حوار الصومال وأرض الصومال.. أمل إنهاء جرح العرب في القرن الأفريقي

> "الأيام" الفجر:

> مدير السياسة الخارجية لجمهورية أرض الصومال: تركيا لعبت دور المنسق لإطلاق المباحثات وليست وسيطا
هرجيسا تسعى إلى حل على أساس الدولتين
دور الجامعة في مفاوضات جيبوتي جاء متأخرا وأخطاؤها مستمرة

جاءت للحظة الأولى لأخبار المفاوضات بين دولة أرض الصومال، والصومال بتأييد قوي من جامعة الدول العربية، آملة أن تنهي جراح الأشقاء العرب في القرن الأفريقي، ولمعرفة أسرار تلك المفاوضات وجولات الدبلوماسية الصوماليلاندية لنيل الاعتراف الدولي، قامت "الفجر" بإجراء حوار مع فهمي قاسم محمد، مدير الدائرة السياسية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية صوماليلاند.
فهمي قاسم محمد، مدير الدائرة السياسية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية صوماليلاند
فهمي قاسم محمد، مدير الدائرة السياسية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية صوماليلاند

كيف ترى المفاوضات بين الصومال وصوماليلاند في جيبوتي؟
المفاوضات بين الصومال وصوماليلاند نراها فرصة جيدة تمكنا من خلال الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس موسى بيحي عبدي رئيس جمهورية صوماليلاند، في عرض وجهة نظرنا وقضيتنا العادلة للمجتمع الدولي، الذي حضر اجتماع جيبوتي لأول مرة منذ بدء المفاوضات بين الجانبين.

كيف ترى رعاية جيبوتي للمفاوضات؟
جمهورية جيبوتي دولة شقيقة تجمعنا معها قواسم مشتركة وصلة رحم ونحن نثمن عاليا الدور الجيبوتي في جهود حث الطرفين في الانخراط مجددا في المباحثات، التي كانت متوقفة طيلة الأربع السنوات الماضية، ومن جهة أخرى الدور الجيبوتي هو دور أخوي من منطلق التوصل إلى حلول بين البلدين الصومال وصوماليلاند.
لذا فإن جيبوتي ليست طرفا مفاوضا بل هي من يستضيف هذه المباحثات على أراضيها، وهو بالفعل ما تم الاتفاق عليه بين صوماليلاند والصومال في أن تكون جمهورية جيبوتي مركزا للجولات القادمة من المباحثات سواء على المستوين الوزاري واللجان الفرعية المشتركة.

كيف ترى الدور التركي السابق في رعاية المفاوضات؟
أما فيما يتعلق بتركيا فإنها لم تكن يوما وسيطا في المباحثات بين البلدين بل كانت تلعب دور التنسيق في تحضير طاولة المباحثات بين البلدين علي أراضيها وتهيئة الأجواء المناسبة للقاءات، إلا أن المرحلة الحالية تطلبت انخراط المجتمع الدولي والهيئات الإقليمية والدولية في أن تشهد وتكون جزئا فاعلا في سير العملية التفاوضية بين البلدين.

هل فشلت المفاوضات بين البلدين؟
المفاوضات لم تفشل، وإنما كانت تحدث أحيانًا تعثرات في بعض البنود محل نقاش، وكان للجانب الجيبوتي ممثلا بالرئيس إسماعيل عمر جيله ووزير الخارجية الجيبوتي الفضل في التدخل لإنقاذ العملية التفاوضية، وستستمر خلال الأسابيع القادمة.

ما هي أبرز طلبات هرجيسا في المفاوضات؟
أبرز طلبات هرجيسا تتلخص في الآتي، أولا: أن يقوم الجانب الصومالي بإبداء حسن النية وتنفيذ كافة مخرجات المباحثات السابقة التي جرت بين البلدين في كل من أنقرة وجيبوتي ودبي كمقياس لجدية التفاوض وإبداء المرونة تجاهها، وهو ما أثاره الرئيس بيحي في خطابه التاريخي وتساؤله عن جدوى التفاوض والجانب الصومالي قد أخلى بكل تعهداته السابقة.

ثانيا: الطلب الآخر والذي تراه صوماليلاند مهما وعرضته في الاجتماع وفي النقاشات هو عدم تسييس الجانب الصومالي للمساعدات والاستثمارات على غرار ما حصل قبل انعقاد لقاء جيبوتي بيومين، قيام وزير الخارجية الصومال بتوجيه اتهامات لا أساس لها لشركة موانئ دبي العالمية، والتي تقوم بمشاريع استثمارية ضخمة في صوماليلاند، الطلب الثالث والذي لا يقل قيمة عما سبق هو التباحث على أساس دولتين شقيقتين جارين.

كيف ترى تأييد الجامعة العربية للمفاوضات؟
تأييد الجامعة العربية للقاء جيبوتي نراه جاء متأخرا جدا، لغيابه الكلي سابقا وحاليا من ملف المباحثات ونحن في صوماليلاند عرضنا على الجامعة العربية وأمينها العام بضرورة انخراط الجامعة واحتضانها لهذا الملف من منطلق أنه ملف عربي قبل أن يكون أفريقيا ومازالت الجامعة العربية ترتكب نفس الأخطاء، في اعتقادها بأن لقاء جيبوتي الأخير كان لقاء يراد منه استعادة الوحدة بين الصومال وصوماليلاند، وأثناءها كان موجها للصومال ورئيسه فرماجو ولم تعطِ بأن صوماليلاند تتفاوض هناك في جيبوتي لتصحيح مسار التاريخ ولفك الارتباط.

كيف ترى اعتذار فرماجو عن جرائم الإبادة الجماعية ضد الإسحاقيين؟
الصومال خلال الأنظمة السابقة كانت تعتبر ما قام به سياد بري نوعا من الواجب الوطني، ويعتبرون نفسهم أنهم يدافعون عن بلد ودولة، وأن الحركات إرهاب وتفصل مكونات الوطن الواحد، ويأتي بعد لقاء الرئيس الصومالي مع الرئيس الصوماليلاندي موسى بيحى في أديس أبابا، للوسيط الإثيوبي والرئيس أبي أحمد الذي لعب دورل في خروج هذا الاعتذار، فهي من أهدافه لتحقيق السلام في القرن الأفريقي بعد المصالحة مع إرتيريا ويدعمه فيها المجتمع الدولي.

كيف ترى توقيت الاعتذار؟
الاعتذار مسيس ومدفوع برغبة فرماجو بإعادة المفاوضات مع صوماليلاند، لعدة اعتبارات منها داخلية باعتبار أن فرماجو باقي له في السلطة أقل من عام ويريد تحسين صورته أمام العالم، بسبب الضغط الدولي على الصومال على فتح مفاوضات مع صوماليلاند مع دولة وليس كإقليم، والانتصارات الدبلوماسية التي حققتها أرض الصومال مثل زيارة الرئيس بيحى إلى غينيا واعتراف تايوان بها، وتلك النجاحات تعتبرها مقديشو انتقاصًا منها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى