حضرموت لا تنسى أهلها

> يداهمنا الخطر وتحاصرنا رغباتنا وتطلعاتنا لحياة بلا قيود وسط أمواج (فيروس الكورونا) القاتل المتربص بنا وبل وبكل العالم.. فلغته وحدت الشعوب والقلوب وتوحدت لغة التخاطب والكلام المباح في زمن الأفراح والليالي الملاح.. فيروس سرق الفرحة من الرؤوس والعقول وأصبح الحديث عنه ذا شجون.. وأين الحلول وإلى أين المصير.

فيروس لا يرى بالعين المجردة هاجم دولا كنا نضنها كبرى وكشف للعالم عورتها وبأنها وكل تكنولوجيتها وعلمها لا تساوي شيئا، فلا منظمة الصحة العالمية وكل مفاصلها بينت لنا سره وخفايا وجوده ولم تمتلك إلا الإجراءات الاحترازية والوقاية الذاتية والاهتمام بالنظافة، وكأن هذا (الكورنا) أتى ليعلمنا أسس النظافة وفن العوم في بحورها ولتأكد أن فرائض الوضوء للصلوات الخمس ساس بنا لأجسادنا وبنياننا إن بقي لنا بنيان ونوايا حسنة.

اليوم تدخل حضرموت معترك الشك وعدم الرضا من البعض لقرار الحظر الرمضاني المعلن في منتصف الشهر الفضيل وندخل معه معترك السياسة والساسة الذين عجز كبارهم عن كبح جماح هذا الفيروس الخبيث.. ويأتيك من يشكك في توقيت القرار ويطالب بتأجيله إلى أن يذهب شهر الصوم، ونحن نقول يا سادة قولوا للفيروس يؤجل غزوه لنا فليس لنا طاقة به في شهر رمضان لنعيش فترات الزحام في العصر والمساء بلا راعي ولا ديرة ولا ربان، نعيش التخالط والتجمعات وعلى عينك يا الكورونا وبلا قفاز أو كمامة (وأنا أصلي شعب يتحدى الصعب، ولا ينسى المخاطر والناس مخابر يا زمن)، رحمك الله أبو مشتاق وأسكنك الجنة.

لا تلعبوا بالنار فلهيبها إن طالنا ستعجز سياستكم وفلسفتكم وأحزابكم السوداء عن إخمادها وستعضون أصابع الندم وستعودون يومها إلى السلطة وستلقون باللوم عليها، أليس فينا رجل رشيد؟! يبين للناس أهمية الحظر بعيدا عن الغباء والسياسة والمكاسب الغائبة والتحالفات التي أحلف بعدم تحالفها مع نفسها كيف معنا نحن في يمن الإيمان والحكمة، يمن (التبّات) من تبة إلى تبة سنوات وسنوات وكله بالفلوس التي اشترت النفوس وزادت معها المكونات والتبعيات ونحن نسأل عمن يقينا شر الوباء والبلاء.

هذه محنة وامتحان من المولى عز وجل يختبر فيه صبرنا وجلدنا ورباطة جأشنا، كونوا أطباء لأنفسكم وأبعدوا عنكم هواجس المؤامرات والتأمر، ولا تحملون الرجل مالا طاقة له به، لست مع المحافظ البحسني وأختلف معه في أمور جمة، لكن لا أرى هذا وقتها ولا مكانها، فالرجل ليس نبيا بل هو بشر والبشر خطاؤون. فالننتقده بأدب واحترام وتقدير ونبين له الصواب والخطأ وصدق نوايانا، ولا نترك لأطفالنا فرصة إشعال الحرائق والعبث بمقدراتنا نحن أبناء حضرموت.

المشكلة أن الرؤوس والعقول معبأة بالمفاهيم الخاطئة، ولنكن صريحين أكثر مشحونة ضد شخص المحافظ بشحمه ولحمه وكأن قرار الحظر هو من أصدره وحده، ولا أحد يريد أن يتخاطب مع أعضاء لجنة الطوارئ الذين تقع عليهم مسئولية إرشاد وتوعية الناس وتعريفهم لمفهوم الحظر، ويبصرون المحافظ بعدة إجراءات مواكبة للحظر تساعد وتعين الناس في حياتهم المعيشية اليومية ودعوة رجال المال والأعمال والتقاء البيوت التجارية ومعرفة ما لديها من مساعدات ومعونات وآراء تهدف إلى التخفيف عن الناس، نحن نرى في الحظر مفهوما حضاريا ومقتنعا بقرار تنفيذه، ولكنه يتطلب إجراءات مصاحبة ومواكبة للقرار، فقرار العشرين في المائة لفاتورة الكهرباء لثلاثة أشهر للفئات السكنية والعشرة في المائة للقطاع التجاري غير كاف البتة من وجهة نظري في ظل الحالة المزرية لحال كهربتنا الكسيحة، لا تحسبون المسألة بالتنازلات وإن صح ذلك فهي لأهلكم ولحضرموت كافة وهي تستحق.

ويا سيادة المحافظ تعلم كما نعلم نوايا البعض تجاه هذه المحافظة الفتية، فلماذا تسلمهم رقاب أهلها وبيدك أنت إصلاح ذات البين؟! لو أصلحت أمورا جمة وأخذت رأي المخلصين الصادقين من أهلها وليسوا الحريصين على مصالحهم الشخصية وكله تمام يا فندم.

لا تكابروا وتنازلوا إن وجب التنازل، فإن تنازلتم لن تتنازلون إلا لمصلحة حضرموت وأهلها وليس لشرذمة لا تريد لها الخير. أعقلها يا سيادة المحافظ وتوكل ولن تجني إلا كل الخير والحب فحضرموت وفية ولا تنسى أهلها!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى