كيف استقبل مواطنو أبين شهر رمضان الفضيل

> مواطنون لـ«الأيام» : الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانقطاع الكهرباء ضاعفت معاناتنا

> تقرير/ سالم حيدرة صالح
> استقبل المواطنون في محافظة أبين شهر رمضان الفضيل هذا العام بأوضاع عصيبة وارتفاع جنوني في أسعار السلع الاستهلاكية والخدمية وصيف مكفهر، وضاعف من معاناة الأهالي تدهور خدمة الكهرباء وانقطاعاتها المتكررة مع دخول الصيف.


فمنذ أكثر من عقد من الزمن ومحافظة أبين تعاني من عدم الاستقرار وغياب الدولة ومرافقها، نتيجة اجتياحها من قبل جماعة أنصار الشريعة في العام 2011م، ومليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح في العام 2015م، وكغيرها من المحافظات الجنوبية عانت الويلات بسبب نتائج حرب صيف عام 94م.

مباهج تلاشت
ويقول مواطنون تحدثوا لـ«الأيام» إنهم فقدوا الكثير من أجواء البهجة والروحانية التي ألفوها خلال شهر رمضان.

ويقول المواطن صالح أحمد ثابت، من مدينة زنجبار "إن شهر رمضان كانت تسود أيامه ولياليه أجواء روحانية وتقارب اجتماعي بين المواطنين، لكن هذا العام وجدنا تغييرات كثيرة طرأت على حياة الناس وانشغالاتهم بهمومهم اليومية".


وأضاف ثابت: "كان المواطنون يجتمعون على موائد الإفطار ويصدح صوت المسحراتي في شوارع زنجبار، للأسف لم يعد للمسحراتي وجود منذ عام ما بعد عام 1994م".

وتابع: "الزيارات والتراحم الاجتماعي تراجعت بسبب أوضاع الناس وللظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها الكثير من الأسر الأبينية، وما أحوجنا إليها هذه الأيام".

ذكريات رمضان في زنجبار
من جهتها قالت الأستاذة التربوية طلحة الأحمدي، من زنجبار: "لا مقارنة بين رمضان في الماضي ورمضان اليوم، حيث تغيرت الأحوال والأوضاع والطقوس الروحانية والتقاليد التي عرفناها بين الأسر في الشهر الفضيل، وكثير من هذه العادات أصبحت اليوم غير موجودة ولم يتبقَ منها سوى الذكريات".


وأضافت: "كنا نستقبل رمضان بمأكولات شهية ونقوم بطهي الطعام وإعداد موائد الإفطار وعمل الشربة واللبنية والفتة والعصيد مع الدهن البلدي الشهير بزنجبار، وتقوم الأسر بزيارة بعضها البعض خلال هذا الشهر الذي تتعزز فيه صلة التراحم وعمل الخير ومساعدة المحتاجين".

ألفة ومحبة في لودر
ويعتبر المواطن جمال الهبة، أحد أبناء مدينة لودر، أن كثيرا من الطقوس الرمضانية تلاشت بسبب أوضاع الناس الاقتصادية.

ويقول الهبة في حديثه لـ«الأيام»: "كنا نستقبل شهر رمضان المبارك بفرحة غامرة وحياتنا البسيطة تملأها الألفة والمحبة، بعكس اليوم الذي أصبحت فيه أوضاعنا أكثر صعوبة، وكثير من العادات والتقاليد أصبحت غير موجودة بسبب غلاء المعيشة".


وتابع الهبة حديثه قائلا: "كانت الأسر والعائلات تستقبل الشهر الفضيل بشراء ما لذ وطاب وفق إمكانياتها، ولرمضان في الريف نكهة وميزة خاصة حيث تتجمع الأسر في موائد عامرة بالوجبات الشهية والرجال يقضون ليالي الشهر الفضيل في الصلاة وفي لعبة ورق البطة حتى السحور، وهناك مظاهر الفرحة والابتهاج للأطفال بلودر وهم يحتفلون بقدوم الشهر الكريم".

معاناة بسبب انقطاعات الكهرباء
وقال الكابتن حسام الحيدري، من مدينة جعار: "أجواء رمضان مختلفة عن الشهور الأخرى، ورغم الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها الكثير من الأسر الأبينية إلا أن رمضان في مدينة جعار له لون خاص، حيث تشاهد الكثير من الأسر تحرص قبل الفطور على أن تشتري حاجياتها، وفي المساء تكون اللقاءات بين الأهالي، رغم أن بعض العادات تغيرت بسبب المعيشية وغلاء الأسعار وطوابير الكثير أمام محلات بيع الثلوج نتيجة انقطاع التيار الكهربائي الذي زاد من معاناتهم وحول حياتهم إلى جحيم".

غلاء الأسعار أنهكت المواطنين
واعتبر الكابتن حسين الحداد، من مديرية مودية، أن الظروف التي تمر بها البلاد ومحافظة أبين حولت نكهة شهر رمضان إلى كآبة.


وقال الحداد: "في مودية يستقبل المواطنون الشهر الفضيل بفرحة كبيرة ويسهرون حتى السحور في لياليه، وفي الريف هناك عادات وتقاليد مشهورة لازالت عالقة في الذاكرة منها قيام العديد من الأسر بطهي الذرة وطبخ المخلم المشهور الذي تحرص عليه الأسر والشفوت والشربة وإعداد العصائر بكافة أنواعها، رغم تداعيات غلاء الأسعار للسلع الاستهلاكية التي أنهكت المواطنين".

يافع.. تواصل بين الأهل والجيران
الكابتن حسين الشنبكي، من مديرية سرار بيافع، قال لـ«الأيام»: "المواطنون استقبلوا شهر رمضان المبارك في مديريات يافع بالبهجة والسرور باعتباره شهر الرحمة والمغفرة"، موضحا بأن العديد من التقاليد المشهورة كالتواصل بين الأهل والجيران تراجعت بسبب أوضاع الناس المعيشية".

دوري رمضاني في الكود
الشخصية الاجتماعية خالد علي الدحبي، من منطقة الكود، تحدث لـ«الأيام» عن خصوصية الشهر الفضيل والأجواء الرمضانية بالقول: "أجمل شيء في شهر رمضان الألفة بين الناس رغم ما يعانونه، لكن يظل الشهر الفضيل له ميزة خاصة، والعادات والتقاليد في شهر رمضان بمدينة الكود لا تختلف عن جاراتها من المدن، فلا توجد عادات محددة وإنما أصبحت ممارسة اجتماعية سنوية، حيث تقوم بعض الأسر المقتدرة بذبح الأغنام وتوزيع اللحم على الجيران والأسر المحتاجة، هذه واحدة من التقاليد عند البعض سنويا، إضافة إلى روح التعاون والتآخي والمودة والتآلف بين أبناء المنطقة وأسرها الكبيرة".

وأضاف: "وأجمل ما يميز استقبال الشهر الكريم في منطقة الكود هو التوجه إلى بيوت الله للإفطار، وكذلك روح التعاون بين الشباب في إقامة الدوري الرمضاني الذي يشهد إقبالا كبيرا، وهي ميزة تشتهر بها الكود عن سائر المناطق المجاورة لها".

وتابع الدحبي حديثه: "من العادات السنوية في شهر رمضان المبارك بالكود أن كل الأسر تستقبل رمضان بالبهجة والفرحة، ويستمر الأطفال يرددون الأغاني التراثية حتى آخر يوم في رمضان، حيث توزع عليهم الهدايا والحلويات والشيكولاتة والنعنع والمبالغ المالية وغيرها من الهدايا، ويجتمع أهل المدينة لصلاة عيد الفطر المبارك بملعب كرة القدم الخاص بالنادي الرياضي (الفجر الجديد) بمدينة الكود".

معاناة.. إلى متى؟!
لرمضان أجواء روحانية تعزز من الألفة والمحبة بين المواطنين، فهو شهر المحبة والتراحم والخير، لكن هذا العام أتى رمضان والمواطنون في أبين يعانون كثيرا، ويتساءل الكثيرون إلى متى ستستمر المعاناة وغياب الخدمات وانفلات الأسعار وغياب دور الجهات الحكومية في الرقابة على الأسعار؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى