مركز العزل الصحي بزنجبار جبهة صحية تئن من الداخل

> تقرير/ عبد الله الظبي

> كيف استقبل أول إصابة بفيروس كورونا ؟..

انتاب العاملين بمركز العزل الصحي بمدينة زنجبار في محافظة أبين الخوف والقلق عند استقبالهم لأول حالة إصابة بفيروس كورونا، فالإمكانات الصحية ووسائل الحماية فيه محدودة، ومستوى وعي المواطنين بخطورة الفيروس متدنية. ويشير مواطنون إلى أن المركز يُعاني من اختلالات وسلبيات ويفتقر للأطباء المناوبين.
وتقول د. أنهار صالح عبادي، أحد العاملين في الحجر الصحي بالمديرية، في حديثها لـ«الأيام»: "في بداية الأمر، تملكنا خوف وقلق عند استقبالنا أول حالة، وحتى مع استخدام وسائل الحماية المتاحة بارتداء الملابس الوقائية، ظل الخوف مسيطرا علينا لفترة طويلة، أما ما يخص مهامنا، فبكل تأكيد نعمل عند قدوم أي حالة اشتباه، بإجراء الفحوصات لها من قِبل فريق الاستجابة السريعة، ونعمل على رفع المعنويات لدى الشخص المصاب، لكون الجانب المعنوي مهم للتعافي من الفيروس، وهناك بعض الحالات تحتاج إلى الالتزام بالاحترازات الوقائية وبأخذ الأدوية؛ لأن المصابين بفيروس كورونا يفقدون الشهية، ويعانون إعياء وحالة نفسية صعبة. ونحن في المركز نحاول رفع معنوياتهم ومتابعة الأعراض.

 ومنذ افتتاح المركز، وصلت إلينا حالات بسيطة ومتوسطة وحادة، وعندما يخرج المريض من الحجر إلى المنزل تكون حالته قد تحولت من متوسطة إلى بسيطة، ونعطيه تثقيفا صحيا، ونوفر له الدعم النفسي". وتابعت القول: "مؤسف حقا، أن الوعي المجتمعي لدى المواطنين متدنٍ جدا، وكثير من الناس والحالات التي تصل إلينا حتى اليوم ينكرون وجود فيروس كورونا".

علي حسن محمد الذي يعمل ممرضاً في مركز العزل الصحي بالمديرية، والذي أمضى 60 يوماً فيه ولم يغادره، يقول بهذا الشأن: "شعرنا برعب واعتبرنا أنفسنا في معركة مصيرية، لم نستسلم للخوف مع قلة الإمكانات المتاحة للعمل، عند استقبال أول حالة اشتباه فيروس كورونا، ولكن بعدها تعودنا وصولها، وأصبح الأمر عندي وعند الطاقم الطبي في المركز أمرا اعتياديا، مع أخذ واتباع طرق الوقاية الاحترازية من أجل حماية أنفسنا".

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "عندما تأتي حالة نستقبلها، ونرفع من معنوياتها، ونقوم بالعمل اللازم، ويتم تقديم جميع الخدمات الطبية المتاحة للمريض".
وأشار الممرض محسن إلى غياب الوعي الكافي لدى المواطنين بخطورة الفيروس، مؤكداً أن كثير من المواطنين ينفون وجود الفيروس بسبب غياب التوعية".

تجربة مريرة في مركز العزل
ويرى مواطنون أن مركز العزل الصحي بزنجبار يُعاني سلبيات كثيرة أفقدت المواطنين ثقتهم بدوره. قال الشيخ خالد إبراهيم: "ما يسمى بمركز العزل أو الحجر بزنجبار له سلبيات كثيرة"، مشيراً إلى تجربة مريرة عاناها في المركز.
وتابع: "المركز وكالة من غير بواب، ويفتقر لأطباء مناوبين إلا في بعض الأوقات، ويسمح لأهل المريض بالمرافقة والمكوث عند مريضهم، وهنا أتكلم عن واقع مرير شاهدته بعيني، فقد كان لي مريض بالمركز، وشاهدت اختلالات كبيرة وخدمات شبه مفقودة وإهمالا ولا مبالاة وتسيب".

مروان الشاطري أحد أقارب د. الفقيد حسين الجفري اختصاصي الأطفال الذي توفى في شهر رمضان تحدث لـ«الأيام» عن معاناة فقيده قائلا: "الله يرحمه، كانت حالته متأخرة جداً، وكانت كريمتي د. منال الشاطري تنصحهم قبل يوم أو يومين بضرورة نقله إلى مركز العزل في زنجبار أو عدن أو الجمهورية، لكن د. حسين، رحمه الله، رفض بشدة، ولما هبط الأكسحين عنده إلى ٥٠ وأقل دخل في غيبوبة، فقمنا بنقله والتواصل مع د. منتصر الداهية الذي كان في الحجر في انتظارنا، وقام مشكوراً بالواجب، وكان له دور كبير في افتتاح مركز العزل وتطويره".

وتابع قائلا: "كانت حالة د. حسين رحمه الله قد رفض استقبالها كل مشافي عدن والحجر في البريقة بحجة زحمة المرضى، وفيما يبدو أن حالته كانت متأخرة جداً، ونحن نقدر أن الأطباء بشر في الأخير، ليس بيدهم أن يهبوا الحياة لأحد، وقد عملوا جهدهم بكل الإمكانات المتاحة لديهم، ابتداء من الرازي وحتى الحجر في زنجبار، وهذا قضاء الله وقدره. ونصيحتنا لكل شخص تبدأ الأعراض بالظهور عليه ألّا يهمل نفسه يسارع للعلاج".

غياب الوعي بخطورة الفيروس
من جهته، أوضح د. عمر فضل عمير، مسؤول الترصد الوبائي بمكتب الصحة العامة والسكان في المحافظة، أن مركز العزل تأسس بعد معاناة شديدة من قِبل إدارة مكتب الصحة العامة في أبين، ومدير الرعاية الصحية وبعض العاملين في القطاع الصحي الذين أصروا على إنجازه وتثبيته على الأرض في منتصف شهر رمضان الفضيل.
وأضاف في تصريحه لـ«الأيام» كان عدد العاملين فيه بسيطا آنذاك؛ نتيجة قلة الوعي لدى الطاقم الطبي بسبب الخوف والقلق من فيروس كورونا، ولكن بإصرار الشباب الذين صمدوا من الممرضين والممرضات والدكاترة استطاعوا الثبات، والآن الأمور مستقرة وسلسة ويستقبل الحالات بطريقة سهلة، ولكن المشكلة التي نواجها هي الوعي المجتمعي، فكثير ممن يحضرون إلى الحجر أو المركز يفتقرون لأعراض المرض، وقلة من هم يعون ويعرفون أعراض المرض وخطورته".

ووفقاً للدكتور عمير، فقد رُصدت 115 حالة اشتباه بالفيروس في المحافظة، منها 90 حالة من الذكور و25 من الإناث، وأغلب هذه الإصابات في مديرية خنفر، لافتاً أن فرق الرصد اشتبهت أيضاً بـ 15 حالة بمديرية زنجبار و44 حالة في خنفر، و19 في لودر، و10 حالات في مودية، و15 في رُصُد، وثلاث حالات في سرار، بالإضافة إلى أربع حالات اشتباه في أحور، تم التأكد من إصابة 21 حالة بالفيروس، فيما بلغ عدد المتعافين من الفيروس 23 حالة على مستوى المحافظة، وسجلت 5 حالات وفاة في مختلف مديريات أبين بينها حالتان لإناث.

وأكد مسؤول الترصد الوبائي بمكتب الصحة العامة والسكان في المحافظة أن هناك تراجعاً في أعداد المصابين، محذراً، في السياق، من خطورة تدني الوعي بمخاطر الفايروس بالقول: "مع الأسف الشديد، ما زال المواطنون حتى الآن غير مصدقين بانتشار هذا الفيروس في اليمن، على الرغم من عدد الوفيات وعدد الحالات الإيجابية، بل ما زال كثير من الشباب الذين هم أكثر نقلا للأمراض إلى أهاليهم؛ لتواجدهم المستمر في الشوارع، غير ملتزمين بالتباعد الاجتماعي (التباعد الجسدي) وارتداء الكمامة.

 وأشاد د. عمير في تصريحه لـ«الأيام» بالدعم الذي يتلقاه المركز من مكتب الصحة وفق إمكاناتها، بعد أن وفرت منظمة الصحة العالمية أجهزة التنفس الصناعي واحتياجات أساسية خاصة بالمركز.
وبحسب عمير، لم تقدم المنظمات الدولية والمحلية الأخرى والجمعيات الخيرية أي دعم حتى الآن للمركز.

وأقيم مركز العزل الصحي في مدينة زنجبار في مبنى مرضى الإسهالات.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى