أصيب بفيروس كورونا بسبب علاجه للمرضى بعدن وعاد لمواصلة عمله بعد شفائه مباشرة

> تقرير/ هشام عطيري:

> - مدحي عوض: لا عذر للكادر الطبي إن توفرت لهم وسائل السلامة
يُعد د. مدحي مهدي عبد القوي عوض من أوائل الأطباء الذين تعرضوا للإصابة بفيروس كورونا في عدن، وتماثل للشفاء، ولم يكن يعلم في بداية مرضة بأنه مصاب بفيروس كوفيد-19 الذي انتقل إليه من المرضى المشتبهين بالإصابة الذين كان يعالجهم.
اكتشف عوض الإصابة بالفيروس بعد إجراء الفحوصات الطبية، لتبدأ حينها رحلة علاجه بمساعدة طواقم طبية عاملة في المشفى الذي يعمل فيه بالعاصمة عدن.

وآثر د. مدحي عوض، اختصاصي طوارئ وعناية مركزة، بعد شفائه من هذا الفيروس أن يعود لمواصلة عمله في مستشفى عدن الألماني بالمدينة الذي يرأس فيه قسم العناية خدمة للمرضى والمواطنين.

تأكد الإصابة
ويشير د. عوض، وهو أحد أبناء مديرية تُبن بمحافظة لحج، إلى أنه تعرض للإصابة بفيروس كورونا قبل شهر رمضان بنحو أسبوعين. وعن البداية يقول: "عانيت في البدء من حمى شديدة تصل إلى 40 درجة، ولكن من غير أي أعراض تنفسية، أستمرت حوالي 11 يوماً. استخدمت في وقتها لعلاجها عدداً من الأدوية لتخفيض الحمى، وأجريت الفحوصات في الأسبوع الأول من المرض، ولكن الفحوصات أظهرت المرض كأنه حمى "الضنك"، وهو ما طمأنني بأنني غير مصاب بكوفيد 19، فواصلت حينها استخدام السوائل الوريدية والبرستامول الخاص بالحمى وكذا دواء أنڤيوشن، وبعد 11 يوماً من التداوي لم ألمس أي تحسن من الحُمّى"، وأضاف: "بعد هذه الفترة، قررت مغادرة البيت إلى المستشفى لإجراء الفحوصات، أي في الثاني من شهر رمضان الفضيل، وخضعت حالما وصلت إلى المشفى للتنفس الاصطناعي، فقد كان مستوى الأكسجين في الدم هابطا قليلاً، وخضعت لإجراء أشعة صدر عادية، ولظهور بعض التغيرات في النتيجة، نصحني الأطباء بضرورة إجراء أشعة مقطعية، وقتها كنا نعتقد بأن ما أعاني منه التهابات عادية، ولم يدر في حسابنا أنني مصاب بفيروس كورونا؛ لأنه لم يُسجل في تلك الفترة أي حالة مؤكدة، ما عدا حالة الإصابة بمدينة سيئون في محافظة حضرموت، وحالات اشتباه غير مؤكدة في عدن".

ويضيف في حديثه لـ "الأيام": " لم تكن في مستشفى عدن الألماني الذي أعمل فيه أي حالات مؤكدة، سوى حالات مشتبه بها ترقد في العناية المركزة، وكنت أعمل بدوري بمتابعتها وفحصها، وليس لدي أي أدوات حماية، للأمانة؛ لعدم وجود حالات مؤكدة، وكنا في الوقت ذاته على تواصل مع فريق الترصد الوبائي للتأكد من أعراض المرض، وكانوا من جهتهم يؤكدون لنا بأن تعريف الحالات لدينا غير مطابق للمقاييس العالمية، مع رفضهم للحضور للمستشفى، ولهذا كان تعاملنا مع الحالات بشكل عادي".

"انهرت نفسياَ"
وبحسب حديث د. مدحي عوض، كانت إصابته بكوفيد-19 ناتجة من عدوى انتقلت إليه من بعض المرضى الذين دخلوا العناية وهم بحالة اشتباه بإصابتهم بكورونا. وقال: "للأسف لم نتلقَ في تلك الفترة أي تجاوب من موظفي الترصد الوبائي لنأخذ احتياطاتنا من هذا الفيروس، فضلاً عن تأكيد تقارير منظمة الصحة العالمية بأن مدينة عدن خالية من هذا الفيروس".

وعن تجاوبه مع الفحص الذي أكد إصابته قال: "في اليوم الثاني من رمضان أجريت أشعة مقطعية، وأول ما رأيت علامات الإصابة بالفيروس في الأشعة المقطعية واضحة انهرت نفسياً. مرت أربعه أيام وأنا بكامل واعيي، وبدون تنفس الصناعي، ولكن في الخامس من رمضان نزل لدي الأكسجين كثيراً، وبدأت أفقد الوعي بحسب كلام الأطباء، حينها وُضعت تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، واستمررت على هذا الحال نحو 11 يوماً. كنت خلال هذه الفترة مُخدراً، ولا أعلم ما يحدث لي، وبعد يومين من فصل جهاز التنفس عني بدأت أدرك ما يحدث حولي. الحمد لله، أزمة وعدت وكُتب لي عمر جديد".

عودة لمواصلة المهنة
وعاد رئيس قسم العناية في مستشفى عدن الألماني، د. مدحي عوض، منذ بداية الشهر الجاري لمواصلة مهامه في المشفى الألماني، بعد إجازة قصيرة من شفائه لا تتجاوز 20 يوماً. وقال د. عوض في حديثه لـ "الأيام": "الفترة التي قضيتها بعد شفائي من المرض لم تكن كافية، ولكن الوضع حتم عليّ أن أعود لمواصلة مهنتي، فالمرضى كُثر والوفيات في تزايد، والحمد لله، أنا الآن بصحة جيدة وملتزم بأدوات السلامة".

ويعمل عوض أيضاً متطوعا في بعض الأيام في محجر مستشفى ابن خلدون بلحج، ومنها وضع بعض الحالات المصابة على أجهزة التنفس الاصطناعي، وشفيت حالات منها، كما يقول، بالإضافة إلى إقامته دورة في مجال التنفس الصناعي لتطوير مهارات الكوادر العاملة في مشفى بن خلدون ولسد النقص في هذا المجال.

ونصح د. مدحي عوض الأطباء وكل العاملين الصحيين بضرورة ارتداء وسائل السلامة من المعدات الشخصية، وطالب إدارات المستشفيات بتوفيرها للطواقم العاملة فيها"، مضيفاً: "الآن الناس تموت، وهم بحاجتنا، وإذا لم نقف اليوم مع مرضانا، فمتى سنقف إلى جانبهم، وإذا ما توفرت وسائل الوقاية الشخصية، فلا عذر للكادر الطبي في مواصلة الدوام والعمل على علاج الناس. صحيح، نحن لدينا قانون في الطب يفيد بأن "سلامة الكادر الطبي أولوية على سلامة المريض" ولكن إذا توفرت له أدوات الوقاية الشخصية فلا عذر له، وهذا ما يتوجب على الإدارات في المستشفيات الحكومية والخاصة والوزارة والمنظمات توفيرها".

وعبّر د. مدحي مهدي عبد القوي عوض، عن شكره لكل الزملاء الذين وقفوا إلى جانبه وأشرفوا على حالته حتى منّ الله عليه بالشفاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى