التراث الفني اللحجي الأصيل.. أحمد فضل القمندان

> سامي البدوي

>
سامي البدوي
سامي البدوي
شهدت لحج في الفترة ما بين العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ميلاد الأغنية اللحجية التي هي جزء من التراث الغنائي في عموم اليمن، وكانت للحج بصمات واضحة تؤكد بأن لها السبق في مضمار ظهور الأغنية اليمنية، هذا ما تؤكده مصادر تاريخية، حيث كان للأديب والفنان والمؤرخ اليمني "أحمد فضل القمندان" الفضل الكبير في ظهور الأغنية اللحجية والحركة الأدبية والفنية، وهكذا توالت الأحداث وجاءت المدارس الفنية اللحجية، مثل المدرسة الفنية للشاعر والملحن أ. عبدالله هادي سبيت، والمدرسة الفنية للفنان فضل محمد اللحجي، والمدرسة الفنية للفنان صلاح ناصر كرد، ومن خلال هذه المدارس أبدع الفنانون وقدموا جميل الكلمة وجميل اللحن وعذوبة الصوت، وكان لهذا الإبداع ارتداد قوي في فترة الخمسينات والستينات.

وظهرت الأغنية الوطنية بكامل أناقتها وما تتصف به من رمزية عبرت عن آمال وطموحات الجماهير في التغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي:

إذا رأيت على شمسان

في عدن

تاجاً من المزن يروي

الأهل في تبن

كل هذه الإبداعات القمندانية، كان لها دور في إبراز التراث اللحجي، حيث كانت تصدح الحناجر بالغناء وتنظم القوافي شعراً عذباً، فقد كانت الأغاني تعبر في الأساس عن الحب والوفاء وارتباط الإنسان بالأرض والطبيعة والمعاناة وغيرها مما ولد إبداعاً فنياً لا نظير له.

يقول القمندان متغزلاً:

من لحظك النعسان

والقد الرشيق

يمسي فؤادي كل ليلة

في حريق

من صدرك الميدان

والخصر الخزيق

يسري الهوى يا زهرة

الغصن الوريق

الحديث عن تراث لحج الفني والأدبي زاخر ومتشعب، وقد بدأت الحديث عن بدايات هذا التراث الإبداعي الجميل، ومدرسة الأمير أحمد فضل القمندان، ولا مفر من الاعتراف بفضل الرجل، فقد عمل على بعث وإحياء أحد ألوان الغناء اليمني وهو اللون اللحجي، وقد أضاف إضافات هامة دلت على كفاءته كأديب وشاعر من الطراز الأول، فعلى يديه تأسست أولى الفرق الموسيقية، وظهرت العديد من المواهب والشخصيات الأدبية والفنية التي أسهمت في إثراء فننا الغنائي والأدبي مثل حسن أفندي، والأديب صالح فقيه، والشاعر أحمد باهدى وغيرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى