هشام باشراحيل كما عرفته

> أحمد يسلم

> ظلت "الأيام" وستظل صوت الجنوب الصادح والمجلجل الذي أزعج طغيان الجبروت والغزو.. كان هشام يعرف أن ثمن مواقف "الأيام" وتبنيها للحق الجنوبي والقضية الجنوبية باهظ، ولطالما هذا كان طريقه وطريق "الأيام" لا رجعة عنه كقناعات راسخة ثابتة كثبات صيرة والتعكر.

من المواقف التي أتذكرها أن ممثل النيابة الذي عمل في أبين هو نفسه من وقف في ساحة محكمة عدن مدعيا ضد أستاذنا هشام باشراحيل وعلي هيثم الغريب.. كان قد أمر بسجني مشددا على حارسه الذي رافقني إلى سجن زنجبار بإيداعي الزنزانة الانفرادية.. لا لشيء عملته إلا لكوني كتبت مقالا تناولت فيه تشييد سجن الكود (جوانتانامو أبين) كما أتذكر عنوانه في صحيفة "الأيام" الأخيرة، أكثر من هذا انتمائي إلى "الأيام".. وعقب إدخالي إلى مدير السجن العقيد صالح جبران، الله يرحمه، وهو من أبناء جعار وقد كنت أعرفه حق المعرفة رجوته قبل أن أدخل الزنزانة منحي فرصة وحيدة للاتصال، وللأمانة تعاون معي ومنحني تلفون مكتبه، قلت سأتصل لأسرتي، لكنني أبرقت إلى ذلك الرجل الهمام هشام باشراحيل، الذي لم يصمت بل أجرى اتصالاته إلى مستويات عليا منها النائب العام ووزير الداخلية حينها، كما علمت، لم تمض سوى سويعات قليلة حتى جاء أمر الإفراج مصحوبا باعتذار مدير السجن الذي عاملني بكل احترام، بل إنه لم يكن مقتنعا بسجني إطلاقا. هذا موقف واحد من آلاف وقفها الأستاذ هشام مع المظلومين في كل مكان.

هشام باشراحيل رحمه الله من صنف الرجال الذين نحتوا صفحات مضيئة في تاريخ حياتهم المثيرة للإعجاب والاحترام والنبل. ستظل "الأيام" منبرا حرا على سلم درجاته ارتقى عمالقة الكلمة الحقة والموقف الصلب. لن تكون "الأيام" إلا مع الحق دوما هذه رسالتها وهؤلاء فرسانها وهذا نهجها الثابت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى