تحديات "الإدارة الذاتية" ووحدة الصف بعد فشل اتفاق الرياض

> توفيق جزوليت

> عدم تفعيل الإدارة الذاتية وضع المجلس الانتقالي أمام المحك، وعرضه لانتقادات الرأي العام الجنوبي. فأين يكمن الخلل؟

لماذا تقوية الجبهة الداخلية أصبحت مطلباً ملحاً في ظل الظروف السلبية التي تحيط بمستقبل القضية الجنوبية؟

تساؤلات جديرة بالطرح، بالنسبة للإدارة الذاتية. ذكر لي مصدر موثوق به في الانتقالي أنه تم قطع شوط في موضوع الإدارة الذاتية على المسارات، سواء في معالجة الإشكاليات العاجلة وتحقيق بعض الاستقرار النسبي، أو في استكمال وضع إطار عام لبرنامج قصير المدى مدته 6 أشهر خاص بإدارة الأوضاع الاقتصادية والخدماتية للمحافظات، غير أنني أعتبر أن الإدارة الذاتية لا ولن تحقق أي تقدم بمنظومة الفساد التي كانت تعمل لدى الشرعية، سواء كان في الجوانب الخدمية أو الصحية، لذلك على الإدارة الذاتية اجتثاث طواقم الفساد من المؤسسات الخدمية والصحية.

من وجهة نظري المتواضعة، أعتبر أن القضية الجنوبية لم تراوح مكانها، والمؤشرات توحي بأن اتفاق الرياض في طريقه إلى الفشل النهائي، الوضع الضبابي في منطقة اليمن من صنع وإرادة السعودية التي تتحمل بصحبة "الشرعية" والإصلاح الإرهابي مآسي الشعب الجنوبي. لذلك التفكير الجدي من قِبل الانتقالي في معاودة مبادرته للتوافق الجنوبي الجنوبي دون قيد أو شرط لتقوية الجبهة الداخلية لما لها من إيجابيات لفائدة مصير جنوب اليمن في فك الارتباط والاستقلال.

وهنا يتبادر إلى ذهني الحراك الجنوبي الذي يقوده أ. فادي باعوم وهو نجل المناضل حسن باعوم (أحد القيادات الاشتراكية التي ظلت مناهضة لنظام صالح بعد حرب 94م وأحد الآباء المؤسسين للحراك الجنوبي الذي انطلق في 2006). يتمتع باعوم (الأب) بمكانة كبيرة لدى الجنوبيين، لكن نتيجة لتقدمه في السن مع معاناته من المرض ورفضه للتعاون مع التحالف العربي إلا ضمن شرط اعتراف أولي من التحالف بالقضية الجنوبية وتقديم دعم علاني لاستقلال الجنوب، أصبح بعيداً عن الظهور الإعلامي، ويكاد كل العمل يقوم به ابنه فادي الذي رفض الانضواء تحت المجلس الانتقالي، نتيجة لما قيل وقتها إن تشكيلة المجلس أهملت عند تشكيلها كوكبة من المناضلين الأوائل في مسيرة الحراك الشعبي.

فأغلب من في مكونه هم قيادات ونشطاء جنوبيون مخلصون، وبعضهم بالفعل يستحق مكانة في الانتقالي عند تأسيسه، يستحق لو أحسن الانتقالي الترتيب لفتح تواصل مع هذا المكون سواء عبر مكتبه السياسي أو بالتواصل مع هذه القيادات والنشطاء، سيكون حقق مكسباً إضافياً لصالح القضية الجنوبية، بل سيكون الوعاء الأساسي لاستيعاب بقية المكونات، ستكون أيضاً خطوة قوية تعزز الجبهة الداخلية وتجعل من الصعب اختراقها.

حرب 2015م كانت تحت شعار إعادة شرعية يمنية، وهذا يتناقض مع المشروع الجنوبي الذي يقوده الانتقالي ويناضل من أجله الحراك الثوري، إلا أن هناك إدارة ذاتية جنوبية ومقابلها شرعية يمنية، هذا يعني أنه ليس هناك عذر لأي مكون جنوبي أن يكون محايداً أو في صف الشرعية، وإلا فهو لا يمت للحراك الجنوبي بصلة

يبدي المناضل فادي باعوم رغبة حركته بالتنسيق الكامل مع الانتقالي جماهيرياً وسياسياً وحتى عسكرياً، ويضيف قائلاً لي خلال حديث مطول: "طالما لدينا نفس الهدف وهو إقامة دولة جنوبية مستقلة، نحن مع الإدارة الذاتية للجنوب كخطوة تليها خطوات لإعلان الدولة الجنوبية، نحن نرفض فرض الوحدة اليمنية بالقوة ونرفض التجييش تحت العلم اليمني لاحتلال عدن، ودائماً سننتصر لمشروعنا الجنوبي التحرري".

آمل أن يضع الانتقالي نصب عينيه الضرورة القصوى في تحقيق وحدة الصف الجنوبي، وأن يقوم بنقد ذاتي انطلاقاً من مبدأ الذي لا يعمل هو الذي لا يخطئ، وأن يستعد لمرحلة ما بعد جائحة كورونا بنفس جديد ورؤيا وقراءة سياسية صحيحة.

*برفسور بالقانون الدولي وإعلامي مغربي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى