انسكب من السقف ولم نتوقع أن يكون بهذه القوة، وفجأة ونحن نحضر الصحون والمطايب زي كل مرة لكي ينسكب الماء من السقف، انفتح الباب ودخل السيل بقوة وسحب مع ابنتي وكل شيء، في المنزل لم نستطع الحركة، انشلت حركتنا وغار علينا الجيران وحملوا بناتي إلى أحد المنزل البعيدة عن مجرى السيل"، بوجع وعيناها قد اغرورقت بالدموع، تقول: "لم يبقَ لي شيء.. لا فرشان ولا سبان ولا راشن لا شيء، غير أكوام من الطين والأحجار والأخشاب التي جلبها السيل وتركها".

تبكي بحرقة وهي تقول: "بنت رنا رماها السيل وأصيبت بقدمها وبنت شروق دوخت من الخوف، المطر اليوم كان غير عادي، أخذ منا كل شيء وترك لنا الخوف والقلق"
أهالي العيدروس تجمعوا في بيت أم سليم لمساعداتها في تنظيف المنزل، كونها أكثر الأسر تضرراً من السيل فقدوا كل شيء أصبح المنزل أشبه بالطلل.

عائلة صالح كان يمر السيل من أمام منزلهم ودخل إلى منزلهم فعطل عليهم الفرشان والطراريح والمِخد وعفش البيت كامل وحتى الراشان ابتل عليهم، تقول أحدى نساء المنزل "لم يبق لنا شيء، فالسيل جرف معه كل حاجاتنا".

أسرة أم منصور كان البيت مقلوباً فوق تحت، وكل شيء مرفوع إلى الزوايا والأركان، ورغم هذا خسر الكثير أحد جدران المنزل انهارت بسبب قوة السيل لهذا دخل السيل للمنزل. مراوح السقف تعطلت، وكثير من الأشياء راحت، خمسة أفراد يسكنون في هذا المنزل، المعيل الوحيد لأم منصور راتبها الذي يقدر (42) ألف ريال، وباقي أفراد الأسرة الشباب يعلمون على باب الله، أحد الشبان قال لي: "لم نتمكن من استكمال دارستنا لوضعنا الاقتصادي".

منزل يسكنه تسعة أفراد، وأحدهم يعاني من حالة نفسية، تضرر منزلهم من المطر وانهارت بعض سقوف غرف المنزل.

الحجة نبيهة تعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد على معاش والدهم التقاعدي (ثمانية وعشرون ألفا) وتسكن معها ابنتها المطلقة، تقول: "رغم ظروفنا الصعبة إلا أننا حاولنا نبني منزلنا، عملنا السراميك ورتبنا كل شيء فيه، وبقيت بعض الغرف لم تساعدنا المادة في استكمالها، واليوم السيل دخل وخرّب كل شقاء العمر، قطع الفرشان، والراشان راح علينا.. حالتنا أصبحت صعبة، مشكلتنا في سقف المنزل رغم الغرف الكثيرة إلا أن السيل أرغمنا على أن نبقى كلنا في غرفة واحدة. وقالت، ودموعها تنهمر على خديها: "لا أطلب من أحد، فنحن مستورين والحمدلله، ولكن الوقت أهاننا".

منزل الحجة فاطمة علوي، مسنة تسكن هي وأخوها في البيت الذي تحوّل إلى بركة ماء وطين، حيت انسكب السيل القادم من الجبل ليتخذ من منزلها معبراً له وترك لهم بقايا ماء وطين وعفش مشرب بالماء.
منزل سالم، أحد موظفي المحكمة، أسرة أخرى تتحدث زوجته وتشرح كيف أثّر السيل عليهم وكيف تضرر منزلهم من السيل، ورحت عليهم الجدران الخلفية للمنزل، فالسيل يمر من خلف منزلها..

شعب العيدروس لا يختلف الوضع فيه، فكل المنازل تضررت في هذه المنطقة كثيراً.. فكثير من المنازل دخلها السيل وخرّب المنزل وأضاع أحلام الكثير من الأسر.. خسارة الناس في عدن كبيرة كبر السيل الذي جاء على غفلة ليحطم الكثير من الأسر، وما يزيد الطين بلة، في هذا المنطقة، أن السيل فجّر بعض قنوات الصرف الصحي، ما أدي إلى اختلاطها بماء المطر ودخولها للمنازل، إضافة إلى سقوط أسلاك الكهرباء والهاتف وشبكات التلفزة والنت إلى منتصف الخط، مما يشكل خطراً جسيماً على المارة في هذا الممرات.



مدير مديرية المعلا، فهد المشبق ومدير مكتب الصحة بالمديرية، خالد عبدالباقي يقدمان واجب العزاء للطفل الذي توفيت والدته
مدير مديرية المعلا، فهد المشبق ومدير مكتب الصحة بالمديرية، خالد عبدالباقي يقدمان واجب العزاء للطفل الذي توفيت والدته



> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى