الحُب والسياسة!

>
* بدأت اليمن كأنها هي الكرة الأرضية، حاضرة في كل نشرات الأخبار، حتى في زمن استقرارها النسبي على عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح لم تأخذ اليمن كل هذه المساحة من التغطية الخبرية، وكونها بوابة العبور لما يسمى الملاحة الدولية، وطريق التجارة العالمية، وأن بين جنبيها كنزًا اسمه "سقطرى"، وكأن الحرب اكتشفت هذا البلد من جديد، وكأن العالم الذي قيل عنه متحضّر لا يعرف البلدان إلاّ إذا احتربت وتشظّت!

* وعليه يبدو أن الإعلام الخارجي يشجّع على الحروب ويفرد لها مساحة كبيرة من التغطية الإعلامية، بينما لا يفسح مجالاً للسلام في نشراته وتقاريره اليومية!
* كنا لا نسمع عن "سرت" الليبية على عهد الزعيم القذافي الحاكم المستبد الذي صنع استقراراً ونهوضاً في بلده، فلما خلعه الربيع العربي صارت أخبار سِرت تصمُّ الآذان ومعها أحلام أردوجان وآيا صوفيا والنائبة عبير التونسية وراشد الغنّوشي وسد النهضة.. ولدينا أيضا في اليمن آخر صرعات علي البخيتي وعاجل "المهرية" وتحرير "حديبو" والرئيس مهدي المشّاط!

* أيُّها السادة... إنّي لكم ناصح، سياسة بلا حُب لا تسفر عن نتيجة ولا تقدّم حلولا لمشكلات، لأن الحُب يدعو للقبول والرضاء والقناعة، يوطِّد رابطة الإخاء، يعطي مجالاً للتنازل والإيثار والعفو وخفض الجناح.
* أما الجلوس على موائد السياسة والقلوب مشحونة بالكراهية والأحقاد والضغائن والحيلة وما تدعوهم إليه تيك الحالة من التدابر والتآمر والاستئثار وحُب التسلُّط، فلا تصل إلى نتائج تصنع السلام وتُقرُّ عين الشعوب وتخلُص لاستقرار البلدان.

* سيظل اتفاق الرياض يراوح مكانه، والعالم والإقليم يتناوشان هذا البلد الذي مزّقته الحرب، وما أسهل أن يتقاذفنا القريب والغريب ويلعب بنا "الحاذق والأهبل" ونحن كنا البلد الميمون وأرض الجنتين والعربية السعيدة ووطن الحكمة والبلدة الطيبة وأصل العرب وعنوان حضارة العالم!
* الانتقالي والشرعية أنتما أمل هذا الشعب لإخراجه من محنته، اصطلحا يرحمكما الله "والصلح خير"، وتذكرا أنكما سوف تُسألان عما يحصل في هذا البلد يوم القيامة، يوم لا تنفع أموال ولا حقائب ولا عشيرة!

* أنا لا أعظُ الحوثي لأنه غريب العقيدة، بل نعظُ من نعتقد أنهم يخافون الله ويخشون عذابه ويرجون رحمته!
* توقّفوا إذن عن الخصومة وضعوا أيديكم في أيد بعض وافتحوا صفحة جديدة من الحُب والإخاء حتى يستقيم لكم أمر السياسة، وتصنعوا حلاً لمشكلة هذا البلد وتشرعوا في التصدي لمن يكيد لهذا البلد ويريد خرابه وتدميره ويسعى لحكمه بالغصب والقوة، بينما أنتم الأفضل والأجدر لقيادة البلد والحفاظ على أمنه واستقراره، ثم ليشقّ شمال الوطن وجنوبه بعد تحقيق السلام طريقهما كيف شاءا..

* فنسألكما بالله إلاّ اتفقتما، فقد بلغت القلوب الحناجر، والله المستعان!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى