الانتقالي الجنوبي فزاعة الحقول لطرد الغزاة

> جمال مسعود

> لقد عانت حقول الجنوب السياسية من غارات التوجهات السياسية المختلفة، فمنذ أكثر من 30 عاما اجتاحت حقول السياسة الجنوبية مشاريع عبثية وتطاول الجميع على مقام الجنوب والجنوبيين، فشملهم الإهمال والتهميش والإقصاء والاحتواء والإلغاء، وطمست المعالم والعلامات الجنوبية في كل مكان، وكسرت غارات الطيور اليمنية سنابل الجنوب ولم تترك حقلا من الحقول إلا وغارت عليه ليلا ونهارا تنهب خيراته ومقدراته دون أن يجد الجنوبيون سبيلا لمنع غارات الطيور اليمنية المعادية من اقتحام حقول الجنوب وإفساد محاصيله، ورغم محاولاتهم المستميتة في صد المشاريع ومنع الطيور من الاعتداء على الحقول وتكسير السنابل الجنوبية، ولكن للأسف الشديد لم تبقَ سنبلة جنوبية واحدة في عودها فلقد عبثت الطيور السياسية والعسكرية اليمنية بمقدرات الجنوب وخيراتها فلم تبقِ ولم تذر ولم تترك حجرا على حجر.

في الرابع من مايو 2017م استفاق الراسم للسياسة اليمنية على اتفاق الجنوبيين على تشكيل مجلس انتقالي جنوبي يكون حاملا سياسيا مفوضا باسم الجنوب يمثل الجنوبيين في الداخل والخارج، وتم الإعلان عنه ليخرج للعلن يمارس دوره حارسا لقضية الجنوب وفزاعة تنتصب في الحقول السياسية والعسكرية تحمل مشروع استعادة دولة الجنوب جهارا نهارا، وتمكنت تلك الفزاعة في فترة قصيرة من صد كل غارات الطيور السياسية اليمنية المعادية للجنوب، وحالت بينها وبين اقتحام الحقول وتكسير السنابل وإفساد المحاصيل الجنوبية، وانبرت فزاعات الانتقالي من بعيد تلوح لكل من يحاول أن يغير بجيوشه على أراضي الجنوب كما كان في السابق، فكل الغارات اليمنية على الجنوب توقفت مسمّرة في أماكنها، وكلما حاولت الإغارة ليلا أو نهارا ظهرت أمامها فزاعة الانتقالي الجنوبي من بعيد تلوح بالعصا فتطردها وتبددت محاولات الغارات اليمنية الشرعية والإخوانية والحوثية والداعشية القاعدية كلها في الهواء، وتبخرت في حرارة المياه والأجواء والرمال الجنوبية مشاريعها خائبة مدحورة بمجرد أن نصب الجنوبيون فزاعة الانتقالي الجنوبي في كل حقل من حقول الجنوب، فصارت الفزاعة تظهر في المحافل الدولية عند التفاوض بشكل مرعب لا تنكسر أو تداهن أو تبيع الحقول السياسية الجنوبية.

كما أن الفزاعة الجنوبية العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي استقامت أمام أبواب الجنوب البرية والبحرية والجوية، وعلى غير عادتها (الغارات اليمنية) استوقفتها فزاعة الانتقالي لتفتش عن حركات وتنقلات وإقامات وعلاقات الطيور اليمنية في كل مكان داخل الحقول الجنوبية بشكل مرعب من قبل فزاعة الانتقالي التي بفضلها صار للجنوبيين معلم من المعالم الدفاعية؛ فزاعة يستخدمونها برا وبحرا وجوا حالت بينهم وبين استباحة أراضيهم وصار لهم صوت عالٍ يتردد في المحافل الدولية يصل صداه حيثما امتدت حركة الفزاعة الجنوبية المرعبة سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا.

لقد تمكن الجنوبيون في آخر عهدهم من الاسترشاد بالفزاعة الجنوبية التي فعلت فعلها في التصدي لكل المشاريع الإيرانية والتركية، وأي مشاريع تريد العودة بالجنوب والجنوبيين إلى عهد الاستعمار والاحتلال فإنه قد صار للجنوبيين فزاعة الحقول لن يتمكن أي طامع مغتصب بعد نصبها في الحقل السياسي الجنوبي من أن يمد يده على أرض الجنوب مرة أخرى، فقد ولى زمن الهجوم المستباح لطيور الفلاة على حقول الجنوب، فهناك فزاعة جنوبية مرعبة لم يعد باستطاعة أي غادر أن يقترب من حدودها؛ إنه المجلس الانتقالي الجنوبي فزاعة الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى