بانتظار هبة شعبية ثانية.. حضرموت في مهب العاصفة من جديد

> المكلا «الأيام» خاص

>
في العشرين من ديسمبر 2013 دعا حلف أبناء حضرموت إلى "هبة شعبية"، ثأرا لمقتل الشيخ سعد بن حبريش، مقدم قبيلة "الحموم"، وعدد من مرافقيه على يد قوات الجيش اليمني في الثاني من ديسمبر عند نقطة أمنية في أحد مداخل مدينة سيئون، وخلق هذا الحادث موجة سخط وغضب غير مسبوقة وسط قبائل الجنوب، ما دعا حلف القبائل للمطالبة بطرد قوات الجيش من حضرموت وتشكيل لجان شعبية تقوم بإدارة شؤونها المحلية.

الهبة حققت بعضا من أهدافها وفشلت في تحقيق البعض، لاسيما الجانب الأمني بوادي حضرموت، حيث ظل الوادي ساحة للقتل والاغتيالات لعسكريين ومدنيين من أبناء المحافظة تقيد ضد مجهول.
حضرموت اليوم قادمة على عاصفة جديدة وهبة شعبية ثانية دعا إليها الحلف القبلي ذاته تضامناً مع قبيلة يافع بحضرموت، انتقاما لمقتل مدير أمن شبام صالح بن علي جابر وعدد من مرافقيه ثالث أيام عيد الفطر، واحتجاجا على الانفلات الأمني الذي يشهده الوادي على مدى ثمان سنوات.

بعد الحادث بيومين عقدت قبيلة يافع بمحافظة حضرموت اجتماعا لها لتدارس الوضع واتخاذ موقف موحد لما يجري في الوادي، وفي ختام الاجتماع خرجت ببيان أمهلت من خلاله السلطات المحلية والأمنية والعسكرية 4 أيام للكشف عن الجهات المسؤولة عن عمليات اغتيال طالت عددا من أفرادها مؤخرا، وحمل البيان "السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والتحالف العربي بوادي وصحراء حضرموت مسؤولية ما حدث لأبناء القبائل".

قبائل حضرموت
قبائل حضرموت

ودعت القبائل إلى "تغيير وهيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية بالوادي والصحراء بالمحافظة، وإحالتها للتحقيق ومحاسبة المقصرين لفشلهم الذريع والظاهر"، كما طالبت "أبناء القبائل العاملين لدى السلطات المحلية والقضائية والأمنية والعسكرية بتعليق أعمالهم لمدة أسبوع، للضغط على الحكومة والسلطات لمعالجة هذه الملفات".

 محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني نعى مدير أمن مديرية شبام ومرافقيه، مؤكدا أن السلطة المحلية ترفض استهداف القيادات الأمنية والعسكرية والمشايخ والمواطنين في وادي حضرموت، مشيراً إلى أنه تقدم بأربع خطط أمنية لرئيس الجمهورية وقيادة التحالف العربي لحفظ الأمن، وأن المتابعات تتواصل بهذا الخصوص.

إلى ذلك أصدر وكيل المحافظة لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت، عصام حبريش الكثيري، قرارا بتشكيل لجنة تحقيق في الحادثة، لكن الوكيل المساعد ومدير عام شبام اعتذارا عن المهمة لأسباب رأوا أنها ستعزز ثقة أولياء وأسر شهدائهم ومعهم أبناء حضرموت في قيادتها الأمنية والعسكرية.

عقب انتهاء المهلة للسلطات جرى تشييع جثمان مدير أمن شبام ومرافقيه في موكب مهيب لتوصيل رسالة ومطالب أبناء قبائل حضرموت.
وأوضح شيخ قبيلة يافع بوادي حضرموت الشيخ عبدالله بن علي جابر أن "القبائل نصبت نقاطًا لمسلحين من أفرادها في مديرية القطن، لإيصال عدة رسائل للسلطات اليمنية، من أجل التصعيد والاستعداد للخطوات القادمة"، دون تفاصيل أكثر حول الجزئية الأخيرة.

بانتظار هبة شعبية ثانية.. حضرموت في مهب العاصفة من جديد
بانتظار هبة شعبية ثانية.. حضرموت في مهب العاصفة من جديد

وأضاف أن نقاط التفتيش يقتصر دورها الحالي على توقيف سلمي لمركبات النقل الثقيل التابعة للحكومة اليمنية، ولم تصل بعد إلى مرحلة منع مرور المركبات والسيارات التابعة للسلطات الأمنية والعسكرية.
قبائل حضرموت أمهلت السلطات الشرعية 20 يوما، بدأت من السادس من يونيو لتنفيذ مطالب أهمها تسليم الأمن بالوادي لأبناء المحافظة.

وقالت القبائل في اجتماعها الذي دعا له حلف قبائل حضرموت على خلفية اغتيال مدير أمن شبام "إن أمام الشرعية اليمنية 20 يوما لتسليم ملف الأمن بالوادي لأبناء حضرموت، أو أن القبائل ستسيطر على الأرض والثروة".
حضرموت بكل تكويناتها القبيلة والاجتماعية باتت في ترقب وانتظار ما ستسفر عنه المدة المحددة التي أمهلها حلف قبائل حضرموت للسلطات في تحقيق المطالب، ما يشير إلى أن المحافظة واديا وصحراء قادمة على عاصفة جديدة وهبة شعبية أخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى