عشرات الأسماء من النخبة الأكاديمية تغادر عدن وجامعتها وأسرتها الأكاديمية ومستشفياتها وكلياتها ومراكزها العلمية والبحثية، الرسمية والأهلية، في إطار مهرجان الموت المرعب الذي يخيم بشبحه المرعب على كل الأوساط والبلدان من أقصى العالم إلى أقصاه، ولم يتسع الوقت لكتابة رسائل العزاء وبيانات النعي وتبيين سجايا ومؤهلات وخصال هؤلاء الأبطال الصامتين، وأدوارهم في خدمة العلم والمعرفة وصناعة الوعي للأجيال المستقبلية.
كنت أقرأ للزميلين في الصحف والمجلات الأكاديمية قبل أن أتعرف عليهما في أكاديمية العلوم الاجتماعية في العاصمة البلغارية الجميلة صوفيا حينما جاءا لاستكمال الدكتوراه في العلوم الفلسفية وكنت حينها طالبا في السنتين الثالثة والرابعة في قسم الفلسفة بالأكاديمية.
أعتذر لجميع ضحايا كورونا البغيضة، وذويهم فكل منهم يستحق وقفة خاصة تحية وإجلالاً وعرفاناً ووفاءً واعترافا بما قدموه لهذا البلد الذي يندر فيه الاعتراف بحق العلم والعلماء، وقد حاولت تناول البعض وتقديم المواساة لأهلهم وذويهم وزملائهم، لكن توقفي عند الزميلين د. مطلق ود. ناصر ليس تمييزاً لهما وإنما من وحي ألم اللحظة وذكريات الزمالة والهم الفلسفي المشترك ومعاناة الاغتراب وتقاسم الألم والبهجة والاغتباط بالنجاح والوجع المصاحب للانكسارات التي رافقت طريقنا.
ناما بسلام وسكينة أيها العزيزان، في ملكوت الرحمة والكرم الإلهيين عند أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
لكما الخلود في جنات النعيم ولذكرياتكما المجد في سفر العلم والمعرفة وفي ذاكرة الأجيال.
إننا ميتون وإنكم ميتون وتبقى الذكرى العطرة والفعل والحسن وما يزرعه المرء من حب ومعرفة وقيمة لدى من أحبهم وأحبوه.
والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.