أهمية انتظام واستمرار التعليم في حالة الطوارئ

> "الأيام" الإعلام التربوي

> ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ لتعزيز بناء السلام، وتوفير الأمان الجسدي والنفسي للأطفال. ويضمن الاستثمار في مجال التعليم في أوقات الأزمات الصمود والتماسك الاجتماعي عبر المجتمعات، ويشكل أيضاً دعامة أساسية للإنعاش المستدام.
ﻓمن المعلوم ﺃﻥ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻄﻔﻞ. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻴﺔ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭالاندماج ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﻮﺍﺗﻴﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺟﻴﺪ.

وﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻥ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻫﻤﺎ ﻫﺪﻓﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ الإﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺿﻤﺎﻥ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪ؟ ﻛﻴﻒ ﻧﺘﺪﺑﺮ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ؟

صدمات نفسية
ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻧﺠﻬﻞ ﺍﻟﺼﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ، ﻓﻘﺪ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﺼﺪﻣﺎﺕ، ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﺟﻬﺎﺯﻩ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ. ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻨﺶﺀ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ. ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺗﺴﻤﺢ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺑﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﺗﻌﻠﻤﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺗﻤﻨﺤﻬﻢ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﻴﺔ، ﻭﺗﺨﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ الناتجين ﻋﻦ ﺻﺮﺍﻉ ﺃﻭ ﻛﺎﺭﺛﺔ، ﻭﺗﻌﻄﻴﻬﻢ ﺇﺣﺴﺎﺳﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺃﻣﻞ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.

ﻭﻟﻨﻨﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺗﻌﺪ ﺃﺧﻄﺮ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺩ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﻢ، ﻓﻘﺪ ﺑﻴّﻦ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺣﻮﻝ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ "ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﻔﻴﺔ هي ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ" ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﺒﺎﻃﺆﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻮ، ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻠﻘﻮﻥ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ، ﻭﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻬﺪﺩﻳﻦ ﺑﺄﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ إﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺟﺬﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺫﺍﺕ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺕ ﺗﻼﺋﻢ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻗﺎﺕ ﻭﺍﻷﺷﺨﺎﺹ.

الأطفال الأكثر تضررا في الطوارئ
ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﺳﺘﺤﺪﺍﺙ ﻃﺮﻕ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻫﻮ ﻛﻮﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻀﺮﺭﺍً ﻣﻨﻬﺎ. ﻓﻨﺴﺒﺔ 12% ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺒﻠﻎ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﺮﺟﺔ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ، ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻭﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻬﺪﺩ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺒﻂ ﻗﺪﺭﺗﻬﻢ ﺍلإﺑﺪﺍﻋﻴﺔ، ﻭﻫﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﻷﺩﻧﻲ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.

التعليم يضمن ﺣﻤﺎية الأطفال جسديا ﻭنفسيا
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺠﺴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺬﻫﻨﻲ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻳﻔﻘﺪﻭﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺄﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻮﺍ، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺃﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ، ﺗﺄﻃﻴﺮ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ، ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻧﻤﻮﻫﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﻠﻌﺒﻮﺭ ﺑﺴﻼﻡ ﻧﺤﻮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺯﻣﺔ.

ﻭﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻉ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺒﺘﻜﺮﺓ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺸﺘﻰ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ. ﻭﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺃﺯﻣﺔ ﺃﻭ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﻗﺪ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﻘﻞ ﺃﻭ ﺗﺰﻳﺪ ﺧﻄﻮﺭﺗﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍلإنساني ﺍﻟﻤﻔﻌﻞ ﻭﺯﻣﻨﻪ ﻭﻣﺪﺗﻪ.

ارتدادات ﺳﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ
ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻼﻧﺘﻈﺎﺭﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷﻣﺪ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﺭﺗﺪﺍﺩﺍﺕ ﺳﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﺗﺤﺴﺒﺎ ﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ، ﺑﻞ ﻭﻋﻘﺪ ﺷﺮﺍﻛﺎﺕ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻣﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ. ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﻟﻠﺤﻴﻠﻮﻟﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺩﻭﻟﻴﺎ ﻭﻣﻠﺰﻣﺎً.

ﺇﻥ ﺗﻐﻴﻴﺐ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺛﺎﻧﻮﻳﺎ، ﺃﻭ ﺗﺠﺎﻫﻠﻪ ﻛﻠﻴﺎ، ﻗﺪ ﻳﻀﻌﻒ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ. ﻓﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺐ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﻠﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ، ﺣﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﻣﺘﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﺲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻣﻘﺘﺎﺩﻳﻦ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﻢ، ﻣﺘﻨﻘﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺨﻴﻢ ﺇﻟﻰ آخر. ﻫﻞ ﺳﻴﻔﻜﺮ ﺍﻷﻫﻞ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻜﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻨﺎﺳﺐ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺤﺼﻞ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ؟

ﺗﻐﻴﻴﺐ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻧﺘﺎئجه ﻭﺧﻴﻤﺔ
ﺇﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻐﻴﻴﺐ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭﺧﻴﻤﺔ ﺟﺪﺍ. ﻓﻤﻌﻈﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮﻥ ﻟﺼﺪﻣﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺑﻬﻢ ﺃﻭ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺬﻭﻳﻬﻢ ﺃﻭ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻜﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﺴﻨﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺸﻮﺍ ﺃﺯﻣﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﻠﻴﻢ، ﺃﺯﻣﺔ ﺗﺸﺪﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ. ﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻧﻤﺪ ﻟﻬﻢ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﻭﻧﺆﻫﻠﻬﻢ ﻧﻔﺴﻴﺎً ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻭﻣﻌﺮﻓﻴﺎً.

ﺇﻧﻪ ﺩﻭﺭ ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻧﻤﻮﻩ. ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺟﻴﺎﺕ تحتاج ﻟﺒﻴﺌﺔ ﺧﺎﺻﺔ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ اﺧتصاصيين، ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ ﺟﻴﻼ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺳﻴﺘﻀﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻭﻗﺪ ﻳﻤﺘﺪ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ.

التخطيط ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﺇﻥ ﻭﺿﻊ ﻣﺨﻄﻂ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺑﺎﺕ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﺍﻻﺿﻄﻼﻉ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻭﺃﻥ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺻﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﺗﻌﻠﻢ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺻﺎﺭ ﻣﺘﺎﺣﺎً ﻟﻔﺌﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺗﺪﺭﻳﺲ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺑﺎلإﻣﻜﺎﻥ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻞ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺃﻭ ﺃﺯﻣﺔ.

إذا توقف التعليم توقف الوجود الإنساني
وتجدر الإﺷﺎﺭﺓ في ختام هذا التقرير إلى أن ﺍﻻﻧﻌﻄﺎﻑ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺸﺒﻊ ﺑﻔﻠﺴﻔﺔ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺻﺎﻧﻌﺎ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻭﺣﻴﻦ ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى