حرب أبين تزيد من معاناة الأهالي وتجبر بعضهم على النزوح

> تقرير/ عبدالله الظبي

> تضرر الكثير من منازل المواطنين جراء القصف العشوائي
تسببت الحرب التي تشهدها محافظة أبين بين القوات المسلحة الجنوبية والقوات الحكومية المدعومة من حزب الإصلاح بتزايد معاناة أبناء المحافظة بشكل عام، والصحفيين والناشطين على وجه الخصوص، إذ تلقى العديد منهم تهديدات من قِبل القوات التابعة للإصلاح بهدف إسكاتهم عن قول حقيقة ما يدور على أرض الواقع من حروب وجرائم بحق السكان المحليين.

وشكا مواطنون في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» من استمرار القصف الهستيري على منازلهم الواقعة في مدينتي زنجبار وشقرة الذي خلف إصابات في صفوف المواطنين، موضحين بأن هذا القصف والاستهداف العشوائي على أحيائهم السكنية أتى بعد تلقي قوات حزب الإصلاح الإخوانية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في أثناء محاولاتها التسلل خلال فترات سابقة.

امتداد لعدوان سابق
وأكد القيادي في الحراك الجنوبي صالح سالم أبو الشباب بأن ما تشهده مدينة زنجبار منذ أيام من قصف لمنازل المواطنين وتهجير بعض الأسر من منازلها إثر القصف الذي ينفذه بن معيلي هو امتداد لِما قام به الصوملي في زنجبار عام 2011م.
وأوضح أبو الشباب في حديثه لـ«الأيام» بأن ما يقوم به بن معيلي وشرعيته الإخوانية من قصف على منازل المواطنين في زنجبار لتهجيرهم ولتحويل أرض المدينة لساحة حرب يُعد ضعفا منهم، مضيفاً: "نؤكد للجميع أن قواتنا الجنوبية المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستقوم بالواجب الوطني، والدفاع عن أبين وعاصمة الجنوب عدن وكل شبر من أرض الجنوب، ولن تتوقف إلا بإكمال تحرير ما تبقى من محافظات الجنوب؛ لينال شعبنا حريته واستقلاله التام من براثن الاحتلال اليمني الإصلاحي الحوثي العفاشي وشرعيته التي أصبحت غطاء لأفعال تلك القوات الغازية الإصلاحية المأربية".

استنزاف للتحالف
فيما استغرب عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي محمد العمود، من نقل قوات الإخوان المدعومة من قطر وتركيا حربها من نهم وصرواح وغيرها من الجبهات التي لم تحررها منذ ما يزيد عن خمس سنوات إلى أبين. وأضاف: "ما تقوم به هذه القوات هو استنزاف للتحالف العربي، وليس بغريب عليها نقل تلك الاستراتيجية في حربهم الظالمة لتحرير المحرر تحت ذريعة تحرير عدن من الانفصاليين في الوقت الذي تركوا فيه أرضهم ومدنهم للحوثي يسرح فيها كيفما شاء".

قصف غير مسبوق
من جهته، أوضح المواطن أبو أحمد، وهو أحد أبناء مدينة زنجبار، بأن القصف العنيف الذي شهدته المدينة أمس الأول عند ساعة 8 ونصف مساءً لم تعهده المدينة من قبل.
وتابع حديثه لـ«الأيام» قائلاً: "لم نكن نتوقع أن يصل القصف إلى منازل المواطنين؛ لأن مدينة زنجبار بعيدة عن منطقة الشيخ سالم حيث تدار المعارك، الأمر الذي ذكرنا بأحداث عام 2011م حينما قصفت القوات العسكرية في اللواء القريب من المدينة التابعة حينها للنظام السابق المنازل، وأجبرت الأهالي على النزوح من المدينة إلى محافظات عدن ولحج وحضرموت وغيرها من المحافظات، وها هو اليوم يعيد نفسه بتشريد السكان، فضلاً عن خلق حالة من الخوف والرعب في نفوس الأطفال والنساء".

جريمة حرب
من جانبه قال رئيس إدارة حقوق الإنسان في انتقالي أبين علاء اليافعي: "تم أمس النزول الميداني إلى المناطق التي تم استهدافها بالقصف، وهي منازل تابعة لمواطنين في منطقة باجدار المأهولة بالسكان في المحافظة من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية".
 وأكد اليافعي بأن قصف مليشيات الإخوان لمنازل المواطنين في شقرة وزنجبار يُعد جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي، لافتاً إلى أن المجلس بصدد إعداد تقرير متكامل للمنظمات الدولية لحقوق الإنسان ومحاكمتهم كمجرمي حرب.

مخالفة للقانون الدولي الإنساني
وأوضح المدير التنفيذي لمنظمة "حق" فصيل السعيدي بأن ما يحدث من قصف منازل المدنيين في أحياء مدينة زنجبار يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني وقواعد النزاعات المسلحة.
وقال في حديثه لـ«الأيام»: "فريقنا في المنظمة تمكن عند الساعة الخامسة بعد عصر أمس الأول الثلاثاء من النزول الميداني إلى الأماكن التي تم استهدافها بثلاث قذائف مدفعية مساء الأثنين، ومن خلال المشاهدة والاستماع إلى أقوال الشهود والمتضررين في ثلاثة الأماكن المستهدفة، كل على حده، وكذا معرفة اتجاهات مصادر النيران والآثار المترتبة جراء سقوط القذائف في المنطقة السكنية بأطراف مدينة زنجبار في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة تحديدا في حي باجدار، وبعد أخذ عينات من الشظايا للتحقق النهائي من نوع السلاح المستخدم بعد عرضه على المختصين، تبيّن للفريق أن مصدر انطلاق القذائف من اتجاه مدينة شقرة قرن الكلاسي، وأن القصف عشوائي يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وخلق حالة من الرعب بين الأهالي؛ لإجبارهم على النزوح من منازلهم في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني وعدم التقيد بشروط النزاعات المسلحة".

وأضاف: "سقطت القذيفة الأولى عند الساعة الثامنة بجانب منزل الشيخ الحامدي، وأصيبت زوجته علياء علي ناصر (40 عاماً) بشظايا في الساق والفخذ الأيسر، وتم إسعافها إلى مستوصف زنجبار، وماتزال بعض الشظايا ساكنة، وتحتاج إلى تدخل جراحي. وكانت المصابة مع النساء بجوار المنزل، وفي الجانب الآخر يجلس الرجال كما هو معتاد عند انطفاء التيار الكهربائي، فيما سقطت القذيفة الثانية إلى الجهة الغربية على مسافة 45 متراً، وسقطت القذيفة الأخيرة إلى جهة الشرق على مسافه 50 متراً في فترات زمنية متقاربة لا تزيد عن خمس دقائق بحسب أقوال حسن عوض محول أحد أفراد العائلة الذي كان في نفس المكان، وشاهد القذيفة الأولى عند سقوطها".

وتابع قائلاً: "القذيفة الثانية سقطت بجانب منزل سالم ناصر عبدالله المرقشي، مما أدى إلى سقوط جدار أحد الغرف، ولم تحدث أضرار في الجانب الأخر من المنزل الذي تتواجد فيه العائلة، فيما أحدثت الشظايا أضرارا بسيطة في المنزل المجاور والمنزل الذي يليه. وأضاف: "تحدث إلينا زيد محمد عبدالله (45 عاما) الذي خرج مسرعاً من منزله بعد سقوط القذيفة، وقال إنه سمع صوتا قويا جداً، وشاهد أعمدة الدخان والأتربة تتصاعد بكثافة، وأوضح لنا أن المكيف سقط من موقعه إلى الأرض حيث يسكن بالجوار على بعد عشرة أمتار تقريباً من مكان سقوط القذيفة، مع تأثر منزل آخر جراء واقعه القصف".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى