الفقيد المناضل الجهوري مراحل مختلفة ومواقف ثابتة

> رحل واحد من أشجع وأنضج أبناء ردفان.
تعرفت على الفقيد المناضل الراحل هيثم محمد صالح الجهوري قبل 30 عاما في عام 1990م بعد الوحدة في صنعاء، بحكم عملنا مع بعض في وزارة الدفاع، وتواصلت اللقاءات وزادة بعد نشوب الأزمة والاغتيالات للكوادر الجنوبية العسكرية والحزبية في العاصمة صنعاء وتفرقنا بعض الوقت، وجمعت بيننا الأحداث مرَّةً أخرى في العاصمة الجنوبية عدن وهي الأيام التي سبقت حرب صيف 1994م.

وكما كانت مواقف الفقيد هيثم الجهوري ثابتة وواضحة أثناء الأزمة في صنعاء كانت كذلك هي نفس المواقف في عدن، وها هي الأيام والأحداث تجمعنا مع بعض أثناء حرب 1994م في ردفان الحبيلين وحبيل الريدة والعند.

وبعد أن سقط العند وجدت نفسي أنا والأخ العميد الجهوري والعميد الدكتور حسين عبدالله حسن والمجموعة التي كانت معي  محصورين بين العند والضالع التي سقطت بيد الاحتلال فتحرك الجهوري وحسين عبدالله ومن معهم باتجاه يافع، بينما نحن تحركنا باتجاه الجدعاء الأزارق جحاف في طريق وعرة وصعبة مشياً على الأقدام ومروراً بجبل المعفاري وصولا إلى جبل جحاف الذي كان حينها لم يسقط، وبعد أن فرقت بيننا أيام ما بعد 7 /7/ 1994م لكنها لم تدم طويلا، حتى جاء يوم 24 مارس 2007م التقينا مرة أخرى وزادت لقاءاتنا واجتماعاتنا بعد هذا اليوم العظيم كان ذلك بالضالع أو ردفان أو عدن وأماكن أخرى.

وكان  للذكرى 34 لثورة 14 أكتوبر 1963، 2007م حدث مهم حيث تمت محاولة اقتحام المنصة من قبل قوات الاحتلال بعد ضهر يوم 13 أكتوبر، وفي صباح هذا اليوم كنت على تواصل مع الفقيد وآخرين من ابناء ردفان وأكدت لهم أننا أعدينا لمسيرة ضخمة للمشاركة بهذه المناسبة تنطلق من مقر جمعية المتقاعدين المسرحين قسراً بالضالع إلى  الحبيلين صباح يوم 14 أكتوبر، وزاد من حماس الناس عند سماعهم نبأ الاقتحام وكان من بين الشهداء والجرحى الأخ هيثم الجهوري حيث أصيب بعدَّة  طلقات نارية.

ودار الزمن دورته والتقينا من جديد في مسيرات الحراك السلمي الجنوبي وظلَّت صداقتي وعلاقتي وتواصلي بالأخ الفقيد المناضل هيثم الجهوري لم تنقطع وخصوصاً مع أي أحداث أو مستجدات، وتعددت المراحل وتنوعت القضايا واختلفت الآراء وتباينت المواقف حول القضايا المطروحة، كان الثابت الذي لم يتغير هو موقف المناضل هيثم الجهوري صاحب المواقف والواضحة والصريحة مع كل مرحلة وفي كل وضع جديد أو مستجد.

بالطبع لا أستطيع أن أسرد كل المواقف والذكريات مع الفقيد فهي كثيرة ولكنني في الأخير لا أستطيع أن أنسى موقف تعرضنا له مع بعض كمين بنقطة الكبار قرب مدخل مدينة الضالع نحن وآخرين عندما منعوا دخولنا إلى المهرجان في ملعب الصمود ولكن مرينا رغم إشهار السلاح في وجوهنا وكان للأخ الجهوري موقف رجولي صلب وشجاع  لا يُنسى.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى