باعة متضررون من حملة إزالة العشوائيات بصيرة.. نحن مع الحملة ولكن أين البديل؟

> تقرير/ وئام نجيب

> مواطنون: رواتبنا لم تصرف بانتظام ونحارب بمصادر رزقنا البديل
لاقت الحملة التي نفذتها السلطة المحلية بمديرية صيرة (عدن القديمة) في العاصمة عدن، بالتعاون مع شرطة كريتر، وقوات العاصفة بمعسكر 20 خلال اليومين الماضيين لاقت ارتياحاً شعبياً واسعاً، لاسيما أنه إجراء ساهم في إعادة وجه المدينة الحضاري إلى سابق عهده الخالي من البسطات والعشوائيات والسيارات التالفة.
الحملة برغم إيجابيتها على المدينة وأهلها، لاقت أصواتاً أخرى منددة ومساءة من قِبل المتضررين من أصحاب البسطات لعدم إيجاد بدائل لهم من قِبل الجهات المنفذة، خصوصاً أنها تُعد مصدر دخل أسرهم الوحيد.

قطع الأرزاق
ويعتمد الكثير من المواطنين بدرجة رئيسة على ما تعود به بسطاتهم الخاصة من مردود مالي بشكل يومي، كما لجأ إليها آخرون نتيجة لانقطاع معاشاتهم خصوصاً المنتمين إلى السلكين الأمني والعسكري منذ عدة أشهر كما هو الحال مع المواطن وليد علي (خمسيني العمر) الذي يقول: "عملت مع الدولة في القطاع العسكري ولم أتحصل على راتبي بشكل منتظم، ونظراً لصعوبة العيش والظروف الحياتية الصعبة التي أواجهها كغيري من أرباب الأسر في مدينة عدن اتجهت للعمل في بيع دبب الماء البارد من خلال افتراش مساحة صغيرة بجزء من رصيف جولة الفل منذ أربعة أعوام".

ويضيف في حديثه لـ "الأيام": بينما كان يزيل العرق من جبهته: "أنا من أبناء هذه المديرية، وأعيل أسرة مكونة من زوجتي وأولادي الخمسة، اتخذت في هذا الرصيف المقابل لسوق القات بمعية عدد من الشبان والأطفال ممن جار عليهم الزمن مكاناً للبيع بعد أن وضعنا فيه الأمياز (الطاولات) والثلاجات الصغيرة لتبريد المياه وبيعها للمارة، وسبق أن أتى إلينا قسم العوائق في البلدية وألزمنا بالبيع في مساحة محددة في هذا الموقع مع عدم تخطي المساحة المحددة لنا وعملنا بذلك، ولكننا تفاجأنا منذ أيام بمجيء أطقم عسكرية لرفع بسطاتنا وتتوعدنا بعدم العودة والبيع في هذا الموقع، وللأسف لم يتفاهم معنا الأفراد ولم يراعِ أحد منهم معاناتنا وقلة حيلتنا، وفي المقابل لم يجدوا لنا البديل".

وبحرقة يتابع حديثه: "الدولة لم تلتزم بدفع رواتب الموظفين بشكل منتظم، ومع هذا تتم محاربتنا بقوت أولادنا، ومن المؤكد بأنه في حال استمرار قرار منعنا من البيع وطلبنا للرزق بالحلال سنجبر على افتراش الأرض للمتسولين، ولا خيار لدينا سوى ذلك أو يموت أبناؤنا جوعاً".

انتظار الفرج
من جانبه، قال الحاج علي يحيى (ستيني العمر): "اعتدت على بيع السجائر في جاري (عربية) صغير منذ ثمانينات القرن الماضي أمام محل الحريبي لبيع الحلوى القريب من سوق القات، ونتيجة لتواجدي الدائم في هذا المكان أصبح غالبية الساكنين في المدينة يعرفونني وزبائن لديّ، وحالياً في انتظار إيجاد حل لمعاناتي وآمل أن أعود لعملي لكونه مصدر دخلي الوحيد".

الشباب محمد فؤاد (18 عاماً) هو الآخر تضرر من الحملة المنظمة لشوارع المدينة، وعن معاناته يقول: "كنت أبيع دبب الماء الباردة، ومن خلال مردودها تعيش أسرتي المكونة من ثمانية أفراد، ولكن بعد تنفيذ الحملة امتنعت عن البيع في المكان الذي اعتدت عليه أمام سوق القات، وإذا ما حاولت افتراش الأرض للبيع تحت حرارة الشمس يأتي إليّ أفراد من الحملة ويمنعونني من البيع، ولا أدري إلى أين أذهب".

حلول بديلة
وأكد الحاج منصر أيسر بأن الجميع مع التنظيم وإخلاء كل ما يشوه مدينة عدن، ولكن على أن يتم في المقابل إيجاد البدائل.
وتابع لـ "الأيام": "لا بد قبل القيام بأية حملة في هذا الخصوص وضع دراسات وحلول بديلة، وأن يؤخذ بعين الاعتبار المواطنون الذين لا يوجد لديهم دخل، ويعانون من ظروف معيشية قاسية عصفت بالكثير منهم، وأصبحوا شاردي الذهن تحاصرهم الهموم من كل ناحية".

واستغرب أيسر من إزالة الأماكن والبسطات الخاصة ببيع الفل في وسط المدينة بالقول: "منذ أعوام طويلة سميت جولة الفل بهذا الاسم لوجود بائعي الفل فيها وتخصيصها لبيعه، ولم يشكل ملاك البسطات فيها أي ازدحام أو تشوية للمنظر الحضاري للمدينة، بل على العكس تماماً نجدهم في انتظام متناسق، وبرأيي الشخصي تسببت هذه الحملة بقطع أرزاق الناس".

وأضاف متسائلاً: "لماذا يطبق القانون على الضعفاء ومالكي البسطات الصغيرة، ولا ينفذ بحق من عمدوا إلى البناء العشوائي والبسط على الأراضي؟، كما نتمنى ممن يقولون بأنهم المسيطرون على الأرض في عدن أن يوفروا لنا الخدمات ونؤكد لهم بأننا سنكون معهم، فنحن مع من يجري لنا تغييراً جذرياً نلمس ثماره على أرض الواقع".
وتهدف الحملة الجاري تنفيذها إلى تنظيم المدينة وإخلائها من العشوائيات التي تسبب خلق حالة من الازدحام والاختناق في الطرقات، فضلاً عن تشويه الوجه الجمالي للمدينة.

ودفعت الظروف المادية الصعبة التي تشهدها البلاد، وعدم انتظام صرف المرتبات بشكل شهري، بالكثيرين إلى إيجاد مصادر دخل بديلة، مما جعل الأسواق والطرقات وأرصفة الشوارع تمتلئ بالبسطات والعربيات والباعة المتجولين.
وتشهد العملة الوطنية انهياراً مستمراً أمام العملات الأجنبية، الأمر الذي تسبب بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى