أصداء قرار منع القات في حضرموت.. تباين في المواقف بين التأييد والرفض والبحث عن بدائل

> تقرير/ خالد بلحاج

> انتقالي حورة والعين: قرار تاريخي سيعيد لحضرموت مكانتها
تباينت آراء الشارع الحضرمي، عقب قرار منع دخول القات وتعاطيه في محافظة حضرموت، الذي أصدره محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني قبل أيام بالتزامن مع حزمة من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات لمواجهة فيروس كورونا، واعتبر الكثيرون أن قرار منع دخول القات ومنع تعاطيه قرارا تاريخيا يصب في مصلحة أبناء المحافظة.

وكان محافظ حضرموت البحسني قال في تصريح لوسائل الإعلام، قبل أيام: "إن قرار منع القات نهائي ولا يتحدد بظرف فيروس كورونا فقط، وأن القرار يشمل كل حضرموت، ويأتي استجابةً لدعوات أبناء حضرموت في الداخل والخارج".

وفي سياق تصريحه لوسائل الإعلام، عقب صدور القرار، أشار البحسني إلى توجيهات صارمة لردع وتطبيق أقصى العقوبات في حق من يتعاطى أو من يعمل على تهريب القات من رجال الأمن أو الجيش، وأن مكافأة مالية رصدت لكل من يبلغ أو يساعد الجهات الأمنية في الوصول إلى مواقع تعاطي القات أو منافذ تهريبه.. داعياً المواطنين إلى المساهمة في دعم الجهات الحكومية لمواجهة نبتة القات وحماية المجتمع من أضرارها.

قرار تاريخي
صحيفة "الأيام" رصدت آراء عدد من الناشطين والإعلاميين على صفحات التواصل الاجتماعي، وفي أول موقف من القرار أصدرت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي مديرية حورة ووادي العين بياناً أيدت فيه قرار منع دخول القات للمحافظة، ووصفه بيان الانتقالي بالقرار التاريخي والوطني الذي سيعيد لحضرموت مكانتها.
وقال بيان انتقالي مديرية حورة: "قرار منع دخول القات وتعاطيه سيحقق لحضرموت وأبنائها جملة من المصالح الوطنية، كما دعا البيان أبناء المحافظة إلى الاستجابة للقرار، وتطبيقه وعدم التهاون مع مخالفيه".

نبتة شيطانية
من جهته، قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري، في تعليقه على القرار: "نبارك القرار التاريخي بمنع دخول نبتة القات إلى حضرموت وتجريم مهربيه وبائعيه ومتعاطيه، وندعو كل أهلنا في حضرموت وادياً وساحلاً وهضبة وصحراء، إلى أن يكونوا عوناً للسلطة المحلية وكل أجهزتها باتجاه التنفيذ الصارم لهذا القرار الذي ستستعيد من خلاله حضرموت ألقها وستتخلص من الآثار التدميرية التي لحقت بها طوال العقود الماضية، نتيجة لرواج بيع وتعاطي تلك النبتة الخبيثة على امتداد حضرموت.

وأضاف الكثيري: "أنا ممن أقلعوا عن تعاطي نبتة القات منذ أكثر من ثلاث سنوات بشكل قاطع ونهائي، وممن ندموا أشد الندم على إهدار سنوات من عمرهم، نتيجةً لسطوة تلك النبتة الشيطانية".

مليار ريال يستنزفها القات
وأشار كمال النعماني إلى أن القرار سيوفر مبالغ طائلة يستنزفها القات يومياً من المواطنين، وكتب معلقاً على القرار: "حضرموت اليوم توفر حوالي مليار ريال يمني، كانت تصرف للقات يومياً، القرار سيحدث صدمة لموردي القات إلى المحافظة".
ولفت مسفر الوعيل إلى تداعيات محتملة للقرار، قد تطيح بالمحافظ من منصبه بسبب وقوف أطراف ضد القرار.

وقال الوعيل: "بمنع ‎القات نهائياً قد يكون ثمنه إقالة المحافظ من منصبه من قبل الشرعية، ولكن يكفي المحافظ شرفاً أنه وضع حضرموت في الطريق الصحيح، وعلى أبناء حضرموت وقواتها المسلحة أن يقفوا مع القرار ويطبقوه بكل قوة".
وطالب المواطن محمد باحفين بتعزيز الجوانب الأمنية والرقابة على مداخل المحافظة، لمنع وصول القات بشكل نهائي.

من جهته، عبر محمد عوض عن تضامنه مع قرار المحافظ بمنع القات نهائياً، مؤكداً أهمية القرار ودعمه، وقال عوض: "عليكم أيها الموالعة بالحنظل والشاهي فهو خير وسيلة لمحاربة شجرة القات اللعينة".
وأضاف: "قرار منع القات من أهم القرارات في العام 2020م، وأتمنى أن يقف الشعب مع القرار ومساندة المحافظ بتطبيق القرار حتى يتم القضاء على النبتة الخبيثة التي تتدفق إلى محافظة حضرموت منذ عقود.

وفي اتصال لإذاعة نما المحلية دعت والدة أحد أبناء حضرموت -يتعاطى القات- إلى مساندة القرار و "منع البلاء الذي دمر أولادي وخرب حياتهم معي ومع زوجاتهم وأطفالهم"
و من جهته يرى عبدالله باظفاري أن قرار المحافظ بمنع القات قرار في محله، لكن القرار سيواجه بردة فعل معارضة لتطبيقه وسريانه ممن لا يريدون الخير لحضرموت، حسب قوله.

وقال محمد بن دهري "إن جميع أبناء حضرموت، رسمية وأمنية ومجتمعا وأسرة وأفرادا، حريصون على تنفيذ القرار وتتبع المخالفين والمتعاطين والإبلاغ عنهم وعدم المحاباة في تنفيذ القرار والكل سواسية في العقوبات".

وأضاف في تعليقه على القرار قائلا: "سنجد اختراقات وتهريبا، لكن بالمتابعة الجادة والاستمرار في محاربة القات سنصل إلى مبتغانا ويعم الخير وتعود لحضرموت عافيتها وتنعم بحياة أفضل وخصوصية تتباهى بها بين كل المحافظات في عدم تعاطي أبناء حضرموت هذه الشجرة الخبيثة والدخيلة على مجتمعنا الحضرمي والتي تسببت بتدمير القيم وتفكيك المجتمع والأسر وانتجت مشكلات كثيرة كــالسرقة والرشوة التي يعاني منها مجتمعنا جراء تعاطي القات".

وأشاد هشام الرباكي بقرار منع دخول القات إلى حضرموت، معتبرا أن القرار بمثابة آخر مسمار في نعش فوضى الوحدة، وقال: "هل لدينا إرادة التغيير والاستعداد لهذا التغيير الذي طال انتظاره؟".
واعتبر وزير النقل الأسبق بدر باسلمة قرار المحافظ منع القات في حضرموت قرارا صائبا.

وكتب محمد بازهير تعليقا عن القرار: "في سيئون القات يباع في الأسواق، والمساجد لم تغلق أبوابها، والمطاعم والأسواق تكتظ بالناس، دون أي امتثال لقرار المحافظ البحسني، ويقولون لك محافظة واحدة".
وأضاف: "لا تفسير آخر، عدا أن السلطة تريد الشعب يكثفون زيارة الأهل والربع كل خميس وجمعة هناك".

وقال محيي الدين بن سالم: "كلنا سنقف مع قرار منع دخول القات إلى حضرموت إلى يوم الدين، وهذا قرار يدعمه 80 % من المخزنين في محافظة حضرموت".

منع تدريجي
من جهته قال أبوعمار الهاشمي: "لستُ ضد قرار المحافظ بمنع تعاطي القات ومنع دخوله إلى حضرموت، لكن الواقع شيء آخر".
وتساءل الهاشمي: "لماذا لا نمر بمراحل حتى نصل إلى المنع النهائي، فهو كالإدمان ويحتاج علاجه لجلسات، وهناك أناس يعملون في بيع القات من أبنائنا الحضارم ويعولون أسرا وفاتحين بيوتا".

تجاوز للدستور
من جهته كتب الأستاذ علي الصيعري تعليقا على قرار منع القات: "لعلمكم إنني لم أتعاطَ القات منذ 5 سنوات، وما اعتراضي على قرار المحافظ بمنعه هو اعتراض على دكتاتورية وتجاوزه للدستور، نحن محتاجون لإنشاء وحدات صحية لمعالجة آثار منع القات على المتعاطين لقضاء العدة ليعودوا راشدين".

ما البدائل؟

من جهته كتب محمد اليزيدي: "منعتوا القات.. حلو.. ممتاز طيب أيش البديل؟!

وأضاف: "كيف تقضي الناس أوقات فراغها؟ وأين تذهب؟ أنتم تعلمون أن المكلا بكبرها ما فيهاش حديقة أو منتزه عام، ما فيهاش نادي رياضي محترم، ما فيهاش مكتبة محترمة عدا المكتبة السلطانية وقد انتهت صلاحيتها وصلاحية الكتب التي فيها. المكلا ما فيهاش صالة ألعاب محترمة زي البشر.. ما فيهاش مدينة ملاهي وترفيه ما فيهاش حتى معاهد لغات محترمة تقول بتروح بتطور نفسك، الواحد الآن فين يروح؟ فين نروح؟! ما معنا إلا نجلس على الدكك كما الشيبان ونحش على خلق الله فلان قال، فلانه عبرت".

تسبب بموت الآلاف
من جهته كتب عمار باتيس منشورا بصفحته على الفيس بوك: "القات تسبب بموت الآلاف، وهذا شيء تم إثباته صحياً وهو سبب أساسي في الفقر والجهل والأمراض وضياع الوقت والمال وسبب في كثير من المشاكل والمصائب".
وقال: "بربكم أي دولة ستنهض وشعبها مُخدر، فعلينا أن نقف ونؤيد كامل قرارات السلطة المحلية بحضرموت بشأن منع القات، ونتمنى فرض أقسى العقوبات والغرامات لكل من يتعاطاه أو يساعد في تهريبه".‬‬‬‬‬‬

وأشار طه بافضل إلى أن التأييد الشعبي للقرار هو بمثابة استفتاء حضرمي ضد شجرة القات سيكون لصالح القرار.

جيل منتج
وعبر صالح باسلامة عن تأييده لقرار البحسني بقوله: "نقول أبا سالمين لن ينساك أهل حضرموت مدى الحياة، أنت بهذا القرار التاريخي بكل أمانة دخلت التاريخ من أوسع أبوابه كان الله في عونك وتأكد أن المخلصين والشرفاء والمحبين لحضرموت سيقفون معك".
وأضاف: "بهذا القرار سوف تخلق جيلا حضرميا منتجا يساهم في بناء دولة حديثة يحترمها كل الجوار والإقليم، ويكفيك فقط اتخاذك هذا القرار التاريخي لتكسب احترام وتقدير أهل حضرموت خلال فترة توليك هذه المسئولية، حفظك الله ورزقك البطانة الصالحة التي تعينك".

من جهته كتب الدكتور مسعود عمشوش منشورا عبر فيه عن تأييده لقرار منع تعاطي القات: "أتمنى من الحضارم أن يقفوا وراء محافظهم بالفعل قبل القول والفسبكة، فلا شك أنه سيحتاج لهم".
محمد الشرفي أشار إلى خطورة القرار على المحافظ البحسني، وكتب منشورا: "قرار منع القات يعني قرار تغييرك".‬

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى