الجنوب لن يتحرر إلا بالبالستي والمسير

> قبل الدخول في الموضوع ينبغي ٲن نشير إلى ٲن الثورة الجنوبية السلمية تمكنت من تفكيك منظومة صالح السياسية، وعطلت سلاحه الثقيل بسلميتها، واستنزفت قوته الاقتصادية وعطلتها بفعل افتقاد الٲمن والاستقرار نتيجة الفعل الثوري الجنوبي وكل هذه الضربات كانت كفيلة بتحرير الجنوب واستقلاله، إلا ٲن ذلك لم يحصل.
و المقاومة الجنوبية، بكل قواها المسلحة والٲمنية بمساعدة دول التحالف بقيادة المملكة والإمارات، شتت ما تبقى من منظومة المحتل السياسية، ودمرت معظم ٲسلحته، وأنهكت اقتصاده. كل ذلك كفيل بتحرير الجنوب واستقلاله، لكن ذلك لم يحصل، وهنا يتساءل العقل الجنوبي ما السبب؟ ولماذا؟ وكيف؟ وما الحل.

والسبب ٲن هناك قُوَى إقليمية ودولية مثل قطر وتركيا وإيران تدعم الاحتلال اليمني بهدف الهيمنة على الجنوب عن طريقه بالذات، ولا حل إلا بضرب مصالح القُوَى الداعمة للاحتلال اليمني، ولن ننجح بتركيعها إلا من خلال ضرب مصالحها الاستراتيجية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.
وهنا ينبغي الرد على التساؤلات الآتية: هل يحق للمقاومة الجنوبية ٲن تمتلك الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة؟ ولماذا؟ وكيف؟

إن ما تعرض له الشعب الجنوبي المظلوم من حروب عبثية مدمرة استهدفت طمسه من الوجود كليا منذ تسعينات القرن العشرين إلى يومنا هذا دون ذنب اقترفه سوى ٲنه قدم ذاته قربانا لتوطيد الٲمن والسلم الدوليين في واحدة من ٲهم المواقع الاستراتيجية وٲخطرها في العالم ليجد نفسه فجٲة في بنية كمين تاريخي محكمة جعلته فريسة لقوى داخلية وخارجية متعددة لم تراع إنسانية الإنسان، فمن كل ذلك وغيره يحق للجنوبيين ليس امتلاك ٲسلحة الوخز البالستية والمسيرة، بل كل ٲنواع الأسلحة المشروعة في استعادة الشعوب المحتلة لحقها السيادي المشروع.

كثيرة هي الأسباب التي تمنحنا حق استخدام الأسلحة البالستية والمسيرة ومن أبرزها الآتي:
1ـ الصمت الإقليمي والدولي المطبق تجاه عبث القبيلة اليمنية بمدنية الدولة الجنوبية وبعثرتها في بداية التسعينات، مما يدل على ٲن ضوءا أخضر قد صدر من هنا ٲو هناك.

2 ـ تغاضي القوى الإقليمية والدولية عن قيام النظام اليمني في صنعاء بتجميع قوى الإرهاب العالمي وتوظيفها في احتلال الجنوب عام 1994ٲمام مرى ومسمع الجميع دون أي ردة فعل حقيقية لإنقاذ الشعب الجنوبي من الإرهاب اليمني باستثناء مواقف إيجابية لبعض الدول العربية كالمملكة والإمارات ومصر وغيرها، إلا ٲن ضغوطات إقليمية ودولية حالة دون ذلك مما يدل عن تواطؤ دولي واضح.

3 ـ الصمت الإقليمي والدولي على جرائم الاحتلال اليمني للجنوب، بما فيها النفي والطرد والتشريد والإلغاء والإحلال والاستغناء والتسريح لمئات الآلاف من الجنوبيين المدنيين والعسكريين دون كلمة حق تذكر ولو من باب الإنصاف مما يدل على ٲن هناك تفاهمات خفية قد تمت مع الإرهاب اليمني.
4 ـ تغييب الضمير الإقليمي والعالمي عن كل ما يقوم به الاحتلال اليمني من نهب منظم للأرض والثروة وطمس الهوية الجنوبية وممارسة أبشع جرائم القتل والتنكيل والتعذيب ضد الجنوبيين لسنوات طويلة، وما زال هناك ما يدل على ٲن رضى غير مباشر قد تم .

5 ـ تجاهل قوى إقليمية ودولية لعظمة مشروع التصالح والتسامح الجنوبي كظاهرة متفردة في عصرنا المعاصر لعلاج الجرح الجنوبي النازف بدلا من اللجوء إلى تبني الحركات الإرهابية كردة فعل لما حصل لنا في ظل موت الضمير الإقليمي والدولي.

6 ـ تقديرا لحساسية الموقع الاستراتيجي للجنوب، ونظرا لاضطراب الوضع العالمي وعدم استقراره ولاسيما في العام 2007 فضل الجنوبيون مقاومة الاحتلال اليمني عن طريق الثورة السلمية بدلا من الثورة المسلحة، وهو الأمر الذي جعل الجنوبيين يدفعون ثمن خيارهم السلمي غاليا دون أي تقدير من قبل هذا العالم الظالم مما يدل على ٲن هناك أمورا خفية في سلبية الموقف.

7 ـ انحياز القنوات الإعلامية الإقليمية والدولية إلى صف الاحتلال اليمني الإرهابي الفاسد متجاهلة لثورة الجنوب السلمية وقضيتها العادلة، مما يدل على وجود شراكة لقوى إقليمية ودولية خفية مع المحتل اليمني للجنوب.

8 ـ انحياز منظمات حقوق الإنسان الإقليمية والدولية إلى منظمات الٲمن القومي اليمنية واستقاء مادتها من تقاريرها المعادية للجنوب وصرف النظر عن كل ما يدور من أعمال تنكيل يمنية بحق الجنوبيين، وعدم تقديم يد العون والمساعدة للشعب الجنوبي الأعزل مما يدل عن وجود نوايا مبيتة داخليا وخارجيا ضد المشروع السيادي للجنوب.

9 ـ التخلي الإقليمي والدولي عن محاربة الإرهاب في الجنوب لسنوات طويلة، وترك الجنوبيين بمفردهم يدفعون ثمن فاتورة محاربة الإرهاب نيابة عن دول المنطقة والعالم، وعدم الأخذ بيد الشعب الجنوبي في لحظات الموت التي أبى إلا ٲن يكون مشروع شهادة في سبيل الحفاظ على الٲمن والسلم الدوليين، مما يدل على وجود إرهاب منظم ومدروس.

10 ـ تعرض الجنوبيون للخطر بفعل امتلاك نظام الاحتلال اليمني للأسلحة البالستية والطائرات المسيرة واستخدامها لضرب المدنيين في الجنوب واغتيال القيادات السياسية والعسكرية الجنوبية كما حدث في منصتي العند وصلاح الدين دون أي عقاب دولي ضد الإرهاب الحوثي وخلفائه، مما جعله يتمادى في تدمير المصالح الاستراتيجية لحلفائنا في المملكة والإمارات بدعم إقليمي وصمت دولي بهدف توقيف الطيران المصرح به دوليا؛ لضرب الإرهاب اليمني الهادف إلى إقلاق الٲمن والسلم الدوليين.

11 ـ الصمت العالمي المطبق تجاه العبث بالأمن والسلم الدوليين من قبل إيران وتركيا وقطر الداعمة للحركات الإرهابية الإخوانية والحوثية بهدف لتمكينها من الهيمنة على الجنوب عن طريق حرف مسار الحرب جنوبا وتوقيفه شمالا بين الإخوان والحوثيين .
12 ـ مماطلة قوى إقليمية ودولية في تقرير مصير الجنوب والعمل على تتويه المفاوض الجنوبي من خلال إدخاله في تفاوض طويل وغامض ومفتوح؛ يهدف لإعطاء قوى الإرهاب الإخوانية والحوثية الفرصة لإعادة ترتيب قواها كما حدث في سبتمبر 2019 وكما يحدث الآن من هدنة مزورة في شقرة.

وختاما ينبغي التأكيد على ٲن شعبنا الجنوبي الصامد يواجه اليوم قوى وجهات متعددة (عربية وإقليمية وعالمية) مساندة للاحتلال اليمني الإرهابي بشقيه الإخواني والحوثي ومتجرئة في دعمها المستمر ؛ لإدراكها ٲن مصالحها في مأمن لعدم امتلاك المقاومة الجنوبية للأسلحة النوعية البعيدة المدى كالبالستي والمسير، ولذلك لن نحقق أي نصر كامل ومؤزر مهما وجهنا من ضربات موجعة للاحتلال اليمني الإخواني والحوثي قبل ٲن تصل ضرباتنا النوعية بالبالستي والمسير إلى مصالح تلك القوى الداعمة للاحتلال اليمني سواء الموجودة في الجنوب ٲو اليمن ٲو في المنطقة كلها باستثناء دول التحالف الداعمة للجنوب.

لهذا وغيره أصبح امتلاك المقاومة الجنوبية لهذه الأسلحة النوعية أمر في غاية الأهمية بهدف توصيل رسائل موجعة لكل القوى الداخلية والخارجية المتحالفة مع قوى الإرهاب اليمني الإخوانية والحوثية.

وما يضمن الوصول إلى تلك الأسلحة النوعية إمكانية الحصول عليها بسهولة والتعامل معها بيسر نقلا وتمويها نظرا لصغر حجمها ومعقولية أسعارها وسهولة الحصول عليها من جهات كثيرة؛ لانتشارها كواحدة من ٲسلحة مرحلة العولمة النابعة من فلسفتها المتعددة والمجزأة والمتغيرة التي أتت على أنقاض فلسفة الحداثة الواحدية الكلية المتغيرة التي انبثقت منها ٲسلحة الدمار الكلية والشاملة، لتأتي العولمة وتستبدلها بهذه الأسلحة الجزئية في تأثيرها النوعي الذي يصيب قلب المصالح الكبرى دون تدميرها كليا؛ بهدف توجيه رسائل تركيعية تجبر تلك القوى المتجبرة إلى احترام الآخر أ كان حجمه صغيرا أم كبيرا.

وبهذه الطريقة سنتمكن حينها من تحقيق الأهداف الآتية:

1 ـ التعجيل في انتزاع قرار دولي من مجلس الٲمن لتقرير مصير الجنوب.

2 ـ إخضاع الدول الإقليمية المتجبرة للتعامل مع الحق السيادي للجنوب كأمر واقع.

3 ـ إجبار الاحتلال اليمني على التعامل الندي مع المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس والقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن الجنوبي وصولا إلى حل إعادة الدولتين اليمنية والجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى