توسع للبناء العشوائي بعدن ومعنيون يعيدونه لغياب الأمن

> تقرير / ملاك نبيل

> الوحدات السكنية بعبدالعزيز وعمر المختار والسنافر نالها نصيب الأسد
> تشهد الوحدات السكنية في كل من عبدالعزيز، وعمر مختار والسنافر والسكنية وريمي، توسعاً للبناء العشوائي الذي انتشر مؤخراً في مدينه عدن كالسرطان، الأمر الذي أعاق الحركة وشوّه المدينة والمنظرالحضري لهذه الوحدات السكنية، التي أضحت خالية من أي مساحة يتنفس فيها الأطفال، فضلاً عن التسبب بضغط وقصور في الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء نتيجة لغياب التخطيط وغياب الرقابة.

بدأ البناء العشوائي في هذا المناطق مع ثورة الربيع العربي في 2011م، وازداد في الأعوام التي تلتها، وتفاقم بعد حرب 2015؛ وذلك لظروف الحروب وغياب الدولة والسياسة التي فرضت على البلاد والعباد وغياب تطبيق القانون والرقابة وعدم الثقة بالدولة؛ لذلك لا يكاد يخلو شارع أو حارة في مدينة عدن إلا وفيها أبنية غير مصرحة. وفي السنتين الأخيرتين انتشرت هذه العشوائيات كالنار في الهشيم، ووصلت لاستغلال واستباحة أماكن مهمة كالمتاحف والمواقع الأثرية، وهذا ما شوه جمال المدينة، لانعدام النظام وغياب الأمن الذي أصبح غير قادر على انتشال هذه العشوائيات، فمن هو المسؤول؟ لم يكتفِ أصحاب العشوائيات من البناء على الأحواش، ولكن عملوا على إضافة أدوار من البردين على سطوح المباني الجاهزة (الخشبية)، لاسيما في وحدة عبدالعزيز التي لا تتحمل عماراتها هذه الإضافات.

عدم التجاوب
«الأيام»  زارت هذه الوحدات السكنية (عبد العزيز عبد الولي، عمر المختار والسنافر) التي تقع في مديرية الشيخ عثمان، ووجدت أن أغلب عقالها، لهم نصيب كبير في بناء المنازل العشوائية أو أحواش حولها. وقد حاولت الصحيفة الاستيضاح منهم بخصوص هذه العشوائيات، لكنهم قابلوا الأسئلة بالامتناع عن الإجابة.

فيما قال علي، وهو أحد سكان منطقة عبد العزيز: "أغلب هذه المنطقة أصبحت بناء عشوائيا، ومنظرها مشوّه بعد أن كانت من أرقى الأحياء السكنية، ناهيك عن المعوقات التي تسببت بها هذه العشوائيات التي تم بنائها على الأماكن المخصصة للقمامة والكابلات، وأيضا مخارج الصرف الصحي، وضيقت من المساحات المخصصة لمرور المشاة والسيارات وتجمع مياه الأمطار".

وأشار المواطن إسحاق محمد إلى أن هذه العشوائيات أضحت تُشكل عائقاً عند المرور بالسيارات من الشوارع، فضلاً عن تضييقها على سكان الحي، خصوصاً عند هطول الأمطار التي بات ينتج عنها أضرار كبيرة في الأرواح والممتلكات بسبب هذا البناء المخالف وغياب دور الجهات المعنية في تسهيل فتح ممرات المياه لتصريفها والتخلص منها".

وأوضحت سعاد خالد، أن هذا النوع من البناء دائماً ما يتعرض لأضرار كبيرة في أثناء تساقط الأمطار الغزيرة على المدينة.

معاناة متعددة
وأفاد «الأيام»  رائد حسين، وهو من ساكني منطقة عمر مختار، بأن هذا الحي عانى بعد حرب 2015م كثيراً من البناء العشوائي والتسليك الكهربائي بشكل خاطئ مما يؤدي بالتسبب بضغط على أعمدة الكهرباء وإحداث ماسات كهربائية واحتراق منازل في المنطقة"، مضيفاً: "خلاف ذلك مخلفات البناء التي تُرمى بالشارع، وعدم رميها في الأماكن المخصصة لها أو عدم الالتزام بتنظيف الشارع بعد الانتهاء من البناء".

وأضافت إحدى الساكنات في حي الشوكاني بعمر المختار القول: "يُعد حينا الوحيد الذي يخلو من مجرى للمياه، لذلك تتجمع مياه الأمطار أمام منازلنا، وإن سقطت بغزارة تدخل المياه إلي بيوتنا، وخاصةً سكان الدور الأول، مما يجعلهم عالقين في المنزل".
وقال عبده الدباسي: "ظاهرة البناء العشوائي انتشرت بشكل غير متوقع وبشكل سلبي على مجتمعنا، قد تكون أسبابها الجهل وعدم الوعي"، مؤكداً في السياق أن هذا النوع من البناء يُعد أحد الظواهر الدخيلة على مدينة عدن، متمنياً من الجهات ذات العلاقة الحد من هذه المشكلة والعمل على إيجاد حلول لها.

وتابع حديثه لـ«الأيام»  بالقول: "لا ننسى أضرر الأمطار الأخيرة التي شهدتها مديريتا صيرة والمعلا بسبب العشوائيات التي أدت إلى كارثة كبيرة في الأرواح والممتلكات"، مؤكداً أن الجميع مسؤول أمام هذه المشكلة (مواطنون وحكومة وصحافة) ومشارك في انتشارها.

غياب الأمن
ولمعرفة دور الجهات المعنية تجاه هذه الظاهرة زارت «الأيام»  مكتب الأشغال العامة؛ لمعرفة المزيد عن أسباب انتشار العشوائيات في هذه الوحدات السكنية (عبد العزيز، عمر مختار، والسنافر) وإن كان يُعطى لأصحاب هذا البناء تصاريح، أجاب مصدر في المكتب بالقول: "لا توجد أي تصاريح بناء، والعمل عشوائي نتيجة لغياب الأمن والدولة".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: "تصاريح البناء العام مُوقَفة منذ فترة، ومن هنا يبدأ البناء العشوائي، فضلاً عن عدم اهتمام المواطن بالمعوقات التي ستنتج عن مخالفته لباقي السكان، بالإضافة إلى عدم اهتمام الجهة المتخصصة بمتابعة البناء العشوائي".

وتشهد هذه الأحياء بناء أحواش وإضافة طوابق جديدة وبناء عمائر لم تكن ضمن المخطط أو إضافة شقق أرضية، وغيرها من المخالفات التي لها تأثيرات سلبية على ساكني هذه الأحياء، من أبرزها ضعف خدمتي التيار الكهربائي والمياه بسبب الربط والتوصيل العشوائي، وإضعاف البنية التحتية وإعاقة وصول سيارة جمع القمامة أو سيارات الإسعاف وغيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى