آخر كلام .. لودر عاصمة الشرعية !!

> سبحان الله الدائم وحده، الذي لا يحول ولا يزول، وهو الثابت من الأزل، وغيره من الخلق ضعيف، وإن وسوست له  نفسه الأمارة بالسوء، وظن أنه الذكي والسياسي البارع، وكان فيما مضى لا يعترف ولا يقر بالتظاهر، واليوم لجأ صاغرا لا منتصرا للشارع الذي ظل سنينا يمقته ويرفض حقيقته.
الشرعية الإخونجية كانت ذات يوم عاصمتها صنعاء، وبحسبة وضيعة أضاعتها، ثم أتيحت لها فرصة أخرى لتكون عدن عاصمتها المؤقتة حتى تسترد العاصمة التي فرطت بها، ولكنها كانت شرعية مخترقة، يسيطر عليها تنظيم الإخوان الذي يتماهى ويتفق مع الحوثة من خلال رعاتهما في تركيا وإيران، لذلك عمدت إلى تخريب عدن وتسليمها للقاعدة وداعش لفترة من الزمن، ولكن وبفضل الخيرين والأمارات  تم تحريرها، ومنحت الفرصة للشرعية المخترقة مرة أخرى للبقاء فيها، ولكنها عمدت إلى شن معارك جانبية ضد الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، وأبت أن تسمح لهما بالشراكة في إدارة أمور الشرعية حتى تحرير العاصمة، بل ظلت تقصي الجنوبيين ومن يؤمن بقضية الجنوب، وفي الأخير طفح الكيل وأصبحت بلا عاصمة نهائيا.

وبعد أن أقام الجنوب أعراسه الحقيقية في حديبو والمكلا والمهرة، وهي عواصم المحافظات الثلاث ذات الأهمية الاستراتيجية للقضية الجنوبية، فأوصلت تلك الأعراس الرسائل البليغة والمؤثرة، وهي أن الأرض تتحدث جنوبا جديدا وفيدراليا (فيدرالية جنوبية لا علاقة لها بالجمهورية اليمنية)
لكن الشرعية المخترقة التي تعيش أيامها الأخيرة، تذكرت إنها لديها الكثير من الأموال المنهوبة، وتذكرت إن هناك بطون خاوية، فرمت بأموالها إلى مدينة لودر، ولكن بعد أن استدعت الجهات ذات المصلحة في دثينة التي تجيد العمل السياسي، استدعت قبل تلك التظاهرة الشيخ وليد الفضلي (رغم إن شيخ مشايخ آل فضل هو الشيخ طارق الفضلي) ولأن الشيخ طارق قد ارتبط ذات نهار بالحراك، وقدم الشهداء لقضية الجنوب أمام منزله، صعب عليهم استقطابه.

الاستدعاء إلى دثينة للشيخ وليد لم يكن صدفة، وإنما هو مرتب له، وتم رمي الكرة الشراب إلى مدينة لودر، وتم جلب الناس إلى موقع سوق الأغنام في أحد شوارع لودر الحديثة.
المال السياسي لم ولن يستطيع أن يغير من جنوبية لودر، وهي التي كسرت شوكة القاعدة وأحبطت قيام الإمارة الداعشية من البيضاء حتى زنجبار وجعار في 2011 م.

ولودر هي التي حافظت على شعلة الحراك لمدة عامين من 2009م إلى 2011م حينما اعتقلت كل قيادات الحراك الجنوبي، وتوقفت جميع الساحات في الجنوب، وفقط ظلت ساحة لودر هي من تحمل القضية لعامين، وكانت تستضيف القيادات التي لم يتم اعتقالها، وتأتي سرا إلى لودر لتشارك وتغادر سرا بحماية وتهريب من أبناء لودر لتلك القيادات.

الشرعية وتظاهرة آخر الوقت بعد أن توصلت الأطراف إلى حلحلة تنفيذ الاتفاق والوفاق، وهم الآن على عتبة الإعلان عن ذلك قبل عيد الأضحى المبارك، الشرعية المتهالكة والمخترقة بعد إن فقدت عاصمتين الرئيسة والمؤقتة، أصبحت، بعد تظاهرة لودر، كأنها قد استقر بها المطاف في ضواحي لودر لتكون عاصمتها الثالثة، وهي تقريبا كشرعية إخونجية، ستتزحزح رويدا رويدا حتى تصل عاصمتها الحقيقية التي ستكون كذلك  مؤقتة، وهي في البيضاء حيث تتمركز قيادات القاعدة وداعش، وجوار مأرب. ذاك هو موقعها الحقيقي، ولن يفلح جرها للشر وللفتنة إلى لودر، فلودر لا تشترى، ولاتباع، وهي وفية لشهداء الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية.

من يتحدث عن الائتلاف أو الاعتلاف الأمر سيان , فلا وجود لشيء اسمه الجنوب في أجندة الائتلاف أو الاعتلاف، فهو مع الوحدة أو الموت، والكلام فاقد لمصداقيته من قبلهم، فالحوثي  مسيطر على الشمال، وهم إنما يبحثون عن وطن بديل يقسمونه ويشرذمونه؛ لكي تظل لهم اليد الطولى في تقاسم ثرواته لا غير.
من ترك عاصمته، وخرج متخفيا، وخرج أيضا بسبب حروبه القذرة ضد الجنوب من عدن لن يجد في لودر موطئ قدم التي لم يقدم لها طوال فترته شيئا, حتى إنه لم يحافظ على ما قام ببنائه المحافظ الأسبق المناضل محمد علي أحمد، وهي كهرباء المنطقة الوسطى، فلودر التي أراد الاعتلاف اتخاذها عاصمة شرعية تعيش في ظلام، وتم تدمير ما حققه الأبطال السابقون، وكل ذلك بفضل هؤلاء المتشرعنين لا سواهم من دمر هذه المنطقة، ولأنهم كذلك، لن تقبلهم تلك التربة الأبية.

لودر جنوبية جنوبية وستظل كذلك برغم الفهلوة والاحتيال.
تحية لأبطال لودر الذين خرجوا بمسيرة مضادة في ساحة لودر ساحة الحرية الرسمية؛ لتأبين ثلاثة من رموز الحراك والمقاومة الجنوبية، ورغم أن الوقت ضيق إلا أنها قد أدت الواجب، وواصلت رسالتها للمستأجرين تحت عنوان مخادع وهو التعددية الزائفة.
الوطن الذي لم يستردد قراره السيادي كاملا حتى الآن ليس بحاجة للتعدد الزائف. التعدد يأتي بعد استعادة الوطن والقرار السيادي.

الاختلاف لا يبرر طعن الوطن والقضية، مهما كانت الأخطاء التي ننتقدها، ولكن ليس بطعن الوطن وإعادة تسليمه لباب اليمن.
اختلفوا كيفما أردتم، لكن الطعن في الظهر ليس من الاختلاف البتة، وليس من التعددية مهما تغنى قصيرو النظر  بذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى