الجنوب لن يكون الوطن البديل للإخوان

> م. أمين محمد الشعيبي

>
التقيت قبل أمس الثلاثاء بأحد المهندسين المصريين المنتمين إلى حزب الحرية والعدالة (حزب الإخوان المصري المحظور)، و تناولنا أطراف الحديث، وعندما وجدته يمتدح في الرئيس المصري الإخواني الراحل محمد مرسي، ويمتدح في الإخوان ومشروعهم الإسلامي الذي يتجاوز الحدود العربية، حينها قررت أن أستدرجه في الكلام على أني مؤيد للإخوان؛ لمعرفة كيف يخطط إخوان مصر الآن للعودة إلى الساحة المصرية، فكان رده صادما لي فيما يخططون لجنوبنا الغالي. قال ب في البداية: بالنسبة لمصر، فقبضة الدكتاتور السيسي الحديدية، لن تسمح لنا بالظهور إلا متى ما نهض الشعب المصري كاملا وليس الإخوان وحدهم. لكنه قال: اذا ساعدتمونا أنتم، يا أهل اليمن يا أهل الحكمة والإيمان، على أن نستقر في المحافظات الشرقية والجنوبية لليمن طالما الحوثي مسيطر على محافظات الشمال، فليبقى في محافظات الشمال، ونحن كافة المنتمين للتيار الإسلامي الوسطي والمُحاربين من دولنا نستقر في حضرموت وشبوة ومأرب، واذا كانت هناك إمكانية فعدن، إن تمكنتم من هزيمة المشروع الإماراتي الانفصالي.

 مشيت معه في الكلام، فقال: تعرف؟ إن كثيرا من قياداتنا الإسلامية التي تريد الخير والرفعة للإسلام والمسلمين في سجون السيسي أو هاربين في دول العالم، والآن السيسي قرر أن يسحب على غالبيتهم الجنسية المصرية.
واستطرد في حديثه معي قائلاً: لولا مواقف تركيا وقطر مع التيار الإسلامي في مصر واليمن وليبيا وتونس وكل مكان لانتهى تيار الإسلام المعتدل، و عمّ الفسق والفجور كل الدول العربية. وقال اليمن أصل العرب، وستكون أصل إعادة مجد الإسلام وقوته وعزته، بأذن الله وبوعد من زعيم الأمة الإسلامية الحالي رجب طيب أردوغان، الذي وعد قادتنا بتقديم كل أنواع الدعم من الإبرة إلى الصاروخ و الطائرة، لكن ذلك يحتاج إلى أرض ينطلق منها دعاة الحرية والإسلام الحقيقي؛ لذلك فإن القادة ومشايخ العلم الأجلاء اليمنيين، بادروا بتقديم الأرض الشرقية اليمنية لتكون مقر استعادة مجد الإسلام، لما تمتلك من مساحات واسعة وثروات نفطية وغازية في باطنها، وتمتلك سواحل طويلة مليئة بالثروات البحرية، وفيها سد مأرب الشهير.

طبعاً، ذهلت من كلامه وقلت له: لكن في المحافظات الشرقية والجنوبية، التي يتحدث عنها، الناس هناك لا يطيقون حزب الإصلاح، وهو جناح الإخوان المسلمين في اليمن؛ لأنه ليس مثل حزبكم الحرية والعدالة بمصر، الذي كانت قياداته كلها من ذوي المؤهلات العالية، بينما حزب الإصلاح قياداته مشايخ قبليون متخلفون، ومازالوا بعيداً عن الواقع وعن عصرنا الراهن.

رد بثقة إن هذا ما يروجه الانفصاليون والإماراتيون مثل التابعين للسيسي بمصر، الذين يقولون إن التيار الإسلامي في مصر ليس له أي جماهير، بينما الرئيس مرسي فاز في الانتخابات بأكثر من 12 مليون صوت، ومجموع أصوات أعضاء مجلس الشعب من حزب الحرية والعدالة الذين فازوا في الانتخابات بعد الثورة قرابة 10ملايين صوت.
طبعاً، تفارقنا، وعدت إلى مكتبي، وجلست أفكر وأقول إخوان اليمن يريدون الجنوب وطنا بديلا لهم، و أتباعهم من الإخوان في العالم بوعد أردوغاني تركي على طريقة (وعد بلفور الذي أصدره وزير الخارجية البريطاني اللورد آرثر جيمس بلفور في نوفمبر عام 1917والذي أعطى اليهود أرضا داخل الأراضي الفلسطينية، وقدمهم للعالم كدولة إسرائيلية تجمع اليهود من كل أصقاع العالم في أرض غير أرضهم).
لذلك يجب علينا مواجهة مشروعهم، ولن نقبل أن يكون الجنوب الوطن البديل للإخوان، مهما عملوا من معسكرات في شبوة ومأرب ووادي حضرموت، وحكموا شبوة بالقبضة الحديدية ظناً منهم إنهم قادرون على بسط سيطرتهم على الجنوب، فنحن لهم بالمرصاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى