إسرائيل وحزب الله وتفجير لبنان! (2)

> المحامي إدوار حشوة

> 1- إيران بسبب صعوبة ومخاطر نقل الصواريخ إلى دولتها في جنوب لبنان قررت العمل على استبدال نقل الصواريخ  بتصنيعها داخل لبنان بمعونة وخبرات إيرانية !.
٢- أهم خطوة في هذا الاتجاه هي  نقل نترات الأمونيوم  المادة الأساس في صناعة الصواريخ من أهم مصادر إنتاجها في جورجيا !

٣- تم شراء الشحنة (٢٧٥٠طن) ونقلت بواسطة سفينة اسمها (Rhodes) على أنها متوجهة إلى موزمبيق، وبقي حتى الآن اسم المشتري من جورجيا واسم المرسلة إليه في موزمبيق سرًا حتى الآن!
٤- وصلت السفينة إلى بيروت وادعت وجود العطل فيها كذبًا، فتوقفت، ثم تم افتعال إشكال قضائي متفق عليه بين دائنين ادعيا الخلاف أمام قاضي الأمور المستعجلة؛ لاتخاذ قرار بوقف سفر السفينة!

٥- القاضي هو حلقة السر في القضية، ومهمته إقرار نقل البضاعة إلى المرفأ بحجة أن وجودها مدة المحاكمة تشكل خطرا على السفينة! هذا القاضي إما أنه من جماعة حزب الله أو أنه مرتشٍ!
٦- القاضي بدلًا من أن يسفر السفينة إلى موزمبيق سمح للطاقم بمغادرة السفينة، ثم، في مرحلة لاحقة، سمح للسفينة بالسفر بعد تسوية مفتعلة للخلاف بحجة أن العطل قد تم إصلاحه!
٧- قرار القاضي بنقل الأمونيوم إلى مستودعات في المرفأ رقمه٤٢٩ بتاريخ ٢٧/٤/٢٠١٤م وموجه إلى مدير المرفأ!

تم النقل إلى مستودعات خاصة بحزب الله يخزن فيها الأسلحة والكيماويات والمتفجرات، وكان فيها كميات بسيطة من الأمونيوم سابقا فأودعت الشحنة الكبيرة في مستودع يدعى العنبر ١٢.
جميع هذه المستودعات تحت سيطرة حزب الله، ومحروسة منه، ولا يقربها الجمارك ولا أمن دولة ولا أمن عام، ولا جيش، وتدخل المواد إليها، وتخرج، بأمر حزب الله، عبر بوابة خاصة تدعى "بوابة فاطمة" معروفة، لا تخضع لإدارة المرفأ، وهي شبيهة بالمعابر الخاصة بحزب الله على الحدود مع سورية!
٨- مدير المرفأ (بدر ضاهر) أرسل إلى قاضي الأمور المستعجلة محتجا على  نقل المواد وبقاءها، منوها بخطرها في عدة كتب:
في ٥/١٢/٢٠١٤
في ٢٠/٦/٢٠١٥
في ١٣/١٠/٢٠١٦
في١٩/٧/٢٠١٧
في٢٨/١٢/٢٠١٧
وطلب إما تسليمها للجيش أو بيعها لشركة خاصة، تبيعها للخارج، ولكن القاضي لم يرد!

٩- هذه المستودعات التي تحتوي أسلحة قادمة من إيران ومن أسواق التهريب تستعمل لتغذية عناصر حزب الله العاملة في أي مكان على الشكل التالي:
- نترات الأمونيوم  لمعامل صناعة الصواريخ المتعددة في لبنان
- قسم إلى مجموعات حزب الله في اليمن والعراق وسورية وغيرها!
- استعمل الحزب نترات الأمونيوم من مستودعاته في مقتل الحريري بكمية ٢،٥ طن عام ٢٠٠٥
- استعمل نترات الأمونيوم في الكويت عام ٢٠١٥ عبر خلية العبدلي بكمية ٥٠٠ كغ وكشفت.

- إلى قبرص عام ٢٠١٢ بكمية ٨،٢ طن وكشفت.
- إلى بريطانيا عام ٢٠١٥ بكمية ٣ طن وكشفت.
- إلى بوليفيا عام ٢٠١٧ بكمية ٢،٥ طن وكشفت.
- إلى ألمانيا عام ٢٠٢٠  واكتشفت في مايو الماضي.

كل ذلك يدل على وجود نترات الأمونيوم في مستودعات حزب الله في المرفأ قبل وبعد الشحنة الكبرى!
١٠- إسرائيل على علم بوجود مستودعات لحزب الله وتراقب وصول الأسلحة وتخزينها بالقمر الصناعي الدائم فوق لبنان.
خلال فترة السلام الواقعي المبرم مع حزب الله، لم  تتعرض المستودعات لأي هجوم وتغاضت إسرائيل عن دخول حزب الله إلى سورية وحركته عبر المعابر الخاصة به.
١١- بعد القرار الأميركي  بطرد إيران من سورية، استهدفت إسرائيل التجمعات المشتركة لقوات الحرس الإيراني وحزب الله والنظام في سورية، ولم تتعرض لحزب الله في لبنان؛ احترامًا منها لاتفاق الحدود مع حزب الله.

١٢- عندما اكتشفت إسرائيل مخططا إيرانيا مع حزب الله للقيام بعمليات من لبنان، وبعد أن أرسل حزب الله مجموعة من ٤ مقاتلين اخترقت الحدود بأمر من خلية حزب الله غرب القنيطرة، كان ذلك  بداية التحرك الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان، فقامت إسرائيل بقتل الخلية الآمرة بغارة عليها غرب القنيطرة.
١٣- وصلت إلى مرفأ بيروت سفينة أفرغت شحنة من الأسلحة في العنبر رقم ٥، فقامت إسرائيل بالإغارة على العنبر ودمرته، مع أن العنبر رقم ١٢ كان بعيدا نسبيا، لكن نترات الأمونيوم انفجرت إما بسبب ماس كهربائي أو بإشعال نار مقصود أو بسبب حرارة شديدة؛ لذلك نشر الانفجار الناجم عن الغارة شظايا وحرارة شديدة تسببت في انفجار مستودع نترات الأمونيوم!

أهم شهادة على هذا هو ما ورد من السيدة نائلة تويني التي يطل مكتبها في جريدة النهار على المرفأ، وقالت هي ومن معها من أسرة التحرير: "سمعنا أزيز طائرات فخرجنا إلى الشرفة نستطلع، وفجأة رأينا وسمعنا الانفجار الأول الذي نشر غيمة سوداء، فدخلنا، فكان الانفجار الهائل بعد أقل من دقيقة، ونشر غمامة صفراء أو برتقالية، وانتشرت روائح مواد كيماوية!".

١٤- فور الانفجار، دفع حزب الله بعناصر من جيشه إلى مكان الانفجار، ومنعوا أي مسؤول لبناني أمني أو عسكري من الاقتراب من محيط العنبر ٥ و١٢ وغيره، وكل من زار المكان كان على مسافة من قلب مكان الانفجار، وشوهدت شاحنات تنقل مواد وتعبر خارجة من معبر فاطمة!
١٥- كانت إسرائيل تهدف من الإغارة إلى إرسال رسالة قوية لحزب الله تحذره من خرق الاتفاق، ولم تتقصد العنبر ١٢ أو لم تتوقع انفجاره بفعل الحرارة؛ لذلك صمتت ولم تعلن مسؤوليتها بسبب الشهداء والدمار الهائل!
الحكومة اللبنانية أول ما ادعته أن الأمر لا يعدو انفجار مفرقعات ألعاب مخزنة !

لا إسرائيل اعترفت، ولا الحكومة ولا حزب الله  اتهما إسرائيل في رسالة مضادة  تعني أن حزب الله لا يريد الرد، ولا اختراق اتفاق السلام !
وحده شعب لبنان دفع ثمن هذا الصراع على أرضه بسبب وجود جيش فارسي يملك قرار الحرب والسلام.

وتحول رئيس  الجمهورية إلى ديكور وعبد المطيع، ومجلس النواب إلى زريبة من المنافقين المتسولين على أبواب مكاتب حزب الله !
المتوقع تظاهرات كاسحة تسقط الحكومة، وتدعم حياد لبنان حلا صار له بعد هذه المجزرة أنصار في أميركا وأوروبا!

مقتل الحريري الذي عمر لبنان أخرج سورية من لبنان، فهل تدمير ما عمره الحريري بالأمس سيخرج الدولة الفارسية من جنوب لبنان؟
هذا هو السؤال​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى