تجميد صرف الرواتب.. منكر لا يسقط بالتقادم

> أود إفادة كل مواطن يوقفني في أي شارع من شوارع عدن ويقول لي: يا أستاذ نحن بلا راتب منذ 4 أشهر. وآخر يقول لي: نحن من المنقطعين عن الخدمة بعد حرب صيف 1994م، بشأن رواتبنا الرئيس هادي شكل لجنة لإعادة الحق لأهله، وإلى الأن مضت سنوات والقضية محلك سر، وقضايا أخرى لها علاقة بالوجود الذي خضع لعدة هزات بعد حرب صيف 1994م الظالمة التي استهدفت الجنوب وأبناء الجنوب (هناك المستثنى بالا).

القضية دخلت منعطفاً مشبوها في 11 فبراير 2011م لعنه الله بإدخال أسطوانة "الحل أو ارحل ارحل! الحل! ارحل!" التي حسبوها ثورة وهي في الأصل مخطط استخباري دولي، لأن العرب لا يقدمون ولا يؤخرون، والمعروف أن تبعات هذا المخطط سارية حتى يومنا هذا، لأن هناك ترتيبات جديدة على مستوى المنطقة العربية، أو ما يعرف بـ "سايكس بيكو 2"، والخارطة الجديدة ستشمل شمال الجزيرة وجنوبها، وليعلم أهل الجنوب وأهل الشمال أن منطقتهم سيشملها، وستظهر كيانات جديدة، وستتقلص مساحات الكيانات الحالية.

الرواتب والكهرباء والخدمات الصحية، ومنها صحة البيئة، والاستقرار الأمني كلها داخلة في الفوضى الخلاقة التي تقرر أن تكون وسيلة تنفيذ مخطط حدود الدم، وهو المخطط الذي تطرقنا إليه في الفقرة الثانية من هذا الموضوع، وبدا جليا أن الظواهر المعيشة حالياً ظواهر وافدة على عدن بشكل أكبر . عدن لم تعرف انقطاعات الكهرباء بهذه الصورة اللا أخلاقية، ولم تعرف عدن انقطاعات الرواتب بهذا الشكل السافل الحقير الذي بدت فيه مظاهر البؤس والعوز والسخط، وتجلت بتلك الحقارات أننا رأينا وسمعنا وقرانا عن حالات مرض السكر والقلب والربو والحوامل والمرضعات وأحوالهن مع انقطاع الكهرباء وانقطاع الرواتب وماذا يعني ذلك لالتزامات أرباب الأسر، والكل يفيد بأنه "عاده ما تشاهرش".

أنا أقدر وأستوعب وأعي ما يطرحه المواطنون علي، وهم يرونني ويلتقونني في طرقات وشوارع عدن، ويطالبوني بالكتابة، وكان ردي على كل واحد منهم بأن هذا واجب علي، وأنها رسالة الصحافة وكل من يكتب فيها، إلا أن القضية أولا غارقة حتى أذنيها، لأن الفساد مستشر في البلاد طولا وعرضا وعلى المستويين الرأسي والأفقي، ولا أعتقد أن هناك نظام أفسد من الذي عندنا، والفساد هو معول كل مجند في هذا المخطط الاستخباري الدولي الذي يجري تنفيذه عبر وكلاء إقليميين ومرتزقة محليين.

نصيحتي لكل إخواني المنقطعين عن الخدمة منذ 7 يوليو 1994 النتن الذكر وكذا إخواني المنقطعين عن رواتبهم لأشهر مضت أو سنوات مضت عند آخرين أن عليهم الالتحام مع مكونات المجتمع المدني وخطباء المساجد بالتعبير عن قضيتهم، سواء انقطاع الرواتب والكهرباء والخدمات الصحية في الساحات العامة، وأمام كل مكاتب المنظمات الإقليمية والدولية وكذا مكاتب منظمات دولية وإقليمية بالدفع بعمليتهم الحقوقية، أقول للجميع سواء الجناة أو المجني عليهم أن القضية هي قضية عادلة، وأن انقطاع الرواتب والكهرباء والخدمات الصحية ما هو إلا انقطاع عن القيم والأخلاق وانقطاع عن تعاليم ديننا الحنيف، وأنه مس غير أخلاقي بتعاليم الكتاب المقدس والسنة المشرفة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى