هزائم الجنوبيين في جبهة الخدمات تكبدهم خسائر فادحة

> ليعذرني رجال المقاومة الجنوبية الأبطال وشهداء الجنوب وجرحاه وكل من شعر بالانتقاص من دوره في مقاومة الفساد والتصدي له، فإنما هو حال ما نحن فيه من بعد التحرير حتى يومنا هذا.

لا ننكر البلاء الحسن للجنوبيين في كل جبهات القتال، رغم شحة الإمكانيات العسكرية والاستخباراتية مقارنةً بجيش العدو الذي هو جيش دولة بكامل عتاده وتجهيزاته القتالية، والقوة البشرية للحوثة الذين ألفوا الحروب واكتسبوا فيها خبرات قتالية إيرانية ومن حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية في العراق وأفغانستان.

لكن قضية شعب الجنوب وعدالتها وحقهم في الدفاع عن الأرض والعرض مكنهم في الحرب، فلم تقف أمامهم كل تلك القوى التي منيت جميعها بهزيمة نكراء وغادرت عدن وهي تجر خلفها أذيال الهزيمة والانكسار. وفي جبهة أخرى خاضها الجنوبيون في أبين وشبوة وحضرموت ضد إمارة الشر داعش والقاعدة، وحدهم الجنوبيون تمكنوا من التصدي لهذا الغول وسحقوهم في أوكارهم وشردوهم في الصحاري والجبال.

كل تلك الجبهات القتالية استبسل الجنوبيون فيها بجسارة ولم يتمكن جيش علي صالح المتحالف مع الحوثي والذي بناه في أكثر من 25 سنة، ولا أشباح القاعدة وداعش من الصمود أمام غضبة الجنوبيين..

لقد انتصر عليهم الجنوبيون انتصاراً كبيراً، إلا أن هناك جبهات حروب غير قتالية خاضها الجنوبيون وللأسف الشديد انهزموا فيها شر هزيمة أمام المحاربين المحليين المتلونين الذين تلبس على الجنوبيين أمرهم فكبدوا شعب الجنوب، خلال خمس سنوات، خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات في عمليات القتل الغادرة وتردي الخدمات والبنى التحتية وتنغيص حياة المواطنين والفشل في منع تسلل المقنعين وتخريبهم لبيارات المجاري وأنابيب المياه وإمدادات الطاقة الكهربائية وشبكة الاتصالات والإنترنت والقنوات الفضائية ومكاتب البريد والبنوك وتموينات البترول والغاز والغذاء والدواء والإغاثة ومشاريع الإعمار عمليات عدوانية من النوع الصامت والخفي أرهقت الجنوبيين وبددت أفراحهم بالانتصارات العظيمة وأثبتت مدى الضعف الاستخباري التفاعلي عندهم كجنوبيين، قيادة وشعباً في حماية ممتلكاتهم الوطنية ومواردهم النفطية وإيراداتهم المالية والضرائب والزكوات ومصالح شعب الجنوب كافة.

فشل ذريع وهزيمة تتبعها هزيمة وأضرار مادية وأخرى نفسية لحقت بالجنوب أرضاً وشعباً ولأكثر من خمس سنوات، خيم الفشل وخيبة الأمل على الجنوبيين وأفشلتهم في الدفاع عن الممتلكات والمقدرات المادية والمعنوية، وعبثت بهم وبمواردهم المالية عصابات لا تقل خطورةً عن المافيا الدولية جردت شعب الجنوب من كل أمواله وثرواته والبنى التحتية وأذهبت هيبتهم العسكرية القتالية ومرغتها في الوحل وأظهرتهم بمظهر هزيل مليء بالإحباط والتدمير والفشل والعجز حتى انكسرت ثقة الجنوبيين بأنفسهم في قدرتهم على إدارة مواردهم والدفاع عنها، فلم تنفعهم كوادرهم ولا صيتهم الذائع في المدنية والحضارة، فالجيش الذي يخوض جنوده أشرف المعارك لا يتمكن من الحصول على مرتبه الشهري لأشهر عديدة، والشعب يعاني من الحصول على البنزين والغاز المنزلي ووقود المحركات ومحطات الكهرباء وحقول آبار المياه وشبكة الاتصالات والإنترنت تضع الجنوبيين في صغار ومهانة تدفعهم للاستجداء ومد يد التسول المذلة، خطوات متعثرة وركيكة أغضبت شعب الجنوب وأرهقته نفسياً.

على الجنوبيين الشرفاء وأمام هذه الهزائم النكراء في جبهة الخدمات، أن يخضعوا لمعسكرات تدريبية مدنية لا تقل أهميةً عن معسكرات التدريب القتالية بالدبابات والمدفعية ويستعينوا بخبرات عالمية في بناء الدولة وتنمية الروح الوطنية ومكافحة الفساد والإتجار غير المشروع للمزاوجة بين السلطة والتجارة وشراكة المتنفذين للشعب في خيراته وموارده وتغول عصابات المافيا المحلية التي تبسط وتمد يدها في الخرائط وتزور الأختام والتوقيعات والتراخيص والتعليمات وتصدر القرارات الممجوجة والتي أظهرت الجنوبيين بأقبح صورة.

إن أسطورة المقاتلين الجنوبيين تبددت، وصدى صوتهم بالونة وانفجرت، لقد انتصروا في كل الجبهات القتالية وصاروا مضرباً للأمثال، لكن من استلموا رايات الانتصار تمرغوا بالوحل وانهزموا شر هزيمة في حماية ممتلكات الجنوب ومقدراته، والأنكى من ذلك أن البعض منهم سقط صيداً سهلاً في شباك الفساد وصار قطباً من أقطابه ومندوباً محلياً لمافيا الفساد الخارجي في عدن والجنوب يشوه نضالات وتضحيات الشرفاء الذين رووا بدمائهم الزكية تربة الجنوب الطاهرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى