> مدينة سيئون كغيرها من مدن وادي حضرموت يتجلى فيها عظمة الشهر الفضيل من خلال التزاور بين الأقارب والأرحام وإفطار الصائم سواء كانت الأسرية أو الجماعية والتكافل الاجتماعي.
وبرغم الإرشادات الاحترازية والوقائية من جائحة وباء فيروس كورونا الذي يجتاح العالم إلى أن تلك العادات المتوارثة خلال شهر رمضان ظلت مستمرة دون الخوف من هذا الوباء، وأبرزها زحمة الأسواق الرمضانية.

وفي مدينة سيئون أيضاً ومنذ زمن قديم، وخلال شهر رمضان الكريم تقام ختومات للمساجد أي يتم فيها ختم القرآن في الأيام الوترية، وكانت تنطلق من ليلة سبع من رمضان؛ أي في اليوم السادس منه، ولكن مع تزايد عدد السكان والمساحات السكانية تزايدت معها المساجد، وخلال الأعوام القريبة الماضية انطلقت الختائم من ليلة 5 رمضان ثم السابعة والتاسعة حتى نهاية الشهر الفضيل بختم مسجد الزاوية بحي الوحدة بالمدينة.
ويشهد المسجد ليلة ختم القرآن حضور كبير من الأهالي إلى المسجد لحضور صلاة التراويح والتبرك بدعاء ختم القرآن، إضافة إلى قراءة قصائد وموشحات دينية لأئمة وعلماء حضرموت في جو روحاني مهيب يقوم بأدائها بعض المنشدين.
ويُقام في وقت العصرية بجانب المسجد سوق شعبي فيه من الألعاب والحلويات من خلال الباعة المتجولين، والتي تسمى (بساط) غالبية زبائنه من الأطفال ذكور وإناث بعد أن يلبسوا أطفالهم أجمل الثياب وأزهاها، وهم منتظرون هذه الليلة في شوق؛ ترى على وجوهم الفرحة وهم يتنقلون بين الباعة المفروشين على الأرض يعرضون بضائعهم للأطفال، والبعض تجده من الأهالي يأتي مصاحباً لأطفاله ليس مقتصراً على أطفال البيوت المجاورة فحسب؛ بل أطفال أقاربهم وأهاليهم الذين يأتون لتناول وجبة الإفطار والعشاء التي تقام في البيوت المجاورة والقريبة للمسجد الذي يحتفل بليلة ختمه، وتسمى هذه الوليمة أو العزومة "تفطير" كنوع من صلة الأرحام ومضاعفة الأجر في تفطير الصائم، وفي بعض الليالي تجد أكثر من مسجد يحتفل بختمه في ليلة واحدة موزعة على مناطق وأحياء المدينة، على سبيل المثال في السحيل والبلاد والقرن وغير ذلك، ونادراً ما تجد مساجد متقاربة تحتفل بختمها في ليلة واحدة.
لنلتقي معكم في سلسلة ختائم مساجد مدينة سيئون مع ختائم ليلة السابع من رمضان إن شاء الله.