مواطنون بعدن يناشدون الجهات المعنية ضرورة تأهيل سوق البلدية المركزي

> تقرير/ وئام نجيب

> بائعون: السوق مهدد بالانهيار ونقلنا للبيع فيه لا علاقة له بالوقاية
متطوع: وجود طبقة دسمة في أرضية السوق أحالت دون تعقيمه

مع اقتراب خطر جائحة فيروس كورونا إلى العاصمة عدن عملت السلطات المحلية على اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية في سبيل تخفيف الازدحام لمجابهة الفيروس، من أهمها إغلاق المنافذ البرية للمدينة والمحلات التجارية الكبرى والمولات والمساجد والمطاعم، والالتزام بالبيع السفري فقط، وكذا حظر التجوال.

وفي مديرية صيرة تم تنفيذ حملة واسعة في الأسبوع الماضي، استهدفت عدداً من الشوارع الرئيسية حيث جرى نقل بائعي الأسماك والخضار والفواكه إلى سوق البلدية المركزي ومنع البيع في طرقات المدينة الضيقة، وكانت شرطة المديرية قد حذرت البائعين بفرض غرامات مالية لكل من يخالف ذلك مع مصادرة البسطات التي لم تلتزم بذلك، وفي مقابل ذلك استنكر المواطنون إجراء نقل الباعة إلى سوق البلدية المركزي، كونه غير مطابق لمعايير السلامة العامة.

«الأيام» رصدت آراء المواطنين حول ذلك، وخرجت بالحصيلة الآتية:

تساؤل
أية وقاية هذه في أن يجري نقل الباعة إلى السوق المركزي، والذي لا يخفى علينا جميعاً بأنه غير مؤهل وتملؤه القاذورات والمجاري؟!

بهذا التساؤل علق وحيد علي (عامل في السوق) من أبناء مديرية صيرة على الموضوع، موضحاً "يعلو السوق أكثر من 50 منزلاً وتطفح مخلفات الحمامات إلى السوق، وذلك أدى إلى تآكل أسقف السوق وسقوط أجزاء منها، علاوةً على خلو السوق بشكل كلي من خدمتي الكهرباء والمياه، وفي وسط كل هذه الأمور يقوم الباعة بافتراش أجزاء داخل السوق وعرض بضاعتهم فيه"، معتبراً ذلك بأنه لا علاقة له بالوقاية، ولعدة مرات نزلت الجهات المعنية في المديرية ومحافظ المحافظة واطلعوا على الوضع المزري في السوق عن كثب وفي كل مرة يتم وعدنا بإعادة تأهيله وتنظيفه، ولكن لم ترَ تلك الوعود النور".

تّبدل الوضع
من جانب آخر، تحدث الحاج لبيب غالب (بائع سمك في السوق المركزي)، ويعد من أقدم البائعين في السوق المركزي، حيث بدأ العمل فيه منذ 40 عاماً "عمدت منذ ذلك الحين في البيع داخل السوق ولم أقصد البيع في الشارع، لمعرفتي بالقانون الذي نشأنا عليه في فترة ما قبل الوحدة، حينما كانت البلد وأبناؤه يسيران وفق نظم وقوانين محددة، وبالنسبة لما كان عليه السوق قديماً فقد كان سوبر ماركت يباع فيه كل شيء ويلتزم للبيع فيه كافة البائعين من تلقاء أنفسهم، ولم يكن هنالك أي بيع في خارج إطاره، كان يقبل إليه الناس من كافة الأجناس الأجنبية، ولا وجود لرائحة السمك، ويتم إغلاق باب السوق في وقت الظهيرة ووجود حراسة منتظمة فيه، أما الآن فقد تبّدل وضع السوق بشكل كلي فانعدمت فيه النظافة وطغت روائح الأسماك واللحوم على كل شيء، كما أصبح مرتعاً للحيوانات كالحمير والقطط والغراب".

خطورة كبيرة
وعلق بدوره فتحي غالب (بائع دجاج) قائلاً: "لا بد أن يتم إلزام عمال النظافة بالتواجد المستمر ونظافته بشكل منتظم ومن ثم يجري إلزام البائعين بالدخول والبيع في داخل حرم السوق، فالبيع وسط كل هذه النفايات والقاذورات أمر خطير جداً، وخاصة الأكلات المكشوفة، وهذا الوضع أثر بشكل كبير جداً على حركة البيع والشراء، ناهيك أن بائعي الأسماك هنا يبيعونها بأسعار أكثر من بيعهم خارج السوق، كون البائعين يدفعون إيجارات للبلدية والتي لم تهتم بنظافة السوق".

لا مقارنة
يقول حسين البيحاني (بائع سمك): "عمل والدي صياداً من أيام بريطانيا، وأنا خريج المعهد السمكي (قيادة سفن والاصطياد)، أبيع هنا منذ 33 عاماً، وبمقارنة بين وضع السوق في السابق والحاضر، فإنه كالفرق بين السماء والأرض، الرائحة هنا لا تطاق والذباب منتشر بشكل غير طبيعي، ما دفعني إلى تغليف السمك بكيس بلاستيكي، وكذا لحمايته من الرطوبة، وتعد تلك المخلفات الآدمية حصيلة تراكمت منذ 10 أعوام من الحرب والصراع، وجاء تدهور الوضع العام للسوق بعد عام 2010 نتيجة للعبث والفوضى".

وفي سياق حديثه، طالب الجهات المعنية ومن ضمنها المجلس الانتقالي بالنظر لوضع السوق، لكي يستشعر الناس في عدن التغيير الملحوظ، كما طالب بالرقابة على الميازين.

إجراء ظالم
من أمام عربته المتواضعة الخاصة ببيع الموز، يفيد لـ«الأيام» الحاج أحمد سعيد بقوله: "عملية نقلنا وإلزامنا في البيع داخل السوق المركزي بعد أن كنا نبيع في الخارج، ظلمنا كثيراً وتسبب بتلف بضاعتنا، نتيجة لارتفاع درجة الحرارة بالسوق، وبالتالي لا توجد حركة بالسوق عكس البيع خارجه".
وأشار إلى أن "السوق مهدد بالانهيار فوق رؤوس الباعة ومرتاديه في أية لحظة، خاصة وأن أجزاء من أسقفه تتساقط في كل فترة وحين، كان آخرها قبل أسبوع، وكأنها رسالة من المولى عز وجل للمسؤولين قبل حدوث الكارثة".

قدوم أوبئة
أفاد لـ«الأيام» سالم عمر (أحد مرتادي السوق المركزي) بالقول: "انظروا إلى وضع السوق، فبهذه الطريقة يعمل المسؤولون المحسوبون على البلد لوقايتنا من كورونا، وأنا وأغلب المواطنين قد أرغمنا على شراء طعامنا من وسط هذه الأوساخ والذباب، وهذا الأمر ينذر بقدوم المزيد من الأوبئة، ونحن مع خطوة تنظيم الطرقات على أن يتم تخصيص مواقع ملائمة للبسطات، وخاصة تلك التي تبيع الأكل، وللأسف فإن بعض البائعين هنا لم يعملوا على تنظيف بسطاتهم، فتجد مخلفات الأسماك واللحوم مرمية على الأرض، وأوجه حديثي للجهات المعنية بأن يتقوا الله في هذا الشعب المغلوب على أمره".

أمر صعب
يقول متطوع (يعمل في إحدى الحملات التطوعية للوقاية من فيروس كورونا): "ألتقينا بوزارة الصحة العامة والسكان وبعد التنسيق معهم عملنا على رش مطهرات التعقيم في أكثر من موقع، ولكننا لم نستطع البدء بتعقيم سوق البلدية المركزي الكائن في مديرية صيرة، لوجود طبقة دسمة في أرضيته، وعبر «الأيام» نطالب الجهات المعنية بالتعاون معنا وتذليل الصعاب علينا، لكي نتمكن من القيام بدورنا المناط بنا في إجراءات الوقاية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى