قيامة كورونا

> وقبل أوانها، تأتي قيامة البشر من البشر أنفسهم، أما قيامة ربنا فموعدها اختصّ بعلمه عز وجل وحده.
قيامة كورونا، سواءً أكانت بفعل بشري أم من الطبيعة، إلا أنها قيامة كونية فعلاً، حيث انكشفت عورة بلدان كبرى كنا نرى فيها نموذجاً للتقدم والاستطاعة في مواجهة أية جائحة صحية، ولكن قيامة كورونا فضحت من كان يتغطى بورق السوليفان وأولها دولة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تتمسك بمقولة "إنها الدولة الأعظم في العالم".
ويسأل عن كرونا ذو اعتبارٍ
من العلماء لا الجهل المعابُ
هل سيعيد فيروس كورونا ضبط العالم، وينشئ نظاماً عالمياً عادلاً والإنسانية أجندته الأساسية؟
فيما مضى من الزمن أيام الأقطاب الثلاثة (الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية، والعالم الغربي الرأسمالي، ودول عدم الانحياز)، تم الاتفاق بعد جهد جهيد والتوافق بمؤتمر "المارشا" عام 1978م، على تدشين برنامج دولي "الصحة للجميع بحلول العام 2000م"، وبدأت بعض الدول بتطبيقه، حيث هو قرار عالمي يحفظ للناس حقهم في الرعاية الصحية الأولية ابتداء من الوحدة الصحية، ثم المركز الصحي ثم مستشفى المحافظة، ثم المستشفى المركزي العام، وكل تلك الخدمات الصحية والعلاجية مجانية وتشمل الاهتمام بالطفولة والأمومة وبقية الفئات، و200 نوع من الأدوية المجانية، بما فيها المضادات الحيوية الهامة، وبحلول العام 1990م، انهارت الأقطاب وهيمنت دولة واحدة وهي أمريكا وانتهى مشروع الصحة للجميع بحلول العام 2000م، وحل مكانه الفقر والإفقار للجميع والأمراض للجميع، وقبل حلول العام 2000م أول من ركب الموجة، الجمهورية اليمنية ونظام عفاش.
لم يتبقّ من ذلك البرنامج الدولي في معظم دول العالم، عدا جمهورية كوبا تقريباً هي التي لاتزال تقدم الخدمة الصحية وبأفضل المعايير وبشهادة دول العالم أجمع ودون أية رسوم حتى وإن كانت تحت مسمى (مساهمة المجتمع).
إذا كان فيروس كورونا قيامة في أكبر الدول بالعالم، فربما سيسهم قريباً في تبني نظام سياسي واقتصادي عادل قريباً، مبني على لغة العيش المشترك والإنسانية تجمعنا.
فهل فيروس كورونا في اليمن سيعيد لأهل اليمن ما قيل إنها الحكمة والإيمان في هذا البلد، لأن ما نراه هو الجشع والطمع وركوب الموجات للإثراء المتوحش، بما فيها موجة كورونا قبل أن يأتي، ونتمنى أن لا يأتي أبداً.
هل سنرى حكومة تخجل من نفسها وتدفع رواتب الناس، التي هي متوقفة منذ ثلاثة أشهر، خلاف أشهر من السنين الماضية؟
هل سنرى تجاراً يخشون الله، وهل سنرى إلغاءً حقيقياً دائماً للاحتكار في كل السلع؟
أحيي النائب م. محسن علي باصرة، في دعوته التي وجهها وقرأناها في صحيفة "الأيام" الغراء، وأتمنى أن تتوسع الدعوة لتشمل جميع المواد التي يتم رفع أسعارها حتى أضعاف السعر العالمي ودون رقابة أو تفتيش أو مراجعة للنفس، وكبح جماح شهوة الإثراء حتى من الكوارث  الطبيعية أو غيرها.
هل ستعود الحكمة والإيمان إلى اليمن وأهله؟ نتمنى من الله أن يحفظ اليمن من وباء كورونا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى