أضرار السيول مازالت قائمة في عدن والجهات المعنية اكتفت بالتصوير

> تقرير/ وئام نجيب

> سكان محليون: لم نتلقَّ أي دعم من الجهات المسئولة
تسببت الأمطار التي شهدتها مدن العاصمة عدن خلال الفترات القليلة الماضية بالكثير من الأضرار البشرية والمادية، نتيجة للبناء العشوائي أو ضعف البنى التحتية أو لوقوع بعض المناطق في أماكن منخفضة وغياب الحماية لها أثناء تدفق السيول، كما هو الحال في حي المرسابة الكائن بمنطقة القطيع بمديرية صيرة (عدن القديمة)، والذي تعرض فيه السكان للكثير من الأضرار وما تزال آثاره ظاهرة للعيان حتى يومنا هذا دون أن تقوم الجهات ذات العلاقة بواجبها.

منطقة منكوبة
وأوضح العديد من المواطنين أن السيول التي شهدها الحي تسببت بإلحاق أضرار جمة طالت معداتهم وأثاثهم وملابسهم ووثائقهم، الأمر الذي كبدهم خسائر تقدر بالملايين.
وأضافوا في أحاديثهم لـ "الأيام": منطقتنا أصبحت منكوبة، ومع ذلك لم نتحصل حتى الآن على أي تعويض، بل إننا غرقنا بعد هذه السيول بالديون؛ لنتمكن من عمل حلول طارئة وترقيعية كرفع أرضية المنازل أو إنشاء سلالم، حمايةً من الأمطار والسيول التي ستشهدها المدينة في مستقبلاً.

وعبّروا عن أسفهم من تنصل المحافظة والسلطة المحلية في المدينة من إنقاذ الحي الذي باتت فيه المنازل تغرق بشكل شبه كلي في حال تساقط الأمطار الغزيرة، مؤكدين في السياق أن هذه الجهات دائماً ما تكتفي بإرسال لجان للتصوير وحصر الأضرار، دون أن تقدم لهم أدنى تعويض.

وتابعوا بالقول: ما يشاع حول عملية تعويض المتضررين من السيول من قِبل المحافظة والمجلس المحلي في المديرية لا أساس له من الصحة، وكل ما قامت به هذه الجهات هو تكليف أشخاص غير موثوق بهم بغرض توزيع التعويضات على المتضررين، ولكن ما تم هو خلاف ذلك إذ تم التوزيع بحسب المحاباة والواسطة وليس بحسب الضرر الذي حل على الناس هنا، والكثير منا لم dتحصل على شيء، سواء من الجهات ذات العلاقة أو المنظمات المعنية.

أضرار
ويقول سكان محليون في حي المرسابة: صحيح انتهت السيول ولكن ما تزال أثارها باقية ولم تنتهِ بعد، والكثير منا أضحوا منكوبين ووصل الأمر بالبعض أن بدأ بعملية البحث على منزل في منطقة أخرى للنجاة بأنفسهم وأهاليهم من خطر السيول على هذا الحي الواقع في منطقة منخفضة بشكل كبير جداً، وهناك من عجزوا عن إجراء أي حلول من شأنها أن تخفف عنهم أضرار السيول المستقبلية، مسلمين أمرهم للواحد الحافظ، مضيفين: في العادة يفرح الناس ويستبشرون خيراً في حال بدء تشكل السحب والغيوم في كبد السماء وهطول الأمطار، غير أن هذا الأمر يختلف تماماً لدينا، حيث إنه يعد بالنسبة لنا بدء تشكل كارثة ستحل بنا، وجميعنا لم يتعافَ من أضرار السيل التي شهدها الحي ومدينة عدن ككل قُبيل شهر رمضان الفائت، والذي خسرنا فيه غالبية معداتنا الرئيسية من أثاث وفرش مع تعطل الأجهزة الكهربائية وتلف مستندات والشهادات بسبب السيول التي أغرقت البيوت والمصحوبة بالطين والأتربة، كما أن تأخر وصول السيارات الخاصة بشفط المياه ساهم في تشرب المنازل للمياه مسببة تكون الأملاح في الجدران بشكل كبير جداً.
مظهر حي المرسابة عند السيول
مظهر حي المرسابة عند السيول

وعادة ما يضطر العديد من الأهالي المتضررين إلى اللجوء إلى منازل جيرانهم للنجاة بأرواحهم وأهاليهم.

مناشدات
وناشد الأهالي عبر "الأيام" السلطة المحلية في المحافظة وكافة الجهات المسؤولة بضرورة إنزال فريق متخصص من المهندسين لدارسة الأضرار وإيجاد حل عاجل وفوري لحيهم، كتعويض المتضررين عبر أي مصرف وعدم الوثوق بأي شخص، بهذا الخصوص، وكذا فتح كافة مجاري السيول وإزالة البناء العشوائي الذي تم إنشاؤه على مجرى السيل، مضيفين: يكفي استهتاراً وتقاعساً، فالشعب لم يُعد يحتمل المزيد من افتعال الأزمات، كما نؤكد بأن استمرار هذا التجاهل والفساد سيولد ثورة، وفي المقابل نحن مع من سيجري تغييراً على أرض الواقع خدمة للمواطنين وأبناء المدينة.

إتلاف عفش العرس ومستلزماته
فيما قال الحاج عبدالرؤوف منصور، وهو أحد ساكني حي المرسابة في المديرية: "الوجع الذي تركه السيل في نفوسنا كبير وصادم، حيث تسبب بإتلاف عفش ومستلزمات ابنتي التي كانت تجهز لحفل زفافها".
وأضاف في حديثه لـ "الأيام": "دخول السيل إلى المنزل وما نتج عنه من أضرار قد يدفعنا إلى تأخير الموعد المحدد للعرس، بل لولا عناية الله بنا ثم تعاون شباب الحي معنا بشفط المياه لكنا ومنزلنا في خبر كان، ولهذا ومن خلال "الأيام" نناشد الجهات الرسمية الشعور بنا وبحالنا ولا نطلب منها الكثير".
هكذا بدت المنازل في حي المرسابة أثناء السيول الاخيرة
هكذا بدت المنازل في حي المرسابة أثناء السيول الاخيرة

وبحسب منصور، يغرق منزله في كل مرة يشهد فيه الحي تدفقاً للسيول.

إهمال وتقاعس
وتسبب تجمع مياه الأمطار في هذه المنطقة ولفترات طويلة من تشكّل مستنقعات من المياه، والتي تتحول فيما بعد إلى أماكن خصبة للتكاثر الذباب والبعوض الناقل لكثير من الأمراض والأوبئة القاتلة.
ووفقاً للأهالي، فقد تسببت الحميات التي انتشرت بشكل كبير في رمضان الماضي بوفاة العديد من السكان المحليين في الحي.

وبات أبناء هذه حي المرسابة في مديرية صيرة يواجهون معاناتهم جراء السيول بمفردهم، فيما عجز آخرون من إيجاد أي حلول ولو ترقيعية من شأنها أن تخفف من معاناتهم من أي سيول قد تشهدها المدينة في المستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى