رغم اختلاف التسميات بين الأطراف.. كورونا لم يخفف توتر أحداث قضية الصحراء

> عادت التوترات السياسية مرة أخرى بين الأطراف المعنية بقضية الصحراء، التي يصفها المغرب بـ"المغربية" وتصفها الجزائر والجبهة بـ"الغربية".

في الإجتماع الأخير لمجلس الأمن الذي عقد الأسبوع الماضي، لم يتوصل إلى أي خلاصات بشأن ملف الصحراء عقب جلسة الإحاطة، في الوقت الذي كانت تنتظر بعض الأطراف أي مستجدات ضد قرارات الرباط بفتح قنصلية عامة لاتحاد القمر بالعيون، وفتح قنصلية عامة لكوت ديفوار بالمدينة ذاتها، وكذلك تعيين المبعوث الأممي الجديد لملف الصحراء بعد استقالة هورست كوهلر 2019، حيث أكد أعضاء المجلس ضرورة تعيين مبعوث أممي جديد في أقرب، وقت ومواصلة عملية السلام من خلال الحوار.

جبهة البوليساريو هاجمت المجلس في بيان عقب عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة خاصة بملف النزاع في الصحراء الغربية، واعتبرت فيه أن المجلس تقاعس مرة أخرى عن اتخاذ أية إجراءات من شأنها حل الأزمة.

جهود الأمين العام
في الوقت الذي ترى الجبهة أن المجتمع الدولي تقاعس عن إيجاد حل للقضية، قال عبد الإله الخضري الباحث السياسي المغربي، إنه ومنذ استقالة المبعوث الأممي السابق للصحراء، هورست كوهلر، لم يدخر الأمين العام للمنظمة الأممية جهدا في البحث عن بديل.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الدول الخمس لم تتوافق على اسم من الأسماء التي قدمها لها، خاصة أن الأمم المتحدة وكافة الدول منشغلة حاليا بجائحة فيروس كورونا، ولا زالت الدول الكبرى تحصي ضحاياها بالمئات في كل يوم.

في الوقت الراهن ونتيجة تفشي وباء كورونا المستجد دعت العديد من الجهات الدولية لحل النزاعات القائمة في مختلف دول العالم، ووقف عمليات القتال، وهو ما أشار إليه الخضري بأن أصواتا حكيمة تدعو إلى انتهاز فرصة الوباء، للحد من هكذا نزاعات، بل ووضع حد لكل مظاهر الحروب في العالم.
ويرى أنه ينبغي الاعتراف بأن معادلة النزاع بين أطراف القضية الصحراوية غير قابلة للحل من تلقاء نفسها، حتى بوجود وسيط أممي، ما لم يحصل اختراق حقيقي من شأنه قلب المعادلة من الأصل، وأن جبهة البوليساريو مجرد جماعة تخضع للسيطرة الكاملة لأطراف أخرى، وأن مسلسل الدوران في حلقة مفرغة مستمر.

الحكم الذاتي
واستطرد أن مقترح المغرب وهو الحكم الذاتي تحت سيادة الدولة المغربية، هو أفضل مقترحات الحل، لأن النزاع هو سياسي بل جيوسياسي بين المغرب والجزائر.

دور الأمم المتحدة
على الجانب الأخر قالت النانة لبات الرشيد، مديرة دار الطباعة والنشر الوطنية التابعة للجمهورية الصحراوية "البوليساريو"، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن عجز الأمم المتحدة عن فرض مخطط السلام الذي تبنته وأقرته منذ سنوات يؤكد ستمرار الأزمة.

وأضافت في حديثها: "قضية الصحراء الغربية ليست أزمة خلاف بين الجزائر والمغرب، حتى يكون تقاربهما حلا لها، هي قضية تصفية استعمار، وحلها يكمن في التمكين من حق تقرير المصير للشعب الصحراوي".
تأثير أزمة كورونا المستجد طال معظم القضايا الدولية وأثر بشكل كبير على كافة المسارات، وهو ما يراه النائب أحمد الباز عضو البرلمان المغربي بقوله إن الأزمة الراهنة ألقت بظلالها على جميع الملفات في العالم بشكل كامل، وأن تأخر تعيين الممثل الأممي الجديد للأمين العام لملف الصحراء يرتبط بالوضع العالمي الحالي.

تأثير كورونا
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن العالم يبحث الآن تأثير الأوضاع الراهنة على مستقبل العلاقات، وأن الظرف الراهن غيب اتخاذ أي إجراءات أو قرارات فيما يبقى ملف "الصحراء" أحد الملفات الثانوية.

ويرى أن الوضع المستجد على العالم فرض أولويات للمرحلة الراهنة ومواجهة تداعياته على النظام العالمي بكل جوانبه.
ومن جانبه قال النائب السابق عبد العزيز أفتاتي، إن الجماعة المعنية بملف محاولة استنبات بؤرة للانفصال بصحراء المغرب، هي نفسها المستمرة في الجارة الجزائر، وأنها لا تكترث لشيء وتعمل على استمالة مواقف المؤسسات أو الضغط عليها.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن مقاربة الحكم الذاتي الجادة والمنتجة والناجعة أصبحت الأقرب إذا كانت هناك رغبة في حل النزاع.

بيان الجبهة
وقالت الجبهة في بيانها الأخير بشأن الاجتماع: "منذ استقالة المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، الرئيس هورست كولر، في مايو 2019، لم يقم مجلس الأمن بفعل أي شيء في سبيل إعادة تفعيل عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة أو منع المغرب من إفشال العملية، بل على العكس من ذلك، فقد وقف مجلس الأمن موقف المتفرج حينما قامت دولة الاحتلال المغربية بسلسلة من الأعمال المزعزعة للاستقرار والاستفزازية، بما في ذلك، ضمن جملة أمور، الفتح غير القانوني لما يسمي بـ"القنصليات" من قبل كيانات أجنبية في الصحراء الغربية المحتلة، كما فشل المجلس في إدانة انتهاكات المغرب الصارخة للاتفاقية العسكرية رقم 1، وسمح للمغرب بوضع شروط مسبقة وتخدم أغراضه الذاتية بخصوص تعيين المبعوث الشخصي القادم للأمين العام للأمم المتحدة".

سبوتنيك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى