شقرة.. منطلق الحرب والسلام

> جمال مسعود علي

> شقرة وما أدراك ما شقرة؟! ليست بتلك القرية البدوية أو ذاك الميناء السمكي أو شبه الجزيرة المربوطة برا بأواسط البحار، وليست شقرة رعاة الغنم وصيادي السمك أو غواصي اللؤلؤ والمرجان، شقرة قلب أبين وبوابة العبور إستراتيجية قادم المراحل لما بعد الحرب وإعادة ترتيب الجغرافيا والنفوذ السياسي ما بعد صالح 2009م، شقرة السر الكنين والكنز الدفين صراع تنظيمي القاعدة وأنصار الشريعة اللذين هجر السكان من شقرة وخنفر وساكن باجدار، لمتطلبات تنفيذ مشروع قلعة المردة للنفوذ اليمني، شقرة نسج الأساطير والحكايات، الزئبق الأحمر وحوت العنبر والذهب الأبيض والأسود والأصفر، الحجر الجيري وسكة الحديد وصخر الجرانيت والجرافيت واليورانيوم والرمل الأسود، حيث امتد النفوذ اليمني المتضاربة توجهاته السياسية ليستقر داخل شقرة على صغر حجمها.

إنها قصة شقرة منطلق الحرب والسلام الحقيقية في اليمن، أمّ الحروب كما ستكون، فمن شقرة ستقام عاصمة لدولة عظمى في الجنوب (عدن الكبرى) الممتدة من شقرة وحتى العند. هونج كونج الشرق وعاصمة الجنوب.

بدت لدى النفوذ اليمني مخاوف حقيقية من انكشاف السر وظهور نجم شقرة للسطح وشجن المهتمين بالبحث والتقصي عما يدور فيها بعد تركها مكشوفة بلا موقع عسكري، فسرعان ما استحدثت الشرعية وبقوة متوحشة في اتفاق الرياض تصر على التواجد اليمني بعنف في شقرة على ساحل البحر لإبقاء الغطاء كما هو يخفي كل شيء عن حقيقة شقرة، ومارست كل وسائل الضغط والتهديد والابتزاز على التحالف العربي للتواجد هناك.

ها هو اليوم المجلس الانتقالي الجنوبي يضرب بقوة ويقض مضاجع النفوذ اليمني في شقرة ويهز الأرض من تحتهم يهدد عروشهم ويقترب من كشف نجم شقرة، وماذا يخفي من أسرار منذ ما بعد العام 1009م وماذا تحمل شقرة في جعبتها من خبايا يتخوف النفوذ اليمني من كشفها، فيهدد التحالف العربي بفتح شريان عالمي مرتبط بالنفوذ العالمي الخفي الممتد حتى شقرة، والمتوقع أن تندلع لأجلها أم الحروب الحقيقية في اليمن والمنطقة، وطاقة جهنم التي فجرها المجلس الانتقالي الجنوبي وضرب بها قلعة المردة للنفوذ اليمني وآثار غبار أرض الأسرار المخفية في شقرة.

فهل سيستمر المجلس الانتقالي الجنوبي يضرب وبقوة في أسوار قلعة المردة وينسف بوابة النفوذ اليمني المتشابكة والمجتمعة في شقرة لتندلع حرب مفتوحة من شقرة حتى قيام دولة الجنوب الحقيقية على أرض مملوكة للجنوب مئة بالمئة نقية سليمة من الشراكة والقسمة؟ أم ستستعصي عليه مواجهة قلعة المردة المليئة بالطلاسم والأساطير والحكايات التي وصلت إلى تهجير شعب من أرضه وتسليمها لقوى خفية ممتدة خلف البحار تحت مسمى التنظيم الدولي للقاعدة وتنظيم الدولي لداعش والتنظيم الدولي للإخوان ومعهم كان الحلم الدولي لإيران الذي فشل في السيطرة على شقرة، عدن العند باب المندب؟

الانتقالي الجنوبي وهو يدك أوكار قلعة المردة للنفوذ اليمني في شقرة هل سيتجاوز الخط الأحمر وينطلق بقوة الجنوب وقضيته وراء كشف الحقائق للشعب ماذا خلف شقرة؟ على الجنوبيين أن يعقدوا العزم خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، لقد أعلنتم ساعة الصفر وأطلقتم صفارة الإنذار إيذانا بالحرب، وأطلقتم القذائف على قلعة المردة وانتفضت الأرض وكشفت عنها غبارها الذي تطاير وباؤه حتى أصاب عدن فانكفأت على نفسها تداوي مصابها وتدفن موتاها وبانت ما وراء الأكمة في شقرة، فهل آن الأوان لمعرفة من سعى لتسليم محافظة أبين لتنظيم إرهابي دولي وهجر أهل أبين في كل جبل ووادي؟ ومن غرس ألوية وهمية حول طريق عدن زنجبار شقرة وسيطر، بالوهم، على قلب أبين وخط العبور؟

لا بد أن يعرف الشعب حقيقة شقرة وأبعادها وأسرارها وارتباطاتها المتشعبة، ولماذا حيكت حولها الطلاسم والأساطير وسيطرة الشركات الفضائية عبر الأجواء دون أن تلامس الأرض عبر وكلائها في قلعة المردة للنفوذ اليمني، وعلى الانتقالي التصدر للمشهد وحمل اللواء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى