عودة بهجة العيد إلى واجهة أبين بعد عقود من الخراب

> تقرير/ عبدالله الظبي

> يبحث الناس عن مساحات للفرح للتنزه والاستمتاع بجمال الطبيعة هم وأطفالهم في المناسبات والأعياد، وفي  محافظة أبين التي تعاني منذ عقود وفقدت متنفساتها وتضررت كثيرا لجأ الكثير من أبناء المحافظة لزيارة ساحة الشهداء بمدينة زنجبار بمحافظة أبين التي عادت مؤخرا إلى الواجهة مجددا عقب غياب دام أكثر من 4 عقود.
ساحة الشهداء التي تأسست في الثمانينات وكانت واجهة للحياة المدنية المترفة في الجنوب عموما ومحافظة أبين على وجه الخصوص أعادت السلطة المحلية بمحافظة أبين عملية تأهيل أجزاء منها وتوفير الألعاب الخاصة بالأطفال التي ساهمت في عودة الحياة إلى الساحة وعودة العائلات وإصباغ المكان بجو من البهجة والفرح.

صحيفة «الأيام»" زارت ساحة الشهداء والتقت العديد من المواطنين والمعنيين وشاركتهم أجواء الفرح، وفي البداية  التقت مديرة الساحة انتباه عبدالله سيلان التي تحدثت للصحيفة بقولها: "ساحة الشهداء تعتبر منتزها لا يقتصر لأبناء محافظة أبين فقط وإنما لكل المواطنين القادمين من المحافظات الأخرى، وهي واجهة محافظة أبين".

"ما أحوجنا للاستماع إلى أرواحنا"
وأضافت سيلان: "تعرضت الساحة لتدمير كبير نتيجة الحروب والصراعات التي مرت بها المحافظة، لكن في الفترة الأخيرة التفتت إليها قيادة السلطة المحلية لانتشالها من الوضع الذي هي فيه".
وتابعت: "كلف محافظ المحافظة إدارة الساحة في شهر فبراير 2020م بإعادة ترتيب الساحة، ومع الجهود الحثيثة وجدت دعما ومساندة من مستشار المحافظ عبدالناصر اليزيدي، وتتم حاليا إعادة تأهيل المحلات التي تدمرت وأول حاجة قمنا بجلبها هي ألعاب الأطفال".

وأضافت: "أيضا مدير عام مكتب صندوق النظافة ساهم معنا بتقديم بعض الألعاب وبالدعم المباشر في كل وقت طبعا من قبل محافظ المحافظة بدءا بهذه الألعاب البسيطة، وعبر صحيفة «الأيام» التي هي لسان حال المواطنين نطالب المنظمات الدولية والمحلية ورجال الأعمال بزيارة الساحة ومدها بالتجهيزات والاحتياجات التي تمكنها من العودة إلى سابق مجدها، وعلينا أن نحافظ على الساحة ونقف صفا واحدا لعودة أبين إلى سابق عهدها، فما أحوج أطفالنا للعب، وما أحوجنا إلى الساحة وغيرها من المتنفسات لنستمع إلى أرواحنا بدلا من سماع أصوات القصف والرصاص والأخبار المحزنة".

فرح بعد سنوات من الخراب
من جهتها قالت أم عبدالله: "بصراحة شعوري لا يوصف كأي مواطنة من أبناء محافظة أبين، لكون ساحة الشهداء تمثل شيئا كبيرا بالنسبة لنا، وأصبحت منتزها ترفيهيا يجمعنا بعد سنين طويلة عصيبة مرت بها المحافظة بدءا من حرب جماعة أنصار الشريعة في العام 2011م، وبعدها حرب مليشيا الحوثي".
وتابعت حديثها للصحيفة: "اليوم نلاحظ البهجة والسرور في وجوه أطفالنا، ونرى الأسر تعود وتتجمع في هذا المكان وتحس فيه براحة نفسية بوجود الألعاب، وهذا شيء جميل جدا، ونتمنى من الجهات المعنية في السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ أبوبكر حسين سالم تطوير الساحة في الأشهر القادمة، لكي تصبح أفضل منتزه على مستوى المحافظة والمحافظات المجاورة".

"أعادت البهجة والسرور"
من جانبه قال المواطن نايف عمير: "إعادة ترميم وتأهيل جزء من ساحة الشهداء أعاد للناس الروح والبهجة والسرور بالرغم من عدم وجود مكان في أبين يتنزهون فيه ويترفهون نتيجة الأوضاع والمحن وظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها المحافظة والمحافظات المجاورة، ونراها نحن المواطنين شيئا كبيرا أعاد لنا ذكريات جميلة".
وأضاف: "أول حاجة نتوجه بالشكر لكل من ساهم وساعد في إعادة ترميم وتأهيل ساحة الشهداء، ونطالب الجهات المعنية والسلطة المحلية في المحافظة بعمل المزيد، من أجل تكون هناك الكثير من الخدمات في الساحة ويستفيد منها المواطنون داخل الساحة".

المواطن أحمد مسعود قال لـ«الأيام»: "كانت ساحة الشهداء في الثمانينيات من أفضل الأماكن السياحية على مستوى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، تمثل واجهة المحافظة في السابقة وكانت قبلة للزوار والسواح من كل المحافظات الجنوبية، ولكن نتيجة الصراعات السياسية التي مرت بها المحافظة تعرضت لتدمير كبير وتحولت إلى حطام، واليوم بعد سنوات طويلة أعادت السلطة المحلية ترميمها وتأهيلها من جديد، حتى ولو بإمكانيات متواضعة لكنها أعادت الأمل ورسمت الفرح في وجوه أبناء هذه المحافظة".

وأضاف: "هناك ظواهر سلبية شاهدناها من بعض الشباب نتمنى تجاوزها والتصدي لها من قبل إدارة الساحة، كما نأمل ضبط بعض الشباب الذين يقومون بإزعاج بعض الزوار والعائلات، كما أتمنى من السلطة المحلية الحفاظ على المتنفس الوحيد من أي تخريب أو نهب".

"أملنا بالله ثم بسواعد المخلصين"
من جهته قال عبدالناصر اليزيدي مستشار المحافظ لشؤون الاستثمار: "ساحة الشهداء لها دور كبير من أيام المحافظ محمد علي أحمد، وكانت الأولى أعتقد في اليمن والخليج، والآن إن شاء الله ستعود الساحة كمتنفس طبيعي لأبناء أبين والمحافظات المجاورة وأملنا بالله ثم بسواعد المخلصين وفي مقدمتهم محافظ المحافظة".
وأضاف: "نعمل على استكمال تأهيل المحلات التجارية في الساحة وعلى ترتيب المحلات بتشكيلة واسعة لتقديم احتياجات الزبائن، ونسعى إلى أن تكون بعض الأماكن في الساحة معشبة بعشب طبيعي وكذا بعض الألعاب".
        
منجز حضاري له المجد
الإعلامية ابتسام الناصر تحدثت لـ«الأيام» بقولها: "عادت الحياة مؤخرا لساحة الشهداء، هذه الساحة التي كانت قبلة لكل الزائرين من كل المحافظات لمشاهدة كل ما فيها من إبداع في التصاميم والألعاب وكفسحة للأطفال والكبار، فبعد طول معاناة عانتها أبين الحبيبة من حروب أرهقتها عادت لتبتسم من جديد ولتبشر أهلها بأن القادم سيكون أجمل، ومع إعادة تأهيل وترميم ساحة الشهداء بالعاصمة زنجبار تعود الحياة والفرحة تدريجيا لتبشر ببدء خطوات التنمية نحو عودة هذه الساحة لأمجادها واعتبارها متنفسا للترفيه للأسر في كل الأوقات".

وأضافت: "ساحة الشهداء كانت معلما متميزا كبيرا كان يميز الحبيبة أبين بكل ما كانت تحتويه من وسائل الترفيه والتسلية لكافة القادمين لها، وها هي تعود لتكون بهذا العيد قبلة للوافدين من أهالي أبين لتعود بهذا الحياة وتدب مرة أخرى في المنجز الحضاري العريق، وهذا يأتي بالجهود التي تقدمها السلطة بأبين والراعية لعودة هذا الصرح إلى سابق عهده".

ملتقً عائلي وعيد بنكهة مختلفة
التربوي عبدالمنعم عزان تحدث لـ«الأيام» قائلا: "العيد له ملامحه الجميلة هذا العام في مدينة زنجبار، يأخذ زخرف أول أيامه ذلك لوجود الملتقى العائلي والمتنفس الوحيد وهي ساحة الشهداء".
وأضاف: "تستمر الجهود في إنجاح الخطوة الأولى نحو إعادة ذلك الصرح إلى سابق عهده وأحسن وبتكاتف الجميع اليوم في عيد الأضحى المبارك الكل في ساحة الشهداء من كافة المناطق ذلك الحضور الكبير يؤكد أن هذا الموقع مؤهل ليكون أفضل المواقع التي ستفيد المحافظة في كثير من الجوانب كمتنفس ومنتزه سياحي".

حلة قشيبة وابتسامة للمستقبل
بدوره قال الزميل فضل الشبيبي: "تعالت الزغاريد وهلت الأفراح وارتسمت السعادة على وجوه الأطفال والنساء والشباب وهم يلعبون ويمرحون في ردهات ساحة الشهداء بمدينة زنجبار، وزغردت النساء وهن لا يصدقن أن السعادة تنبعث من جديد وتدب الحياة والحركة إليها من جديد في عيد الأضحى المبارك بعد أن حرمت منها أبين وتحديدا العاصمة زنجبار وضواحيها بعد سنين من الحرب والخراب والدمار والنزوح الإجباري وبقوة المدفع والدبابة والذين اختاروا أن تكون زنجبار هي ساحة حرب وينزح كل أهلها في نزوح لم تشهده في تاريخها القديم والمعاصر".

وأضاف: "ساحة الشهداء تتنفس الفرح الجميل وتلبس حلة قشيبة تودع بها الحزن وتبتسم، وتستعيد أمجادها ومدنيتها وتأتي الأعياد القادمة وهي أكثر إشراقا".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى