كرسوا النهج المدني لتحقيق أمانينا!

>
على الجنوبيين أن يقفوا أمام تجربة عملهم الوطني الذي اتسم بنبذ الآخر وعدم احترامه على قاعدة "كل الشعب قومية". بدأ الجنوبيون الحديث عن الجنوب الفيدرالي وهو أمر يثلج الصدر، لأن عظمة الجنوب تمثلت في اتحاد الجنوب العربي (Federation of South Arabia) في 11 فبراير 1959م وعاصمته مدينة الاتحاد (مدينة الشعب بعد 30 نوفمبر 1967م)، لأن قبائل حضرموت تتحدث اليوم عن ثروتها البترولية وهذا هو الحال مع شبوة وثرواتها كبيرة (بترول + غاز + زراعة + ثروة سمكية وبحرية) وغيرها وهذا هو حال المهرة ولا ننسى القضية الشائكة في عدن التي دفعت الثمن فادحاً بعد 6 نوفمبر 1967م وحتى اليوم.

على إخواننا الجنوبيين أن يعيدوا قراءة تاريخهم والأخطاء الجسيمة التي وقعوا فيها لأنهم توسعوا في أرض الغير لأن الانتماء متعدد لأن النسيج الاجتماعي متعدد فمن انتمى إلى وطن فهو وطني ويتسع الانتماء ليصبح قومياً وإذا أزيلت بين الشعوب نكون قد دخلنا دائرة الأممية الواسعة وهي نفس دائرة الإسلام الذي حارب العصبية وتبنى الأممية التي تمثلت في صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي.

للأسف الشديد.. إن الجنوبيين استمرأوا تفكك النسيج، ولذلك دخلوا منعطفات بالغة السلبية عندما تم الفرز من محل الميلاد في بطاقة الهوية الشخصية، الأمر الذي يتنافى مع ثقافة ومدنية عدن في كل مراحل التاريخ وعرفت عدن بالكوسموبوليتانية "هندي - حضرمي - صومالي - تعز - الحديدة - عولقي - بيحاني - لحجي - بيحاني - صبيحي"، بل وكانت أصول عدد من الأسر العدنية "سعودية - عمانية - شارقية" وغيرها.

على أبناء الجنوب تكريس الثقافة المدنية والسلوك المدني وتغليب القانون والنظام (Law & Order) والتشطيب على النهج العصبي "التحكيم القبلي"، إذا كرسنا النهج المدني نكون قد عدنا إلى رشدنا لأن الإسلام مدني بطبيعته وجوهره، ومن معالم النهج المدني القبول بالآخر وليس إلغاء الآخر على قاعدة "كل الشعب قومية" وهناك من يريد إحياء "إلغاء الآخر" بالرغم من أن الشعب كله انتقالي لأننا لا ننشد نظاماً تعدياً وإنما دولة النظام والقانون دولة المؤسسات "التشريعية - التنفيذية - القضائية" لأننا لو زعمنا بأن كل الشعب انتقالي سنكون قد عملنا على إحياء الأشكال الصورية للمؤسسات، ولذلك فإن البون شاسع جداً بين العرب وإسرائيل، لأن القانون يطال أكبر رأس في البلاد داخل إسرائيل ولا وجود لذلك في البلاد العربية ونجد الشفافية في إسرائيل على أوسع نطاق، فيما نجدها في أضيق نطاق بالبلاد العربية.

نريد دولة المؤسسات دولة النظام والقانون دولة الانتخابات البرلمانية التي تشارك فيها كل الأحزاب تحت مظلة القانون الذي لا يتجاوزه أحد إلا في البلاد العربية،
علينا كجنوبيين نحدد أن نكون أو لا نكون.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى