بوريس جونسون: الأطباء "انقذوا حياتي"

> لندن «الأيام» أ ف ب

> كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس الأحد أن معركته الشخصية مع وباء كوفيد-19 "كانت لتأخذ أي منحى" وأن الأطباء انقذوا حياته "بلا شك"، وذلك في تسجيل مصوّر سجّل عقب مغادرته المستشفى حيث خضع للعلاج في قسم العناية المشددة.

وخرج جونسون، أرفع مسؤول سياسي يصاب بالفيروس بالعالم، من المستشفى في لندن، حيث كان يعالج منذ أسبوع جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد الذي تجاوزت حصيلة ضحاياه في البلاد 10 آلاف وفاة.

وقال الزعيم البالغ من العمر 55 عاما، وهو جالس ويرتدي بدلة وربطة عنق "سنهزم فيروس كورونا وسنهزمه سويا"، متابعا "على الرغم من أن القتال لم ينته بعد، إلا أننا نحرز الآن تقدما في هذه المعركة الوطنية المذهلة".

وتطرّق جونسون على "وجه الخصوص إلى شخصين من أفراد طاقم التمريض بقيا إلى جانب سريري لـ48 ساعة في وقت كانت الأمور لتأخذ أي منحى" اثناء علاجه في مستشفى سانت توماس في لندن. وقال إنه خرج من المستشفى بعد "أسبوع أنقذت فيه هيئة الخدمات الصحية الوطنية فيه حياتي بلا شك".

وأوضح أنه سيواصل تعافيه في تشيكرز، مقر إقامته في شمال غرب لندن.

وكان جونسون نقل إلى المستشفى الأحد الماضي، وأدخل الإثنين إلى قسم العناية المركزة وخرج منه الخميس.

ومذاك وجونسون يتعافى في المستشفى ويشاهد أفلاما ويقرأ بحسب الصحافة البريطانية.

وتناقضت أنباء تحسنه المستمر مع الصورة العامة في أرجاء بريطانيا إذ تشهد البلاد حاليا عدد وفيات يومي يماثل الأرقام المسجلة يوميا سابقا في أكثر البلدان تضررا في أوروبا كإيطاليا وإسبانيا، بعد أن تخطت عتبة 10 آلاف وفاة خلال اليومين الماضيين. وسجلت الاحد 737 وفاة جديدة.

لكنّ الرقم الفعلي قد يكون أعلى بكثير لأن العدد لا يشمل من لقوا حتفهم في دور الرعاية أو المنازل. ويعد العدد الإجمالي الأخير للوفيات في المستشفيات البريطانية البالغ 10 آلاف و612، خامس أعلى معدل وفيات بالعالم بعد الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا. ويذكر أن هذا الترتيب مبني على الأرقام المطلقة لا على نسبة الوفيات مقارنة بعدد السكان.

وقال وزير الصحة مات هانكوك "اليوم يمثل يوما كئيبا بخصوص تأثير هذا المرض حيث ننضم إلى قائمة البلدان التي شهدت أكثر من 10 آلاف حالة وفاة تتعلق بفيروس كورونا".

وعالميا، ارتفع عدد وفيات الفيروس إلى 109 ألاف شخص في نهاية هذا الأسبوع، فيما تم تسجيل 1,7 مليون مصاب.

وارتفع عدد الحالات المصابة المؤكدة في بريطانيا إلى أكثر من 84 ألف، ولكن يعتقد أن ذلك ليس سوى رقما ضئيلا من المستوى الحقيقي للعدوى حيث كان اختبار الفيروس محدودا.

"لحظات سوداء"

وكان جونسون أبرز زعيم يصاب بالفيروس التاجي. ومن غير الواضح كم ستسغرق عودته إلى عمله، حيث ينوب عنه وزير الخارجية دومينيك راب.

وأرسلت له خطيبته الحامل كاري سيموندز (32 عاما) نسخة عن صورة صوتية للجنين لرفع معنوياته.

وشكرت سيموندز التي عانت أيضا من أعراض فيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة، الطاقم الصحي "الرائع" لجونسون.

وقالت على تويتر "لن أتمكن أبدا من سداد دينكم ولن أتوقف أبدا عن شكركم" ، مضيفة أنها "محظوظة بشكل لا يصدق". وتابعت "كانت هناك لحظات في الأسبوع الماضي سوداء للغاية بالفعل. قلبي مع كل من هم في مواقف مماثلة".

كما أشاد ستانلي جونسون، والد رئيس الوزراء، بالفريق الطبي. وقال "أدرك الآن، وأعتقد أن البلاد كلها تدرك، مدى قربه من وضع أزمة".

لا يزال من غير المؤكد متى سيكون بوسع بريطانيا رفع إجراءات التباعد الاجتماعي الصارمة التي تم فرضها في 23 مارس.

وفرضت بريطانيا الإغلاق مبدئيا لمدة ثلاثة أسابيع. ومن المقرر أن تتم مراجعة الإجراء القاصي الأسبوع المقبل ومن المرجح أن يظل ساريا حتى نهاية الشهر على الأقل.

بدورها، حثت الملكة اليزابيث الثانية البريطانيين على البقاء في منازلهم، في ما يعتقد أنه أول خطاب عيد فصح لها مسجل مسبقا، ونشره قصر باكنغهام مساء السبت.

وقالت الملكة البالغة 93 عاما "من خلال التباعد، نحافظ على الآخرين بأمان".

وتابعت "نحن نعلم أن فيروس كورونا لن يتغلب علينا".

جاءت تعليقاتها الحازمة بعد أسبوع من خطاب متلّفز إلى الأمة طلبت فيه من الناس أن يتحدوا للتغلب على وباء كوفيد-19.

في غضون ذلك، اضطرت الحكومة للدفاع عن سياستها الخاصة بتوزيع معدات الوقاية الشخصية للموظفين الطبيين خلال الوباء.

وقال الوزير البارز ألوك شارما الأحد "نتأكد من وصول المعدات إلى الخط الأمامي"، مشيرا إلى "ضغط على العرض" وسط "طلب عالمي ضخم على معدات الحماية الشخصية".

من جهته، أكد وزير الصحة مات هانكوك السبت أن 19 من موظفي الخدمة الصحية الوطنية توفوا متأثرين بإصابتهم بالجائحة.

لكنه أكّد أنّ الافتقار إلى معدات الحماية الشخصية ليس السبب في أي من الحالات.

وناشد طبيب بارز الشهر الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي جونسون لحماية الكادر الطبي من الوباء بشكل أفضل. توفي الطبيب لاحقا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى