عودة الـ4 المختفين من أبناء عدن بعد 22 يوماً من المصير المجهول

> «الأيام» شاركت أسرهم فرحتهم كما شاركتهم حزنهم من قبل..

> متابعة/ وئام نجيب
بفرحة عامرة لا توصف فقدت على إثرها إحدى الأمهات وعيها استقبلت 4 أسر عدنية أبنائها المخفيين لِما يزيد عن ثلاثة أسابيع، وهناك ألعاب نارية وزغاريد وأهازيج وأغانٍ فرحةً بعودتهم.
22 يوماً من الاختفاء في ظروف غامضة عاش خلالها أهاليهم حياة غير مستقرة مشحونة بالقلق والتوتر، وعدم الاستقرار النفسي كما يقولون.

وبدت قصة معاناة هذه الأسر بعدما غادر أبناؤها الأربعة الشباب وهم: أحمد محمد أحمد بن إسحاق (21 عاماً)، يونس محمد أحمد زين (22 عاماً)، وعبدالله صالح بيزع (25 عاماً)، ومحمد وسام ( 19 عاماً) من حي الشيخ إسحاق الذي يسكنون فيه بمدينة المعلا في تاريخ 24 من الشهر الماضي، نحو مدينة المكلا في محافظة حضرموت تنقلاً بواسطة سيارات مواصلات لشراء سيارة لمحمد وسام، نوع سوناتا 2013 لون كحلي، غير أنه فقد الاتصال بهم عندما كانوا في طريق عودتهم من مدينة المكلا إلى عدن.

استقبال باهر
وسط زغاريد النساء والأطفال والفرحة العامرة من الجميع استقبل عصر أمس الأول أهالي حي الشيخ إسحاق في مدينة المعلا الأربعةَ الشبان بعد أن فقدوا الأمل بعوتهم.
«الأيام» شاركت هذه الأسر فرحتها كما شاركتها حزنها من قبل، وما بين الزيارة والأولى والأخيرة تشابه واختلاف أيضاً.

ففي الأولى كانت الأجواء حينها ممطرة، وكذا في الثانية غير أن الأجواء النفسية مختلفة تماماً ولا تشابه بين أجواء الحزن بسبب اختفاء حبيب وفلذ كبد في ظروف غامضة وعودتهم إلى أهلهم سالمين غانمين.

فرحة لا توصف
وأكدت أسر الشباب في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» أن فرحتهم بعودة أبنائهم إليهم سالمين غانمين لا توصف.
وقالوا: عشنا تجربة مريرة لا تنسى، بل لم نكن نعرف طريقاً للنوم وعشنا على أعصابنا، وبكت قلوبنا قبل أعيننا، وعند رؤيتنا لهم سالمين تبّدلت أحوالنا للأفضل وارتاحت أنفسنا، وأيقنا أن في هذا العام سيحل علينا عيدان بعد أن كنا نخشى أن نستقبل عيد الأضحى المبارك بمشاعر الألم والفقد".

 وقد تعددت ردود أفعال الآباء والأمهات، فوالدة يونس فقدت وعيها عندما علمت بأن ابنها في طريق العودة إليها، ولم تفق إلا وفلذة كبدها بجانبها، فيما استقبلهم الأهالي برمي النقود وقطع من الحلويات عليهم، بالإضافة إلى ذبح عجل لسلامة وصولهم.
وأوضح أهالي الشبان أنهم تفاجؤوا عند عودة أبنائهم بتحول حيهم إلى أشبه ما يكون بقاعة عرس امتلت بأصوات الزغاريد والطبل والرقص مع عمل حناء للشباب.

وقدموا في السياق جزيل الشكر والامتنان لكل من أسهم وتفاعل معهم وعاش ألمهم فيما مضى، وشاركهم بعودة فذات أكبادهم إليهم سالمين.
كما توجهوا بشكر خاص لصحيفة «الأيام» بالقول: لقد تفاعلت معنا وحرصت على مشاركتنا بالحزن والفرح، مضيفين: ربي أكمل فرحتنا، وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن تسبب بوجع قلوبنا.

"جن جنوني برؤيته"
تقول أم الشاب أحمد إسحاق التي تبدل حالها كلياً عمّا كانت عليه خلال زيارة «الأيام» السابقة، وهي شاردة الذهن وقليلة الحديث جراء اختفاء ولدها: "استبشرت بعودة فلذة كبدي بحلم رأيته أثناء منامي قبل يوم من عودته بمعية أصدقائه، وكان الحلم عبارة عن حفلة زواج، وفي عصر اليوم التالي اتصل بي ولدي أحمد، وقال لي نحن قادمون إلى عدن"، لم أستوعب ما سمعته.. جن جنوني، وتلهفت برؤيته أمامي واحتضنته لأطفأ نار حرقة قلبي، ومع قٌبيل آذان المغرب تكحلت عينان برؤيته أمامي، وعلى مدى الليل والنهار نحن نستقبل زيارات الأهل والأقارب وأصحابه، بالإضافة إلى الاتصالات الهاتفية، وحتى وقت متأخر من الليل استبشرنا بسلامة وصوله إلينا".

وأوضح أهالي الشبان في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» أنهم لم يعرفوا بعد سبب الاختفاء، مضيفين: ولا نود الدخول في التفاصيل، ويكفينا وصول أبنائنا إلينا سالمين".

تجربة صعبة
وقال الأربعة الشبان في أحاديث لـ«الأيام»: "سعادتنا برؤية أهالينا عامرة، ولا نستطيع وصفها بعد أن عشنا تجربة صعبة تجاوزناها بفضل الله سبحانه وتعالى، وبدعاء الأمهات اللاتي رفعن أيديهن إلى السماء، وهي الأدعية التي لم يردها الله خائبة.
وأضافوا: أصعب 22 يوماً مرت في حياتنا تعلمنا خلالها أشياء كثيرة، كما لمسنا فيها محبة أبناء مدينتنا، ومدى فرحتهم عند وصولنا بسلامة الله وحفظة".

ولاقت عملية الاختفاء التي تعرض لها هؤلاء الشباب تعاطفاً كبيراً من قِبل أبناء المدينة، كما أثارت ضجة واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما حول قصتهم إلى قضية رأي عام.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى