ماذا يعني توقف الحرب اليوم

> شعب الجنوب يريد هذه الحرب أن تتوقف، فهو ينشد السلام والحرية، لكن حين تفرض عليه الحرب فهو جدير بأن يخوضها، مقدما التضحيات؛ لنيل حريته واستقلاله واستعادة سيادته وبناء دولته المستقلة الفدرالية كاملة السيادة على حدوده المتعارف عليها دوليا قبل 22 مايو 90م.

إن هذه الحرب هي الحرب الأخيرة والفاصلة بين شعب الجنوب وقوى الإرهاب والاحتلال، هي الفصل الأخير من مسرحية 22 مايو 90 م وحرب 94م، فإما النصر ليعيش شعبنا وشعوب المنطقة والممرات الدولية في أمن واستقرار وضمان المصالح والمنافع المشروعة المحلية والاقليمية والدولية، وإما الانتكاسة لتكون بدايةً لفصلٍ جديد من فصول حرب 94م وخديعة 90م واستمرارا للثورة الجنوبية ومدها بوقود جديدة من أجل الحرية والانعتاق لشعب الجنوب وأمن واستقرار المنطقة.

أن أي توقف للحرب لا يعني سوى إعطاء فرصة لقوى الإرهاب والاحتلال اليمني لتستعيد أنفاسها التي مرقتها قواتنا المسلحة بدعم ومساندة شعبيه منقطعة النظير.. مرقتها في رمال أرضنا الحبيبة أبين، في رمال شقرة الأبية. كما لا يعني سوى ترحيل للحرب واستمرار للاحتلال والإرهاب والعبث بأمن واستقرار المنطقة، وهذه المرة لن تلقي بظلالها على شعب الجنوب لوحده، بل ستحرق أطرافا وتهز عروشا وكيانات هي بحاجة الى أمن واستقرار المنطقة والجنوب أكثر من الجنوب نفسه.

إن القوى التي تحاربنا اليوم هي ذاتها نفس القوى التي حاربتنا في حرب 94م مستخدمة نفس والأدوات الجنوبية؛ ذلك أن توقف حرب 94 م لم يكن الا ترحيلا للصراع، وهذا الترحيل دفع الجميع ثمنه، وإن كان أكثر وطأة على شعب الجنوب، وأن نتائج توقف الحرب اليوم لن تختلف عن نتائج توقف حرب 94 م وحرب 2015م وحرب يناير2018م وحرب أغسطس 2019م.

إن الصمود الأسطوري لقواتنا المسلحة والمؤازرة الشعبية لها من مختلف قطاعات الشعب وتحمل متطلباتها وتبعاتها، مقدمين التضحيات الجسام لهو دليل واضح على أن شعب الجنوب لن يستكين إلا بنيل حريته واستقلاله واستعادة سيادته على أرضه، وقد يقول قائل إن شعب الجنوب هو اليوم سيدٌ على أرضه بعد أن حررها في العام 2015م، نقول نعم لقد حرر الأرض ولكن حتى اللحظة لم يتمكن من ممارسة قراره السيادي بحكم الأوضاع وتداخلاتها وتحالفات الضرورة وتداخل الأجندات، لهذا فهو يحاول أن ينتزع الإدارة الذاتية كخطوة مهمة على طريق ممارسة القرار السيادي.

لسنا ضد الدعوات للعودة إلى اتفاق الرياض وتنفيذ بنوده بمضامينها التي فهمها شعبنا والتي أفرزتها تضحياته في الشيخ سالم وقرن الكلاسي، الذين سيدخلان في بطون كتب التاريخ -لا محالة- كشواهدَ على نضال شعبنا لتحقيق تلك المضامين التي لا تعني لنا سوى خطوة تكتيكيه تفرضها تحالفات الضرورة لتحقيق تطلعات شعبنا التي ينشدها في الحرب وفي السلم، وإن المضمون الحقيقي لثورتنا هو أنها سلمية استمرت سنوات عديدة وإن الحرب بالنسبة لنا هي استثناء فرضت علينا وأننا نرغب بالسلام ونجله؛ طالما يفضي إلى نفس الأهداف التي ستحققها حربنا الدفاعية عن أرضنا وعرضنا وديننا وحريتنا واستقلالنا، وطالما ما يمكن أن نحققه بـ"الصميل" يمكن أن نحققه بالشعرة، أما أي دعوات تهدف إلى تمييع واختطاف انتصاراتنا فلن يكون شعبنا معها، وإن فُرضت علينا فما هي بالنسبة لنا الا استراحة محارب.

إن أي توقف للحرب ينبغي أن يقترن بإعلان رسمي وصريح من قوي الاحتلال اليمني بتوقف الاعتداء على أرضنا وهويتنا وحريتنا وتطلعاتنا، وإن يقترن باعتراف واضح بحقنا في تقرير مصيرنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى