النقد الدولي: جائحة كوفيد-19 "أسوأ العواقب الاقتصادية منذ الكساد الكبير" عام 1929

> بروكسل «الأيام» أ ف ب

> يبذل قادة العالم أمس الخميس قصارى جهدهم لتجاوز انقساماتهم من أجل التوصل لاستجابات منسقة حيال أزمة وباء كوفيد-19، الذي تجاوزت حصيلة وفياته الـ90 ألف شخص والذي يهدد العالم بانهيار اقتصادي غير مسبوق.

وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي أمس الخميس إن جائحة كوفيد-19 ستسبب "أسوأ العواقب الاقتصادية منذ الكساد الكبير" عام 1929.

وفي حين يخضع نصف سكان العالم للحجر، أشارت منظمة التجارة العالمية إلى توقف "قطاعات كاملة" من الاقتصاد العالمي فيما حذّرت منظمة "أوكسفام" من أنّ نصف مليار شخص إضافي في العالم قد يصبحون تحت خط الفقر.

تقول ماريا دي فاتيما سانتوس، إحدى سكان "سيتي أوف غاد" (مدينة الله)، وهو حيّ فقير رمزي في غرب ريو دي جانيرو، إن "الفقراء ليس لديهم دخل. لا يستطيع أولادي العمل والجميع في حاجة إلى المساعدة".

وتوقعت منظمة التجارة العالمية أن تنخفض التبادلات التجارية بمقدار الثلث هذا العام. وتقدّر منظمة العمل الدولية أن ما لا يقلّ عن 1,25 مليار عامل قد يتأثرون بشكل مباشر.

رغم العزل وبدء عودة الحياة إلى طبيعتها في ووهان، المدينة التي ظهر فيها الوباء في أواخر العام 2019 والتي رُفع فيها العزل الأربعاء، يواصل كوفيد-19 تفشيه، خصوصاً في الولايات المتحدة حيث أودى بحياة قرابة ألفي شخص في 24 ساعة، في عدد قياسي.

محاولات لتجاوز الخلافات

في هذا السياق، يحاول مجلس الأمن الدولي الخميس تجاوز انقساماتهم خصوصاً بين الصين والولايات المتحدة، أثناء اجتماع عبر اتصال الفيديو مخصص للبحث في أزمة وباء كوفيد-19، وهو الأول منذ بدء الأزمة.

ووفق دبلوماسيين، فإن المواقف تتقدّم في الاتجاه الصحيح وواشنطن قبلت بعدم التشديد على صيغة "الفيروس الصيني" وهي صيغة كانت تثير غضب بكين.

ويُفترض أن ينجح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في توحيد مجلس منقسم بين أعضاء دائمين وأعضاء غير دائمين.

وأكد أن "الوقت ليس مناسبا" لتوجيه الانتقادات وداعيا إلى "الوحدة" و"التضامن لوقف الفيروس"، في حين انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشدة منظمة الصحة العالمية لإدارتها للأزمة.

وفي مؤشر على الخطورة الاستثنائية للوضع، أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يشارك منذ خمسة أعوام في النزاع اليميني ضد المتمردين الحوثيين، وقفاً لإطلاق النار.

من جهتها، ستحاول دول الاتحاد الأوروبي مرة جديدة الخميس التوصل إلى اتفاق بشأن استجابة اقصادية منسّقة للأزمة، بعد فشلها الأربعاء في أول اجتماع ماراتوني عقدته.

ودعت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في مقابل الدول الأعضاء الـ27 إلى الوقوف "جنباً إلى جنب" للاستجابة للأزمة مع اتخاذ تدابير متعلقة بالموازنة.

لكن ثمة انقسامات عميقة بين دول الجنوب في القارة العجوز من جهة وألمانيا وهولندا من جهة أخرى اللتين تعارضان أي تقاسم للديون العامة.

ويفترض أن تحاول الدول الرئيسية المنتجة للنقط، أوبك وروسيا في الطليعة، التوصل إلى اتفاق الخميس بشأن خفض الانتاج العالمي بنسبة 10%.

قداس خميس الأسرار بدون غسل أرجل

يستعدّ مئات ملايين المسيحيين المعزولين إلى الاحتفال بعيد الفصح في ظروف غير مسبوقة.

وفي غياب المؤمنين، سيحتفل البابا فرنسيس عند الساعة 16,00 ت غ بقداس خميس الأسرار، وهو ذكرى العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه عشية صلبه.

وسيمتنع الحبر الأعظم في هذه المناسبة عن غسل الأرجل، وهو تقليد كنسي يرمز إلى غسل يسوع أرجل تلاميذه ليلة العشاء. وقد أُلغيت إقامة هذا التقليد بسبب فيروس كورونا المستجدّ الذي يفرض التباعد الاجتماعي.

وتستعدّ سلطات دول عدة لهذا العيد الذي يجمع عادة العائلات. ففي إيرلندا على سبيل المثال، أُقيمت حواجز مرورية لتجنّب انتهاك قواعد العزل.

رحلة إلى الفضاء

انطلق رائد فضاء أميركي ورائدان روسيان كما كان مقرراً عند الساعة 08,05 ت غ من كازاخستان في اتجاه محطة الفضاء الدولية. وبسبب الوباء، تمّ توديع العائلات عبر اتصال الفيديو.

ولا تزال إيطاليا، الدولة الأكثر تأثراً بالوباء بتسجيلها 17669 وفاة، تليها إسبانيا (15238 وفاة) والولايات المتحدة (14817 وفاة) وفرنسا (10869 وفاة).

في المملكة المتحدة، أُحصي عدد قياسي جديد للوفيات بلغ 938 وفاة خلال 24 ساعة، لتصل الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من سبعة آلاف وفاة. وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أن صحة رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي يقبع في العناية المركزة منذ الأحد في مستشفى في لندن لإصابته بكوفيد-19، "تواصل تحسّنها".

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أي محاولة لتخفيف تدابير العزل بشكل سابق لأوانه فيما تسجّل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا ميلاً إلى تراجع الضغط على المستشفيات.

وأعلنت بعض الدول على غرار النمسا والدنمارك والنروج واليونان وتشيكيا التي تعتبر أن الوباء بات تحت السيطرة على أراضيها، أنها سترفع قريباً بعض القيود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى