هذه الشرعية لن تعود

> المعضلة الحقيقية في اليمن أن الإدارة الشرعية المناط بها أخلاقيا ووطنيا إدارة البلاد استسلمت للواقع وغادرت المشهد بهدوء وسكينة وتركت البلاد لمكونات لا تعترف بها ولا بالدستور القائم.

دعونا من مخرجات الحوار الوطني واتركونا من "مشروع الدستور" ونحوا جانبا "اليمن الاتحادي" ولا تحدثونا عن "المبادرة الخليجية" ولا عن "2216" ولا عن الـ "85 ٪؜"، لأنها كلها تحتاج إلى شرعية قائمة على الأرض لتتعامل معها ولا تتهرب من استحقاقاتها وتسلم أمرها إلى الخارج ليعيدها إلى بلادها، بينما هي مسترخية وموزعة في عواصم الأرض مع أسرها وأقاربها.

إن الضجيج حول هذه الوثائق النظرية يجب أن يكون محفزا لمن يؤمن بها كي يدافع عنها ويناضل من أجل تنفيذها، والشرط الأول لهذا هو وجودهم داخل البلاد، أما أن يواصلوا معاركهم عبر الواتساب والمصفوفات والمواقع الإعلامية الممولة من المال العام مع خصومهم ومن يعتبرونهم خارجين عن الشرعية فهو التعبير الفاضح عن عدم جديتهم وهزالهم، وتأكيدٌ متكرر أنهم لن يعودوا.

كيف يمكن أخلاقيا لأي إنسان الدعوة إلى مواصلة الاحتراب الأهلي بينما هو ينام في شقة مفروشة بعيدا آلاف الكيلومترات عن البلاد، ويقضي وقته في التسكع في الشوارع دون وخزة ضمير لما ينال الناس في الداخل من معاناة وجوع ومرض وفقر؟! وعلى الذي يريد استمرار الحرب وعودة الشرعية أن يحزم حقائبه ويعود إلى الداخل ويناضل من أي بقعة أرض يستطيع الوصول إليها.

امتدت الحرب لأكثر مما خطط له التحالف، وصارت كلفتها البشرية والمادية باهظة على اليمني المحاصر في الداخل والمطارد والمهان في الخارج، ولم يعد هناك ما يبرر استمرارها دقيقة واحدة، لأنها لن تحقق أكثر مما حققته في أسابيعها الأولي.. ولا أشك أن دول التحالف قد أيقنت أن عليها سرعة مغادرة المستنقع اليمني قبل أن تغرق أكثر في وحله لتلتفت لقضاياها الداخلية المعقدة والمتراكمة والمتزايدة والمتسارعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى