خطر يهدد 10 آلاف عسكري أمريكي في قطر

> تتعدد الحوادث وتتراكم الحقائق المدعومة بالوثائق حول صلات قطر بالتنظيمات، المصنفة على قوائم الإرهاب، وكذا دعمها للأنشطة المسلحة والتخريبية؛ إذ تتباين المعلومات والمقاربات فيما يتصل بحجم الدور الذي تؤديه لجهة الجماعات المتشددة والراديكالية، في أفريقيا كما في بلدان عربية وأوروبية، وذلك على مستوى المال، وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي، فتحاصرها، بين الحين والآخر، وعبر تقارير رسمية، وأخرى صحفية وحقوقية، معلومات تميط اللثام عن تورط الدوحة المباشر في تمويل أنشطة إرهابية، كما هو الحال، في أيار (مايو) الماضي، بعد إطلاق سراح موظفة الإغاثة الإيطالية، سيلفيا رومانو، المختطفة من قبل جماعة على صلة بحركة "الشباب" الصومالية، التابعة لتنظيم القاعدة، بواسطة الدوحة.

قطر ومؤسسات دعم الإرهاب
وفي لقاء مع قناة "العربية"، كشف المدير السابق لوكالة الاستخبارات الصومالية، عبد الله محمد علي، أنّ قطر توفر لحركة الشباب الآليات المختلفة في سبيل الحصول على التمويل، وذلك عبر تنسيق عملية الحصول على الفدية بمجرد اختطاف الرهائين الغربيين، لإطلاق سراحهم، مثلما حدث في حالة "رومانو".

وتتنقل الدوحة بين التنظيمات الإسلامية المتشددة، السنية والشيعية، حسبما تشير تقارير رسمية صادرة عن أعضاء في الكونغرس الأمريكي، والتي أفصحت عن "قلقها باتجاه دعم قطر، العلني وغير العلني، للجماعات الإسلامية التي تستهدف أمريكا وحلفاءها"، وخاصة، منذ العام 2014؛ حيث نشطت في دعم جبهة النصرة في سوريا، مثلاً.

كما سبق وتقدم أحد الرهائن الغربيين، وجنسيته أمريكية، بتقديم دعوى قضائية في نيويورك، ضد بنك قطر الإسلامي، بعدما أفرجت عنه جبهة النصرة في سوريا، واتهامه بتمويل الإرهاب، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن فري بيكون"، في حزيران (يونيو) الماضي. وقد كشف جورج مالبرونو، الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أنّ الدوحة قدمت أكثر من 100 مليون دولار للإرهابيين كفدية، بينما في العام 2014، اتهم وزير التنمية الألماني، جيرد مولر، قطر بتمويل العناصر الإرهابية في تنظيم داعش.

أدلة على تورط قطر
وبحسب لوري بوغارت، الباحث في معهد واشنطن، فإنّ الولايات المتحدة ترى في الدوحة بؤرة لتمويل الإرهاب، وذلك بالدرجة التي استدعت وصفها بأنها "بيئة متساهلة مع تمويل الجماعات الإرهابية"، وهو ما يتفق وتصريح سابق للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي طالب الدوحة، في العام 2017، بضرورة وقف تمويل الإرهاب، وقال: "دولة قطر، للأسف، لها تاريخ من تمويل الإرهاب على مستوى عالٍ جداً".

وفي هذا السياق، لا يعد جديداً ما كشفت عنه، مؤخراً، قناة "فوكس نيوز" الأمريكية بخصوص تمويل قطر حزب الله بالأسلحة، إنما يعيد بعث وإحياء قضية تورطها في دعم الإرهاب المتواصل، والتي تتكشف معها فصول جديدة، على أكثر من جبهة.

فالنظام القطري، كما تتهمه تقارير صحفية مرموقة، موّل شحنات أسلحة لتنظيم حزب الله اللبناني، ما يعرّض نحو 10 آلاف عسكري أمريكي في قطر لخطر داهم، بحسب القناة الأمريكية، التي حصلت على وثائق، تمكن المحقق الأمني ​​الخاص، جيسون جي (اسم مستعار)، من الحصول عليها؛ إذ استطاع الوصول لتفاصيل شراء الأسلحة في قطر، بواسطة "أحد أفراد العائلة المالكة"، بينما سمح الأخير بتسليم عتاد عسكري لتنظيم حزب الله اللبناني، ووثق الملف الذي قدمه المحقق الأمني، الدور الذي تؤديه أطراف داخل الأسرة المالكة في الدوحة، منذ العام 2017، لجهة تمويل الإرهاب.

سياسة جديدة لمواجهة الدوحة
ويشير الملف الوثائقي الذي نشرته القناة الأمريكية، أنّ سفير قطر لدى بلجيكا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، عبد الرحمن بن محمد الخليفي، قد دفع 750 ألف يورو لجيسون جي، لمحاولة إقناعه والضغط عليه لإخفاء دور النظام القطري في دعم وتمويل حزب الله بالمال والسلاح.

بيد أنّ المحقق الأمني والذي عمد إلى استخدام اسم غير حقيقي، خشية من بطش الحكومة القطرية، قال إنّ هدفه "وقف تمويل قطر للمتطرفين". بيد أنه ذكر وجود "جمعيتين خيريتين قطريتين قدمتا المال لحزب الله في بيروت تحت ستار الغذاء والدواء، وهما "جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني، ومؤسسة التعليم فوق الجميع".

وإلى ذلك، انطلقت عدة تصريحات من سياسيين وبرلمانيين أوروبيين، يطالبون بوضع سياسات جادة لعزل قطر عن دعم الإرهاب، حيث قالت البرلمانية الفرنسية، ناتالي جويليه، والتي قادت لجنة تحقيق بشأن الشبكات المتطرفة في أوروبا: "ينبغي أن تكون لدينا سياسة أوروبية فيما يتعلق بقطر، وأن نحذر، بشكل خاص من قضية تمويلها للإرهاب".

وتابعت: "وفي غضون ذلك يجب على بلجيكا أن تطلب من الاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق وتجميد الحسابات المصرفية القطرية"، كما شددت على ضرورة "تبني سياسة عامة لمنع تمويل الإرهاب، بخاصة من قبل دول مثل قطر أو تركيا".

 ومن جانبه، أوضح عضو البرلمان البريطاني، أيان بايسلي جونيور، أنّ سلوك قطر يعتبر "مشيناً"، حسب وصفه، وطالب الحكومتين البريطانية والبلجيكية أن "تتصرف بحزم" تجاه نشاط قطر في دعم الإرهاب، مضيفاً: "هذه الاتهامات خطيرة جداً، لا سيما أنّ الخليفي سفير الدوحة في حلف الأطلسي، وبالتالي، يجب التحقيق في الأمر واتخاذ الإجراءات المناسبة".

كما قال إفرايم زوروف، أحد أعضاء منظمة حقوق الإنسان الأمريكية، إنّ دور قطر في تمويل الإرهابيين في حزب الله "يتطلب اتخاذ إجراءات فورية ضد المتورطين وطرد فوري للسفير القطري" في بلجيكا.

وتعليقاً على هذه التفاصيل، يقول الباحث في العلوم السياسية، الدكتور هاني قربة، إنّ دور قطر في دعم الإرهاب ليس جديداً، سواء على مستوى ما كشفت عنه الجهات الرسمية في الدوائر الغربية، من جهة، أو ما أوضحته تقارير ووثائق حصل عليها صحفيون، تحديداً بالغرب، بينت صلاتهم بالتنظيمات المتطرفة؛ حيث سبق ونشر الصحافي الأمريكي، ماثيو شراير، وثائق عديدة تبرز دعم النظام القطري للمليشيات الإرهابية في إدلب، ومن بينها أحرار الشام، والتنظيمات التابعة للقاعدة، إضافة إلى نقل الأموال لها عبر البنك الإسلامي القطري، ما عرّضه للخطف والاحتجاز قبل إطلاق سراحه، في العام 2012.

ويضيف قربة لـ"حفريات": "ثمة إستراتيجية إقليمية لدى قطر باتجاه مواصلة سياسة دعم الإرهاب بالمنطقة، كما أنها تُعد أحد أدوات إيران بالإقليم، وكذا صرافها المالي لضخ الأموال، بهدف تجنيد المرتزقة وتقديم السلاح لهم، كما ظهر في اليمن بيد الحوثيين، وكذلك حزب الله اللبناني، ومؤخراً في ليبيا".

 وشدّد الباحث في العلوم السياسية على أنّ "الوثائق التي كشفت عنها قوات سوريا الديمقراطية بعد القضاء على مناطق سيطرة داعش تبين الصلات المباشرة بين الدوحة والتنظيم الإرهابي".
كريم شفيق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى