تشويه الإسلام من قبل المتأسلمين

> دأب المتأسلمون على نحر وتشويه الإسلام من داخله، وذلك عن طريق الغلو والتطرف والتنطع، وديننا الإسلامي دين الوسطية والاعتدال والمحبة، وحفظ حقوق الآخرين ولا سيما الديانات الثلاث، ولكن هناك من يزعم أنه في خدمة الإسلام، وهو في جوهر الأمر يضر بالإسلام والمسلمين بفتح باب التعدي على حقوق المختلفين عقائدياً.
ففي الوقت الذي تنهض فيه حملات ضد إسرائيل الصهيونية من داخل الغرب المسيحي ضد الاعتداء ومحاولة ضم أراضي الضفة، وتتفاعل وتدعم حقوق أهلنا الفلسطينيين، ومنهم ملك وملكة السويد، في هذا التوقيت نجد السلطان التركي الحالم بالخلافة المزعومة.

كنيسة (آيا صوفيا) كنيسة قديمة من عهد الإمبراطورية الرومانية، واسمها يعني (الحكمة الإلهية)، أو (الحكمة المقدسة)، ولقد استغرق بناؤها خمسة أعوام، وسميت في البداية (ميغالي أكلسيا)، أي الكنيسة الكبيرة، وبعد القرن الخامس سميت بـ(هاغيا صوفيا)، أي مكان الحكمة المقدسة، وهذا هو معنى (آيا صوفيا).
وكما سبق نجد السلطان المزعوم يرتكب عملا في ظاهره خدمة الإسلام ولكن بباطنه فتح باب العداء والاعتداء على حقوق الآخرين، كفل ديننا الحنيف حمايتها والحفاظ عليها لأهل تلك الديانة، ولنا في الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدوة حسنة حينما كتب عهدته العمرية لأهالي القدس (إيليا)، ومما جاء في هذه العهدة العمرية:
هذا ما أعطى عبدالله، عمر أمير المؤمنين، أهل إيليا (القدس) من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، إنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم.

والعهدة طويلة فصلت حقوق النصارى وحفظتها لهم بضمانة الإسلام والخليفة المسلم العادل.
نكتفي بأهم ما جاء في العهدة العمرية، وهي سنة متبعة، وكان حريا بالسلطان المزعوم أردوجان أن يقتدي بها ولا يعتدي، ولكن المتأسلمين هم هكذا إنما يخدمون الأعداء من داخلنا ومن وسطنا وذلك حتى يعطوا الضوء الأخضر للصهيونية غدا ببناء الهيكل المزعوم بديلا من المسجد الأقصى، هذه هي حقيقة السلطان المغرور والحالم بالأمجاد التي ليس له فيها نصيب، فهو ربما من أحفاد يهود الدونمة في تركيا.

هذه الأعمال تخلق عداء جديدا بين الغرب المسيحي والدول الإسلامية، ولن يتضرر سوى العرب في فلسطين والأردن والشام من مثل هكذا نزق وتنطع، وحاشا لديننا الإسلامي السمح والحنيف أن يبارك مثل هذه الأعمال.
تحية لكل من تعاطف ضد القرار المزعم لشذاذ الآفاق من الصهاينة الذي يريدون به ضم أراضي الضفة إلى كيانهم الإرهابي، وتحية خاصة للسويد مملكة ومليكا وملكة، على تضامنهم مع شعب فلسطين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى