عاشق الليل والألحان د. عبد الرب إدريس

> فؤاد باضاوي

>
عاشق الليل والألحان طائر محلق في سماء الإبداع ألحانه تخاطب الوجدان، وتحرك الأشجان وترسم صوراً غاية في الروعة والإتقان، وتسكن الذاكرة والوجدان وتداعب أشواقك وأشجانك ووجدانك فأصبحت ألحانه ماركة مسجلة باسمه لا يجاريه في روعتها أحد هو دكتور الموسيقى والغناء والألحان البديعة غنى له كبار الفن الخليجي والعربي وشذى بألحانه فنان العرب محمد عبده، وعبدالكريم عبدالقادر، والراحلة الفنانة رباب والأصيل أبوبكر بلفقيه، وراغب علامة، وراشد الماجد والفنانة الرائعة ماجدة الرومي، وعبد المجيد عبدالله، بالإضافة لفناني بلادنا: الراحل كرامة مرسال، ومحفوظ بن بريك، وغيرهم كثر من الفنانين. بدأ التلحين في سن الشباب بالمكلا، فلحن "مضنى وليس به حراك" وبعض أشعار الباعمر، وبدأ الألحان الشابة في المكلا قبل السفر إلى القاهرة، ومن ثم الكويت التي وضع فيها أساسات الموسيقى، ونهض بالمستوى الفني بالكويت، وشكل ثنائياً مع الفنان الرائع عبد الكريم عبد القادر، وكان قبلها في العاصمة المصرية القاهرة، حيث تكاملت ألحانه مع ابن لحج الشاعر المبدع عبدالله البقعي في بداية مرحلة الدراسة هناك.

عندما نتحدث عن د. عبدالرب إدريس الحديث يطول ويطول عن قامة فنية كبيرة أغنت الموسيقى العربية، واستحق عن جدارة المكانة التي يحتلها.. غاب عن مدينته المكلا طويلاً ويوم أن عزم العودة إليها في عام 2005م استعدت لاستقباله بلهفة ووفاء وعانقته بحب وشوق، ونظم له أبناء حي الشهيد خالد موطن عشقه استقبالاً رائعاً أبكاه كثيراً وبرغم البعد والفرقة كانت المكلا وفية وهي تستقبل ابنها بكل عنفوانها وشوقها وشارك الفنانون: أبوبكر سالم وعبدالله الرويشد وكرامة مرسال وأسماء المنور الاحتفال الذي احتضنته منصة الاحتفالات بفوة وسط حضور كبير، وقدم د. عبد الرب إدريس خلاله رائعته الجديدة لحناً "قلبي مع الغيد" فكانت ذرة الحفل ونالت أعجاب الجميع وهو تغنى بها لأول مرة، وأغنية "راح الزين ياريته"، و"مضنى وليس به حراك" و"هذي اليمن" وغيرها.. التقيته بمعية الأستاد الموسيقي العزيز (طارق باحشوان) والفنانين (حسين بن عثمان) و(محيور) بمكان سكنه في فلل باجرش على شارع الستين.. وكان متواضعاً ودوداً وهو يستمع إلى أغنيات الدان من (بن عثمان ومحيور)، ويرد على تساؤلاتنا حتى وقت متأخر من الليل.. وخرجت حينها بلقاء لصحيفة الفرسان للراحل (عادل الأعسم) معتمداً على ذاكرتي لأنه قال هذا يخوفني يقصد مسجل التسجيل الصغير فأغلقته واسترسل في الكلام بعد ذلك، وتحدثنا عن اللحن الصنعاني البديع (قلبي مع الغيد) فقال هذه الأغنية لحنتها قبل سنوات، ويوم حانت زيارة حضرموت قمت بتسجيلها في القاهرة، فخرجت بهذا الشكل الذي لاقى أعجاب النقاد والجمهور، ولكونه لحن (سداسي) من نوعية غنائية صنعانية انقرضت فأحببت أن أحيي الموروث، وأذكر عشاق الفن الصنعاني بهذا الطابع اللحني المميز، وتحدث عن الليل وسر العلاقة بينه وبين الليل، هلا باليل، وليله لوباقي ليلة، والليل مثل البحر فقال: الليل يعني الهدوء والرواق ويستطيع المرء إفراغ مكنونه الداخلي في ساعة صفاء، وأنه يفتخر بلحن قلبي مع الغيد لكونه بطابع كبار الفن الصنعاني وهنأه على اللحن الكثير من الرواد والنقاد.

وجاءت زيارته الثانية للمكلا في العام 2007م، وأحيأ حفلته الشهيرة في صالة جامعة حضرموت، وقدم مزيجاً من أغنياته القديمة والجديدة، وناجى فيها المكلا شوقاً وتلهفاً، وقدم لمدينة المكلا أغنية جديدة من كلمات د. سعيد الجريري بالإضافة إلى أغنية "ديرتي" وأغنية "نوب من جبحه" للراحل (حسين المحضار) وأين عهد الهوى أين ولى وتم تكريمه من محافظ حضرموت طه هاجر بدرع المحافظة وتوجيهات رئاسية بمنحه وسام الآداب والفنون.. تشبع بالموروث الحضرمي والخليجي والعربي، فقدم ألحاناً خالدة فأطلق عليه الراحل الموسيقار (عمار الشريعي) لقب سنباطي الخليج لألحانه المميزة ومسيقاه الراقية.. د. عبدالرب إدريس هو رائد الحداثة والألحان الشبابية في الجزيرة والخليج اصطدم مع عشاق الفن الحضرمي في بداياته اللحنية، وقال: لقد كنت فخوراً وأنا ألحن للفنان الراحل (محمد جمعة خان)، ويغني لحناً خاصاً وهو "مضنى وليس به حراك"، ومازلت حينها صغيراً وأعطاني ذلك دفعة قوية للأمام، وجاءت مرحلة الشاعر (عبدالله البقعي) وهو من أبناء محافظة لحج، ولحن وغنى له الكثير من الأغنيات وكانت ناجحة كلمات وألحاناً.

د. إدريس تستهويه الكلمة الجميلة، وليس الأسماء فلحن للعديد من الشعراء الشباب الذين أعجبته كلماتهم، وله ذكريات جميلة وجمة في مدينة العشاق (المكلا)، وبدأ حياته رياضياً لاعباً في فريق الشباب بالمكلا، لكن الفن كان مسيطراً على كل حواسه فترك الرياضة إلى الفن وركز كل جهده فنياً فأعطى بلا حدود وعانق المجد من أوسع أبوابه، فأسندت له تلحين أوبريت (الجنادرية) بالمملكة العربية، وأوبريت خليجي 20 في بلادنا، ومازال معيناً دفاقاً لا ينضب من الألحان والموسيقى الراقية .. عين مشرفاً على الفرقة الموسيقية السعودية بعد أن منحته المملكة الجنسية السعودية، ويعد علماً من أعلام الموسيقى العربية والخليجية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى